رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اقتصاديون: "الضبعة النووية" إنجاز تاريخي واقتصادي في عهد السيسي (خاص)

الضبعة النووية
الضبعة النووية

قال خبراء اقتصاد إن  العلاقات المصرية الروسية تشهد أزهى عصورها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدين أن إنشاء محطة الضبعة النووية سيساهم في نمو الاقتصاد المصري ودخول مصر عهدا جديدا من الإنجازات الكبيرة التي ستؤثر إيجابيا علي المجتمع المصري، بعد تحقيق حلم المصريين ودخول مصر لنادي الدول النووية.

أوضح الخبراء، أن إنجاز هذا المشروع القومي العملاق "بشرة خير" لجذب استثمارات أجنبية كبيرة تقدر بمليارات الدولارات في مجال توطين صناعة المفاعلات النووية في مصر بالشراكة مع الدب الروسي والشركات العالمية.

يجذب 7 مليارات دولار استثمارات أجنبية ويوفر آلاف فرص العمل للشباب 

ونوه الخبراء بأن حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا نمى في آخر 4 سنوات، وهناك آمال كبيرة بعد الاتفاق على إنشاء المنطقة الصناعية الروسية على مساحة 5 ملايين مترا مربعا، بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمرشحة أن تجذب نحو 5 مليارات دولار خلال الفترة المقبلة.

وقال الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، إن الاحتفال ببدء صب الخرسانة بقاعدة وحدة الكهرباء رقم 4 بمحطة الضبعة النووية حدث مهم ويؤسس لشراكة قوية وكبيرة مع روسيا ويؤكد على الدعم الروسي للقاهرة، حيث إن حلما إنشاء أول محطة نووية يراود المصريين منذ عقود كبيرة.

وأوضح السيد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن مصر تدخل فصلا جديدا وعهدا جديدا مع تشغيل هذه المحطة النووية لإنتاج الكهرباء، والتي تعمل بأربعة مفاعلات بإجمالي طاقة كهربائية مولد تصل 4800 ميجا وات، وهذا سيؤدي إلى ثقل مركز مصر دوليا، حيث أن ذلك سيؤدي إلى استراتجية قومية لتوطين صناعة المفاعلات النووية ومستلزمات إنتاج الوقود لتشغيل هذه المحطة ويؤسس لاستفادة من الخبرات المصرية في هذا المجال.

وأوضح الخبير الاقتصادي أن تمويل إنشاء المحطة ستقوم روسيا بمنح تمويل يبلغ 28.5 مليار دولار لإنشاء وتشغيل المحطة موضحا أن مصر ستدخل نادي الدول النووية وهذا إنجازا تاريخيا يحسب للقيادة السياسية والتي دعمت المشروع وتبنت كمشروع قومي للدولة لا بد من تنفيذه.

مكاسب متعددة للاقتصاد المصري من المشروع القومي 

وأشار السيد إلى أن المكاسب الاقتصادية من إنشاء أول محطة نووية سلمية في مصر عديدة تشمل الترويج للفرص الاستثمارية لمصر وخلق شراكة متكاملة مع دولة قوية كروسيا ينتج عنها تنمية اقتصادية شاملة وتوفير آلاف فرصة العمل للشباب ودخول مصر نادي الدول النووية، ويؤدي إلى أن تصبح القاهرة لاعبا رئيسيا ومركزا إقليميا لتصدير الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

في هذا السياق، أكد الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، أن الدولة المصرية تتحرك وفق خطوات ناجحة وسريعة لإنجاز مشروع الضبعة النووي ليخرج المفاعل النووي للنور ليبدأ التشغيل عام 2028 للمفاعل النووي الأول بمحطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء والتي تبلغ تكلفتها الإجمالية 28.5 مليار دولار، وسيتم تشغيل بقية المفاعلات تباعا وفق الجدول المعلن.

تشيد الضبعة النووية يؤهل مصر لتصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج الطاقة 

أوضح غراب في تصريحات خاصة ل ـ"الدستور"، أن هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء قد أنجزت أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الأولى والثانية والثالثة خلال عامي 2022 و2023، موضحا أنه بعد الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الرابعة ستدخل جميع الوحدات بمحطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء لمرحلة الإنشاءات الكبرى، مشيرا إلى أن المحطة مكونة من أربعة مفاعلات نووية يبلغ قدرة المفاعل الواحد 1200 ميجاوات، لتبلغ القدرة الإجمالية للأربعة مفاعلات 4800 ميجاوات، ويتميز المفاعل النووي بأنه مصمم ضد الحوادث الضخمة فهو يتحمل سقوط طائرة، إضافة لحماية من التسرب الإشعاعي.

