رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ينجح «الفراعنة» فى عبور الأدوار الإقصائية بطريقة كيروش؟

منتخب مصر
منتخب مصر

بشق الأنفس وبسيناريو من خيالات المخرج الشهير ألفريد هيتشكوك، أسطورة أفلام التشويق، تأهل منتخب مصر إلى دور الـ١٦ ببطولة كأس الأمم الإفريقية ٢٠٢٣، بعد أن جمع ٣ نقاط فقط من ٣ تعادلات، ليعبر «الفراعنة» إلى الأدوار الإقصائية محملًا بعلامات استفهام كثيرة.

علامات استفهام حول أداء اللاعبين، وحول ثغرات الدفاع، الذى تلقى ٩ أهداف فقط فى ٢٠ مباراة مع كارلوس كيروش، المدرب السابق للمنتخب الوطنى، فى حين تلقت شباك محمد الشناوى ٦ أهداف دفعة واحدة، فى ٣ مباريات بالنسخة الحالية من «كان».. فكيف يعالج روى فيتوريا هذه الأزمة، ويصحح أخطاء دور المجموعات ككل؟

فى المباراة الأولى من البطولة اعتمد «فيتوريا» على ثنائية أحمد حجازى ومحمد عبدالمنعم فى قلب الدفاع، متجاهلًا ياسر إبراهيم، أحد أفضل المدافعين داخل القارة السمراء فى الموسمين الماضيين، فظهرت العديد من الثغرات بين قلبى دفاع «الفراعنة».

ويعود ذلك إلى عدة أسباب، أبرزها عدم جاهزية «حجازى» الذى غاب عن المشاركة فى أغلب فترات الموسم الجارى بسبب الإصابة، ليدخل أمم إفريقيا بأقل نسبة من الجاهزية، إضافة إلى قلة التفاهم بينه وبين محمد عبدالمنعم، الذى تأثر أداؤه أيضًا باهتزاز محمد حمدى وبعده أحمد فتوح فى تأدية الأدوار الدفاعية بمركز الظهير الأيسر، والذى أجبره على الرحيل عن مركزه لسد الثغرات خلفهما، ليتلقى دفاع «الفراعنة» ٦ أهداف فى ٣ مباريات، بعدما كان من الأفضل فى القارة، بنفس الأسماء الحالية.

وأهدر المدرب البرتغالى «دم» محمد الننى، وقدم إياه فريسة سهلة لسهام الانتقادات، بعدما دفع به فى مركز وسط الملعب الدفاعى، متجاهلًا عدم جاهزيته بسبب قلة مشاركته مع أرسنال، وعدم إجادته الأدوار الدفاعية من الأساس، ليظهر المنتخب المصرى فارغ العمق فى وسط الملعب، مع زيادة المساحات بين الدفاع والوسط، قبل أن يعود ويصحح خطأه بالدفع بمروان عطية فى محور الوسط الدفاعى، بجوار حمدى فتحى وإمام عاشور، كأولى خطوات التصحيح.

وبناءً على ذلك، يتوجب على «فيتوريا» الدفع بياسر إبراهيم فى مركز قلب الدفاع بجوار محمد عبدالمنعم، للاستفادة من تفاهم الثنائى والجاهزية البدنية والفنية لهما، ومواصلة الاعتماد على مروان عطية فى محور الوسط الدفاعى.

وعلى الرغم من تسجيله ٣ أهداف من ٦ سجلها منتخب مصر حتى الآن، ظهر مصطفى محمد مُكبلًا فى المباريات الماضية، وذلك بسبب تقديم الدعم الدفاعى، والنزول إلى وسط الملعب من أجل تسلم الكرة ونقل الفريق من الدفاع للهجوم، وكذلك الضغط على وسط ملعب الخصم، وحرمانه من تسلم الكرة بشكل صحيح، وهو ما أشبه بذهاب أسد للصيد بأنياب مكسورة.

وتدارك «فيتوريا» خطأه فى توظيف مصطفى محمد، خلال مباراة كاب فيردى الأخيرة، بأن أزال عن عاتقه الأدوار الدفاعية، ليتحرر هجوميًا ويبدأ العمل الذى يجيده كمهاجم صريح، ودخول منطقة جزاء الخصم، والعمل كمحطة لنقل الفريق واستغلال الكرات الطولية، وهو ما نتجت عنه خطورة هجومية كبيرة.

ماذا عن عمر مرموش، نجم أينتراخت فرانكفورت الألمانى منذ ظهوره الأول رفقة كارلوس كيروش؟ قدم نفسه كأحد أفضل الحلول الهجومية للمنتخب المصرى، كجناح أيسر سريع، مراوغ، قادر على الاختراق والتسديد على المرمى، لكن ما رآه «كيروش» فيه هو مهاجم ثانٍ قادر على تهديد مرمى الخصوم، ومنح الفريق الزيادة العددية فى عمق منطقة جزاء الخصم.

ومع تألقه، يجب على «فيتوريا» استغلال المرونة التكتيكية التى يملكها عمر مرموش، ومنحه بعض الأدوار المركبة فى تحولات الفريق من الدفاع للهجوم، فالمنتخب يلعب بطريقة «٤- ٣- ٣» فى حالتيها الدفاعية والهجومية.

مع «كيروش» لم يقدم الفراعنة كرة قدم هجومية أو جميلة كما يحب المشجعون، لكن أهم ما امتاز به هو التنظيم الدفاعى، والتمركز الصحيح لجميع اللاعبين وتوظيفهم بالشكل المناسب لخطته وتكتيكه، وإذا أراد «فيتوريا» ولاعبوه الاستمرار فى البطولة، فلا سبيل سوى استعادة التنظيم الدفاعى، والتركيز على تصحيح أخطائهم، قبل الدخول فى مراحل اللا عودة.