رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تزامنًا مع زيارة الرئيس الصومالى.. محطات فى تاريخ العلاقات المصرية الصومالية

الرئيس السيسى ونظيره
الرئيس السيسى ونظيره الصومالى

أجرى حسن شيخ محمود الرئيس الصومالي، زيارة إلى مصر بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وخلال السطور التالية، نستعرض تاريخ العلاقات المصرية الصومالية التي تعود إلى فترات تاريخية طويلة، حيث تشكلت أواصر تعاون وتبادل ثقافي بين البلدين، وتعكس هذه العلاقات التاريخية ترابطًا عميقًا بين الثقافات العربية والإفريقية، وقد شهدت تطورات وتحولات عديدة على مر العصور.

وفي العصور القديمة، شكلت مصر محورًا حضاريًا وتجاريًا يمتد إلى البحر الأحمر والبحر المتوسط، مما أتاح للصومال مشاركة فعّالة في هذا التبادل التجاري والثقافي.

 

وفي العصور الوسطى، أسهمت مصر الإسلامية في نشر الدين الإسلامي في المنطقة، مما أرسى أسسًا دينية للعلاقات الثنائية.

أما في العصور الحديثة، شهدت العلاقات بين مصر والصومال تعاونًا متزايدًا في مجالات متعددة، بما في ذلك التجارة والثقافة، ويعكس ذلك التواصل المستمر والجهود المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

العلاقات السياسية 

الصومال كان أحد أهم مراكز التجارة العالمية بين دول العالم القديم، حيث كان البحارة والتجار الصوماليون الموردين الأساسيين لكل من اللبان "المستكة"، نبات المر والتوابل، التي كانت تعتبر من أهم المنتجات بالنسبة للمصريين القدماء والفينيقيين والبابليين، الذين ارتبطت بهم جميعًا القوافل التجارية الصومالية، وأقام الصوماليون معهم العلاقات التجارية.

وكانت مصر شريكًا مؤثرًا في كل مراحل معركة استقلال الصومال وبناء دولته الحديثة، حيث امتزجت الدماء المصرية بدماء الأشقاء الصوماليين عندما امتدت يد الغدر للاستعمار في 17 /4 /1957 لتغتال الدبلوماسي المصري المرموق محمد كمال الدين صلاح، مندوب مصر في المجلس الاستشاري الصومالي، الذي كان مكلفًا بتدعيم أركان الدولة الوليدة في الصومال وإقامة مؤسسات سياسية وحكومية، وهي حادثة أثرت في وجدان الشعبين الصومالي والمصري، وأكدت المصير المشترك في مواجهة قوى الاستعمار والهيمنة آنذاك.

وبذلت مصر جهدًا كبيرًا لمنع وقوع الحرب الأهلية، وشهدت القاهرة والسفارة المصرية في مقديشو، لقاءات واجتماعات بين المسئولين في نظام "محمد سياد بري" والجبهات المعارضة، للحيلولة دون نشوب صراع مسلح، وإنهاء الصراع السياسي بين الحكومة والمعارضة بالطرق السلمية، وقد تمثل ذلك في المبادرة المصرية الإيطالية عام 1989، لكن نتيجة لتدخلات قوية من قبل بعض دول الجوار، لم تكلل تلك الجهود بالنجاح ودخل الصومال في أتون حرب أهلية راح ضحيتها الآف المواطنين الأبرياء.

العلاقات الاقتصادية 

شهدت العلاقات الاقتصادية بين الدولتين نموا في السنوات الأخيرة؛ ووفقًا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات، قد بلغ حجم الميزان التجاري بين مصر والصومال نحو 88 مليون دولار خلال عام 2017 مقارنة بـ 54 مليون دولار عام 2016. 

وتتمثل الصادرات المصرية للصومال في السلع الغذائية ومواد البناء، وقطاع الأدوية، فيما تستورد مصر من الصومال الماشية، وارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصر والصومال إلى 67.5 مليون دولار خلال عام 2021 مقابل 65.8 مليون دولار خلال عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 2.6 %

كما ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى الصومال لتصل في 2021 إلى 66.3 مليون مقابل 60.1 مليون دولار خلال عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 10.2%، وبلغت قيمة الواردات المصرية من الصومال 1.3 مليون دولار خلال عام 2021 مقابل 5.7 مليون دولار خلال عام 2020 بنسبة انخفاض قدرها 77.9%.

العلاقات الثقافية

أطلقت مصر مبادرات ومشاريع تهدف إلى دعم قطاع التعليم في الصومال من بينها، مشروع المساعدات العينية للطلبة من ذوي الدخل المحدود في مدارس الحكومية المصرية، وتغطية مصاريف الطلبة المسجلين في برنامج البعثات الجامعية خارج الدولة، ومبادرات تحسين الظروف المادية للطلبه المحتاجين وتمكينهم من مضاعفة جهدهم وزيادة تحصيلهم العلمي.

المساعدات الإنسانية 

فى عام 2022 قامت السفارة المصرية في مقديشو بتسليم الحكومة الصومالية شحنة مساعدات إنسانية مقدمة من الحكومة المصرية بمساهمة من كل من الأزهر الشريف ووزارة الدفاع ووزارة الصحة والسكان ووزارة التضامن الاجتماعي والهلال الأحمر المصري، ووصلت المساعدات عن طريق الشحن البحري إلى مقديشو بإجمالي 240 طنا من المواد الغذائية والطبية والإغاثية