رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

والدة "شهيدة الواجب" بكنيسة الإسكندرية: "رغم ألم الفراق فخورة بابنتى"

والدة الشهيدة أمنية
والدة الشهيدة أمنية رشدي

كانت الساعة تشير إلى الخامسة فجرًا عندما ودعت والدتها، لتذهب إلى عملها وواجبها الوطني، كانت ابتسامتها ترتسم على وجهها البشوش، تقف أسفل منزلها تشير لوالدتها بالسلام والقبلات في مشهد وداع لم تعتاده الأم، التي كان قلبها يشعر بأن شيئًا ما سيحدث لتمضى ساعات قليلة وتكون "أمنية" الشابة الجميلة شهيدة وعروس في الجنة.

في الذكرى الـ 72 لاحتفالات عيد الشرطة، والـ13 لثورة 25 يناير، التقت "الدستور" والدة الشهيدة أمنية محمد رشدى، أحد النماذج الوطنية للشرطة المصرية من شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الوطن وحمايته، والتي استشهدت في حادت تفجير الكنيسة المرقسية في 9 أبريل 2017.  

قالت الحاجة صبرة بركات، والدة الرقيب أول شرطة أمنية رشدي، شهيدة الحادث الارهابي بتفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، إن يوم استشهاد ابنتها من أصعب الأيام ولكن له ذكريات معها لاتنسى، مؤكدة أنها ابنتها منذ ثورة يونيو وهي تتمنى الشهادة ودائمًا ما كانت تقص عليها قصص الشهداء وتتحدث عن منزلة الشهيد وأنه اختيار واصطفاء من الله.  

وروت لـ " الدستور"،  ذكريات يوم استشهاد " أمنية" حيث قالت إن قبل الحادث بيوم أخبرتها ابنتها أنها انتدبت ضمن طاقم حراسة الكنيسة المرقسية القريبة من منزلها، وكانت حالتها مختلفة حيث كانت سعيدة ومرحة جدا بشكل غريب ولم تتوقف عن المزاح مع اشقائها طوال اليوم، متابعة أنها ختمت يومها بصلاة قيام الليل، وكانت صائمة في في يوم استشهادها.

وتابعت أنها عند خروجها للتوجه إلى عملها احتضنتها وقبلتها، ثم عادت مرة أخرى بعد نزولها على الدرج لتقبل يديها  وتوصيها على شقيقتها الصغرى وترسل السلام لأبيها وكأنها تعلم أنها لن تعود للمنزل مرة اخرى، مشيرة إلى أنها كان يراودها قلق على ابنتها غير طبيعي ولم تستطع تفسير هذا الشعور الذى كان يسيطر عليها.

واستكملت أنها عقب مغادرة ابنتها المنزل دخلت للصلاة لتغفو في النوم على سجادة الصلاة وترى ابنتها في الحلم ترتدي ملابس وردية وتطعم أطفال الأرز بالحليب وكانت تبتسم لها،  لتستقيظ على تلك الرؤية وبعد ساعات قليلة يحدث انفجار الكنيسة الذي اهتز لدويه منزل الشهيدة ومنازل المنطقة.

وتابعت أنها عقب سماع الصوت وجدت جميع أهالي المنطقة أعينهم على المنزل، وطلبت من أحد ابنائها أن يأخذها للاطمئنان على ابنتها أمنية التي علمت بأنها مصابة في المستشفى ولكن كانوا يخفون عليها الحقيقة وعند وصولها للمستشفى الجامعي صدمت بمشاهد الإصابات لأبنائنا وشبابنا، ثم انتقلنا لمستشفى الشرطة ولم يخبروها باستشهادها حتى رأيت صورتها على شاشة التليفزيون.

وأكدت أن فقدان ابنتها التي كانت حينها في عمر الـ25 عامًا صعب جدًا فالفراق هو أصعب شيء، ولكن هذه الشهادة شرف وعِزة، وان ابنتها قدمت حياتها فداءً لوطنها وكان لها دور في حماية أرواح الأبرياء، مشيرة إلى أن ابنتها كانت مخطوبة وقامت بتجهيز لها جميع لوزام الزواج وحتى الآن تشاهد جهازها لأن كل قطعة به لها فيها ذكرى ومواقف.

وأوضحت أن ابنتها كانت شخصيتها من زمن قديم من اخلاق وصفات وكل شيئ، وكانت محبوبة في عملها من الجميع وكان لديها طموح واحلام حيث التحقت بكلية الحقوق، وكانت تريد إعادة الثانوية العامة للحصول على مجموع كلية الطب لتكون ضابط طبيب، ولكنها نالت أهم وأعظم  جائزة بالشهادة في سبيل الله.

received_398766352594332

وثمنت والدة الشهيدة جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي في الدولة وتكريمه لأسر الشهداء وأسماء الشهداء، فهو بمثابة أب روحي لكل المصريين وكبير للعائلة ويشعر بهموم المصريين، مشيرة إلى أنه تم تكريم اسم الشهيدة من الرئيس مرتين، كما تم تكريمها من وزارة الداخلية.

received_918795383252085


واختتمت حديثها قائلة: "برغم الفراق أنا فخورة بتقديم ابنتي الغالية شهيدة، فهو اختيار الله وهو من يحفظ بلادنا وكل ابنائنا من الجيش والشرطة وكل المصريين" متمنية إطلاق إسم ابنتها على إحدى المدارس بالشوارع الرئيسية بالمدينة لكي يراها الطلاب الصغار ويتعرفون على قصة استشهادها.

والدة الشهيدة أمنية رشدي
والدة الشهيدة أمنية رشدي
والدة الشهيدة أمنية رشدي
والدة الشهيدة أمنية رشدي
والدة الشهيدة أمنية رشدي
والدة الشهيدة أمنية رشدي
الشهيدة أمنية رشدي
الشهيدة أمنية رشدي
الشهيدة أمنية رشدي
الشهيدة أمنية رشدي