رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تنكيس الجامعات والمدارس.. كيف دمّر الاحتلال قطاع التعليم في غزة؟

قطاع التعليم في غزة
قطاع التعليم في غزة

يتساءل رشيد بهاء، طالب فلسطيني جامعي عن سبب تفجير جامعته في الحرب الدائرة الآن على أرفض غزة، دون أن يجد إجابة، سوى أنه متوقف عن استكمال دراسته منذ بدء العدوان الإسرائيلي نتيجة حالة الحرب والدمار التي خلفتها.

ورشيد هو طالب في جامعة الإسراء جنوب قطاع غزة، توقفت دراسته بسبب الحرب:«الطلاب في تلك الفترة الحرجة مصيرهم مجهول، لا نعلم متى ستعود الدراسة للجامعات والمدارس، كل ما في الأمر أن الدراسة توقفت ولا نعلم شيء».

واستقبل رشيد رغم توقفه عن الدراسة الجامعية خبر تفجير الجامعة بأسى شديد، بسبب الذكريات التي صنعها برفقة أصدقاؤه في الجامعة ودمرها الاحتلال: «لن يعود الأمر كما كان هدم الاحتلال كل الذكريات وضاع مستقبلنا، الدراسة متوقفة وزاد الأمر أن الاحتلال فجر الجامعة».

وأضاف: «وحين تنتهي الحرب لا نعرف ما مستقبلنا هل سيتم نقلنا إلى جامعة أخرى أم سيتم بناء الجامعة من جديد من أجل العودة، ولكن كل ذلك الوقت من عمرنا ويعد ضائعًا، وسن الشباب الحالي يضيع من بين ايدينا والمستقبل مجهول بالنسبة لنا ولا نعرف متى سيكون التخرج في الجامعة».

ليس رشيد وحده من يعاني بسبب استهداف الاحتلال للجامعات، لكن هناك قطاع عريض من الطلاب سواء في المدارس والجامعات تضرروا نتيجة استهداف المدارس والجامعات، وبسبب توقف الدراسة في كليهما نتيجة العدوان الإسرائيلي والحصار التام على قطاع غزة.

المرصد الأورومتوسطي: «الاحتلال يستهدف الجامعات والأساتذة»

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه وثق قتل الاحتلال 94 من أساتذة الجامعات الفلسطينية، ومئات المعلمين وآلاف الطلبة خلال الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن هناك غارات استهدفت جامعات بعينها وأساتذة.

وأوضح أن الاحتلال نفذ هجمات متعمدة ومحددة ضد شخصيات أكاديمية وعلمية وفكرية في قطاع غزة، العشرات منهم قتلوا في غارات مباشرة استهدفت منازلهم دون سابق إنذار، واستهدفت مؤسسات جامعية بعينها.

وأشار إلى أن الأكاديميين المستهدفين بالقتل الإسرائيلي، موزعين على شتى علوم المعرفة، وغالبيتهم يمثلون مرتكزات العمل الأكاديمي في جامعات غزة، إلى جانب تدمير العديد من المؤسسات العلمية.

منذ يومين، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، جامعة الإسراء في قطاع غزة بالتفجير، حيث نسف جنود الاحتلال الإسرائيلي مبنى جامعة الإسراء جنوبي قطاع غزة، ودمروا مبنى الدراسات العليا وكليات البكالوريس الرئيسي.

نورا: «لا نعرف وقت انتهاء الحرب ماذا سنفعل»

نفس المعاناة، خاضتها نورا، فلسطينية، بسبب توقف الدراسة في قطاع غزة منذ بدء الحرب، حيث اغلقت المدارس وتعطلت الدراسة، بل أن الاحتلال استهدف بعض المدارس بالتفجير: «ضاع مستقبل ابنائي فتلك الحرب مختلفة من حيث وحشية الاحتلال فيها وطول المدة».

وأثارت التطورات الأخيرة، ردود فعل عالمية وإقليمية؛ حيث أصدر ائتلاف يضم 34 منظمة طلابية بجامعة هارفارد بيانًا مؤيدًا للفلسطينيين، مشيرًا إلى أن نظام الفصل العنصري هو الجاني الوحيد بالحرب، داعيًا إلى تنسيق وقفة حداد على أرواح الضحايا.

وأضافت: «إذا انتهت الحرب سيعاني الطلاب بشكل كبير، نتيجة التعطل الذي حدث في هذا العام، لا نعرف مصير الطلاب هل يستكملون العام الدراسي أو  سيتم بداية عام دراسي جديد، إلى جانب أن أغلب المدارس تم تدميرها من سيقوم بالبناء أو التجديد لتلك المدارس».

ويدلل على سوء القطاع التعليمي في غزة نتيجة الحرب، ما حدث في الضفة الغربية المحتلة، إذ أعلنت ثلاث جامعات عن مقتل طلاب منها؛ حيث أعلنت جامعة بيرزيت وفاة محمد عوض جربوع، خريج برنامج بكالوريوس العلوم المالية والمصرفية، برصاص الاحتلال قرب بلدة اللبن الغربي، كما أعلنت جامعة فلسطين التقنية، عن استشهاد الطالب لبيب محمد لبيب الضميدي، جراء قصف إسرائيلي، وأعلنت جامعة فلسطين الأهلية مقتل طالب العلاج الطبيعي، أحمد أشرف خلف زقيق في بلدة بيت أمر شمال الخليل.