تابع أن محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء تحقق إنجازا اقتصاديا وتكنولوجيا كبيرا لمصر، فهي تمثل أمن قومي تكنولوجي، لأنها توفر طاقة كهربائية بكميات كبيرة لتلبية الطلب المتزايد عليها، كما أنها رخيصة ونظيفة خالية من انبعاثات الكربون للمحافظة على البيئة، ما يسهم في توفير والحفاظ على النفط والغاز، كما أنها ستوفر عشرات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة سواء في مرحلة البناء التي تستغرق سنوات أو أعمال التشغيل والصيانة للوحدة النووية على مدار عمرها الذي يقدر بـ 60 عاما، أو الصناعات المكملة والمساعدة، ما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في مصر.

6 مليارات دولار حجم التبادل التجاري بين مصر ورسيا 

أوضح  أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا قوية شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية في عهد الرئيس السيسي، حيث تمثل مصر الشريك التجاري الأول لروسيا في القارة الافريقية بنسبة تعادل 83% من حجم التجارة بين روسيا وإفريقيا، كما تحصل على 33% من حجم التبادل التجاري بين روسيا والدول العربية وفقا للإحصائيات الرسمية، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا خلال عام 2022 نحو 5 مليار دولار مقابل 6 مليار دولار خلال عام 2021، كما يعمل في مصر أكثر من 467 شركة روسية في مجالات مختلفة كالبترول والغاز، إضافة إلى المنطقة الصناعية الروسية في مصر ومن المتوقع أن تضخ استثمارات بنحو 7 مليارات دولار، وتوفر 35 ألف فرصة عمل، كما بلغت الاستثمارات الروسية في مصر خلال العام المالي 21/22 نحو 34.5 مليون دولار، كما سجلت قيمة تحويلات المصريين العاملين بروسيا خلال نفس العام 16.4 مليون دولار.

اتحاد الصناعات: إنجاز تاريجي ومشروع قومي لكل مصري

وكشف الدكتور محمد سعد الدين، رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات المصرية، ورئيس جمعية مستثمري الغاز المسال، أن مشاركة الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي، عبر الفيديو في مراسم البدء بصب الخرسانة بقاعدة وحدة الكهرباء رقم 4 بمحافظة مطروح للطاقة النووية، حدث تاريخي يؤسس للجمهورية الجديدة ويحقق التكامل الاقتصادي المشترك بين البلدين ، مؤكدًا على أن العلاقات المصرية الروسية تشهد أزهي عصورها في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي. 

وقال رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات المصرية، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن الشراكة المصرية الروسية ستحقق التعاون المشترك وخاصة في مجال مشروع محطة الضبعة النووية والتي تحتوي على 4 وحدات ستنتج 4800 ميجا وات من الكهرباء.

وتابع سعد الدين أن تنويع مصادر الطاقة بين النظيفة والتقليدية والنووية أمر مهم وسيؤدي إلى زيادة قدرات مصر لتوليد الكهرباء، مشيرًا إلى أن تشيد محطة الضبعة النووية سيؤدي إلى توطين صناعة المحطات النووية بهدف زيادة المكون المحلي في المحطة.

تشغيل أول مفاعل نووي بالضبعة سبتمبر 2028

وأوضح أن روسيا ستتحمل 85% من التمويل المطلوب لإنشاء المحطة بعدد أربع وحدات بقيمة 28.5 مليار دولار، في حين ستتولي الحكومة المصرية تمويل قيمة 15% ، ومن المتوقع بدأ تشغيل الوحدة الأولى للمفاعل خلال سبتمبر 2028، على أن يدخل مراحله التجريبية في 2027.

وقال رئيس لجنة الطاقة، إن مصر أصبحت مؤهلة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وإنشاء محطة الضبعة النووية السلمية سيؤدي إلى توطين صناعات مكملة ويحقق استراتيجية الدولة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لإنتاج و تصدير الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.