رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طحن علف الحيوانات للحصول على الخبز.. كيف يواجه أهالي غزة أزمة الجوع؟

علف
علف

يومان لم تجد فيهم لبنى، فلطسينية، أي قطعة خبز داخل مخيم النصيرات منتصف قطاع غزة، لاسيما أن الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه وحصاره للقطاع قصف المخبز الوحيد بالمخيم.

تقول: «لدينا أزمة في توافر القمح الذي نصنع منه الخبز فبعد قصف المخبز أصبحنا نحن من نصنع الخبز من القمح، ولكن مع قلة المساعدات الغذائية التي تسمح إسرائيل بإدخالها لم يعد هناك قمحًا متوفرًا».

طحن أعلاف الحيوانات

توضح: «نحن في وسط غزة وكذلك أهالينا في منطقة الشمال، أصبحنا نطحن أي شيء من أجل صنع الخبز، منها البقوليا إذا توافرت مثل الفاصوليا والعدس، ومؤخرًا أصبحنا نطحن علف الحيوانات».

تضيف: «إذا توافرت الكهرباء نطحن علف الحيوانات والحبوب بديلًا للقمح، بسبب المجاعة الحقيقية التي نواجهها داخل مراكز الإيواء في غزة، بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي».

لا تعلم «لبنى» المخاطر الصحية لطحن مثل تلك الأعلاف ولا تهتم لذلك الأمر، كل ما يشغل بالها هو توفير الخبز والطعام لعائلتها مثل كل الفلسطينيين في غزة.

النصيرات مخيم مكتظ ومزدحم، ويقطن فيه حاليًا أكثر من 80،409 لاجئ،  تديره الأونروا إذ يضم 15 مبنى مدرسي، و25 مدرسة، وبه مركزان تقدمان خدمات الرعاية الأولية للاجئين الفلسطينيين، وقصف الاحتلال المخبز التابع له في 17 أكتوبر الماضي.

المصدر – الأونروا

النساء يلجأن لطحن أعلاف الحيوانات

حال لبنى مثل كثيرون في قطاع غزة وتحديدًا مناطق الوسط والشمال، إذ كشفت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن النساء في قطاع غزة لجأن إلى طحن أعلاف الحيوانات وبيع مصوغاتهن لتوفير ثمن طعام وبعض الحاجيات الضرورية لعائلاتهن وسط شح الطعام والمواد الأساسية بعد أن شدد الاحتلال من حصاره على غزة.

يأتي ذلك في الوقت الذي تمنع قوات الاحتلال دخول الطعام والمساعدات إلى غزة وتقطع الكهرباء والماء والوقود ما تسبب في تدهور غذائي وصل لحد المجاعة سيما في مدينة غزة وشمالها.

وأوضحت الوكالة أن الاحتلال لا يسمح إلا بدخول حوالي 100 شاحنة يوميًا فقط،  بينما كانت تدخل حوالي 500 شاحنة قبل العدوان الإسرائيلي، أما قبل الحصار المستمر منذ 17 عامًا فكان يدخل لغزة حوالى 1500 شاحنة يوميًا وفقا لمختصين.

صورة متداولة للعلف الذي يتم طحنه

إسماعيل: «أزمة جوع والمساعدات التي تدخل قليلة»

نفس المأساة يعيشها إسماعيل، من سكان شمال قطاع غزة، إذ يرى أن الحرب الحالية دخلت في نطاق التجويع المتعمد لأهالي غزة، نتيجة عدم سماح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية في غزة وتحديدًا المواد الغذائية.

تدهور الوضع الإنساني في غزة بشكل متسارع منذ إطلاق إسرائيل عملية عسكرية ضخمة في 7 أكتوبر مع تدمير القصف العنيف مناطق واسعة من القطاع الساحلي في الأسابيع التالية.

ويوضح أن الحرب الحالية هي حرب المجاعة والتي دفعتهم لطحن أعلاف الحيوانات: «نطحن أعلاف الحيوانات للحصول على طحين نصنع منه الخبز، بل أن البعض بات يسأل عن إجازة تناول أوراق الشجر أو القطط لسد الجوع».

ويضيف: «لا نعلم ما أضرار ذلك صحيًا علينا، ولكن ما يحدث من مجاعة وأزمة غذاء فاق الوصف، فالمساعدات تأتي وتنفد في نفس الوقت ولا تكفي أحد، أصبحت أعدادنا أكبر من القدرة الاستيعابية للعدد القليل من المساعدات الذي يدخل».

في مطلع العام الحالي، نشرت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة تقرير، قالت فيه إن كل سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون مستويات أزمة جوع وخطر مجاعة يتزايد كل يوم، موضحة أن نسبة الأسر المتأثرة بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة هي الأكبر المسجلة على الإطلاق على مستوى العالم.