رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب على غزة.. وحرب على مصر!

في الوقت الذي تواصل فيه الصهيونية حربها على قطاع غزة، ومع استمرار في المذابح في حق الشعب الفلسطيني الأعزل الجسور، فإن حربًا أخرى تشنها الصهيونية العالمية بكل قوتها وذيولها وتابعيها، على مصر بشعبها ورئيسها وأجهزتها الحرب على مصر تريد تحميلنا ذنب ما يحدث للشعب الفلسطيني وما يلاقيه أهل غزة من قتل وذبح وتشريد وتبرئ بني صهيون من كل جرائمهم. 

فجأة تكيل الآلة الإعلامية الخبيثة الإتهمامات لمصر من كل جانب وكأننا نحن من نشن الحرب على غزة، وفجأة يتحول الشعب الفلسطينى الصامد المتمسك بأرضه، الى شعب جبان يريد الهروب بأي ثمن يدفعه للنجاة بنفسه.

سيناريو مكرر حفظناه، حيك بكل خبث مع بداية عقد جلسات المحكمة الجنائية الدولية التي عقدت بدعوى أقامتها دولة جنوب اقريقيا تتهم – إسرائيل – بارتكاب جرائم حرب ضد شعب أعزل.

بنو صهيون أنكروا أمام المحكمة جرائمهم الموثقة بكل وسائل التوثيق، وراحوا يحملون مصر مسئولية غلق معبر رفح الذي يتسبب غلقه في قتل الفلسطينيين، في الوقت ذاته تنشر الجاردن البريطانية تحقيقا مفبركا يتهم فيه أهالي غزة بالسعي للهروب من أرضهم مقابل دفع آلاف الدولارات، 
ويدفعون لمن، لمصريين على الحدود يعاونهم شبكات في القاهرة والعريش، وCNN  الأمريكية تنقل عنها، وفديوهات العملاء تنتشر على السوشيال ميديا تتلقفها اللجان المعادية وتنقلها الجروبات وتتحول الأكاذيب لحقائق.

وبقراءة ما بين السطور نكتشف مدى الخبث الذي صيغت به تلك الاتهامات، وكأنها قنبلة عنقودية متعددة الضربات، فهى تضرب مباشرة في الدولة المصرية وأجهزتها الأمنية، وكأنها تخلت عن دورها فى حماية الحدود وتفرغت لتنظيم رحلات التهريب ووضعت لذلك نظاما كاملا يشمل أسعار تهريب للرجال والنساء والأطفال، لتتراوح بين 500 دولار كانت تدفع طوال السنوات الماضية لترتفع إلى 10 آلاف دولار بعد الحرب على غزة.  

ويجىء تحقيق الجارديان على لسان مواطن أمريكي أصوله من غزة لم- يذكر اسمه طبعا-، قال إن وسطاء أخبروه بأنه سيحتاج إلى جمع 85 ألف دولار لإخراج 11 من أفراد أسرته من القطاع، بما في ذلك خمسة أطفال دون سن الثالثة، وهنا تنقلب صورة الشعب البطل الذي فضل الموت والشهادة  تحت قصف القنابل وأنقاض المنازل إلى شعب يتخلى عن قضيته ويهرب ويترك أرضه، لنعود الى أكاذيب بني صهيون القديمة بأن شعب فلسطين هم من باعوا أراضيهم، لنصل في النهاية الى أن ما يفعله كلاب الصهاينة لم يكن إلا دفاعا عن أنفسهم- الإرهاب - اللى هو مقاومة مشروعة، وأن الفلسطينيين أنفسهم لا يطيقون العيش في غزة لذلك يهربون. 

وبالتزامن مع تقرير الجارديان تنتشر فديوهات أخرى تتدعي أن معونات غزة تباع في أسواق العريش لتتحول صورة شعب مصر وموقفه الداعم للقضية منذ بدايتها إلى لصوص ومهربين. 

وتتلقف جماعة الإخوان وذيولها من الكارهين لمصر منذ 30 يونيو خيط المؤامرة وتشتعل المواقع التابعة لهم في كيل الاتهامات لمصر والمصريين؛ مستغلة بحقارة الأزمة الاقتصادية التى نمر بها، لتضرب ألف عصفور بحجر واحد، لا يتوقف عند إشعال حالة الغضب على كل شيء في البلد، وتشويه مصر حكومة وشعبا، لكن تعيد تلك الجماعات إثبات أهميتها وقدريتها في تقديم الخدمات لأسيادهم. 

لكن الحمد لله مصر أكبر وأعظم وموقف الدولة والشعب بؤسساته وأحزابه وكل طوائفه لن يزايد عليه أحد، وكراهيتنا لبني صهيون ودولتهم لن يتغير فسوف يظل هو العدو الأول لشعب مصر ولأمتينا العربية والإسلامية، فلا أمان لمنطقتنا وللعالم في وجود هذا الكيان الصهيوني المغتصب.