رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدكتورة نيفين مسعد: ظاهرة المهمشين اختفت تمامًا فى عهد السيسى بعد مد المظلة الاجتماعية لجميع فئات الشعب المصري

الدكتورة نيفين مسعد
الدكتورة نيفين مسعد

- قالت إن صلاح جاهين كان قمة فى الجدية لكنه صنع ذلك فى إطار من السخرية

- روح المصريين فى الدعابة والبهجة لم تتأثر على الرغم من الظروف المحيطة داخليًا أو خارجيًا

- «السوشيال ميديا» فرّغت طاقة السخرية لدى الكثيرين لأنها أعطت المساحة لمحبى الفكاهة للتعبير عن حالهم

- نعيش عصر التفريط فى لقب دكتور الجامعة لأن مستوى الرسائل العلمية أصبح متدنيًا

- البعض ينفذ بحثًا عبارة عن «قص ولزق» باستخدام الذكاء الاصطناعى

قالت الدكتورة نيفين مسعد، أستاذ النظم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، مقررة لجنة «حقوق الإنسان والحريات العامة» بالحوار الوطنى، إن عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى يشهد احتفاءً دائمًا بالشباب، عبر تخصيص نسبة لهم من المقاعد فى البرلمان، وتأهيلهم والاهتمام بتدريبهم، وهو أمر لم نشهده إطلاقًا من قبل.

وخلال الجزء الثانى من حوارها مع الإعلامى الدكتور محمد الباز، عبر برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، قالت نيفين مسعد، إن ظاهرة المهمشين، الذين لم تمتد لهم مظلة المواطنة بشكل كافٍ، اختفت تمامًا فى عهد الرئيس السيسى، حيث أصبحت المظلة الاجتماعية ممدودة لكل الفئات.

■ هل اختفت البهجة وروح الدعابة عند المصريين؟

- الشعب المصرى معجون بخفة الظل والقدرة الفائقة على السخرية حتى من نفسه، وإطلاق النكات على كل شىء بسرعة مذهلة، سواء كان خبرًا سياسيًا أو اجتماعيًا أو حتى اقتصاديًا.

وفى الحقيقة، روح المصريين للدعابة والبهجة لم تتأثر على الرغم من الظروف المحيطة بكل المصريين سواء داخليًا أو خارجيًا، فالمصرى لديه القدرة على فرض أسلوبه المرح فى كل وقت وزمان.

ومع وجود «السوشيال ميديا» ومواقع التواصل الاجتماعى تم فتح العديد من المساحات لعرض البهجة والتعليق على المواقف السلبية بروح المرح وبشكل يرطب الأجواء.

■ ما رأيك فى صلاح جاهين وتناوله الأوضاع فى إطار من السخرية؟

- السخرية من الأمور الصعبة، لأنها أداة غير مباشرة للانتقاد أو التعليق على الأوضاع السيئة بشكل ساخر يفهمه الكثيرون، فمن السهل أن نصف الشىء كما هو بوضعه الحقيقى، ولكن من الصعب استخدام الاستعارات فى التعبير عن الأشياء.

الراحل صلاح جاهين كان قمة فى الجدية لكن فى إطار من السخرية، وحتى وقتنا الحالى لا يوجد على الساحة شخص بمثل تفكيره ورؤيته الأوضاع بهذا الشكل الساخر، الذى يحمل موضوعات جدية فى باطنها.

■ هل يوجد فى الصحافة المصرية الحالية رسامو كاريكاتير مؤثرون وبارزون فى نقد الأوضاع؟

- رسامو الكاريكاتير كانوا مؤثرين بشكل كبير فى الماضى، من خلال تقديم ونقد الأوضاع بشكل ساخر يفهمه كل فئات المجتمع، وهناك العديد من رسامى الكاريكاتير فى الصحافة المصرية حاليًا، ولكن ليس بنفس الوفرة التى شاهدناها قديمًا.

أنا أرى أن رسام الكاريكاتير عمرو سليم كانت له مواقف شديدة الجرأة فى ظل حكم الإخوان، وشبكة التواصل الاجتماعى أسهمت فى تقليل دور رسامى الكاريكاتير بشكل كبير بسبب انتشار ثقافة «الكوميكس».

■ هل أسهمت شبكات التواصل الاجتماعى فى زيادة مساحة السخرية عند المصريين؟

- بالفعل، شبكات التواصل الاجتماعى أسهمت فى تفريغ طاقة السخرية للكثيرين، فهى أعطت المساحة لمحبى الفكاهة من أجل التعبير عن حالهم وحال البيئة المحيطة بشكل ساخر، دون جرح الآخرين.

ولا ننسى الشخصيات سارقة الفرحة، فهم ليسوا ظاهرة، بل هناك البعض يستكثر أن يبتهج شخص أو ينجح، بل ينسبون نجاحات الآخرين لأنفسهم، وهؤلاء ما نطلق عليهم سارقى الفرحة والنجاح.

الحياة عبارة عن مزيج من المشاعر المختلفة، الحزن، والسعادة، والنجاح، والانكسار، فالكل لا بد أن يمر بهذه المشاعر، فلا نجد شخصًا فى سعادة دائمة أو حزن دائم، فهذه هى سُنة الحياة، التى خُلقنا بها، فالحب والكره من المشاعر الصحية للنفس البشرية.

■ برأيك.. هل نحن نعيش فى زمن «الشهادات» والانبهار بحرف «الدال» قبل الاسم؟

- الفنان عادل إمام قال قديمًا إننا «بلد شهادات»، فنحن شعب دائمًا ما نحترم حرف «د»، «إحنا ٩٥٪ مننا دكاترة»، والكثير من المصريين يحترمون بشدة الدرجة العلمية للأشخاص، وهذا وضعنا فى مأزق كبير، «كل واحد بقى بيتكلم كويس نقوله يا دكتور».

وللأسف نحن نعيش عصر التفريط فى قيمة «الدال» بالجامعة، لأن مستوى رسائل الدكتوراه متدنٍ، وهناك الكثير من الحاصلين على درجات الدكتوراه لا يستحقون هذا التقدير.

■ هل الدراسات العليا فقدت هيبتها الجامعية بسبب كثرة المتقدمين؟

- فى رأيى، هناك العديد من الطلاب المقدمين للدكتوراه مستواهم لا يؤهلهم للحصول على لقب الدكتور، وللأسف الكثير من الأساتذة الجامعيين لا يفهم ذلك.

وفى الحقيقة هناك تفريط وتكرار فى موضوعات رسائل الدكتوراه والماجستير، وهناك العديد من المجالات التى لا بد أن يوجه إليها الطلاب، والدراسات العليا فقدت هيبتها الجامعية بسبب ذلك.

فالإفراط فى إطلاق لقب دكتور على كثير من الأشخاص نوع من الظلم تجاه من بذلوا مجهودًا حقيقيًا فى الرسائل العلمية، وأستشهد برسالتى التى حضّرتها وأنا أم لطفلين.

فالتطور الكبير فى الوسائل التكنولوجية أصبح يسهل ذلك، ولذلك فى الجامعة ندخل وسائل لنكتشف هل الطالب ارتكب الغش فى البحث أم لا؟، وهذا لم يكن موجودًا فى السابق، لأن هناك نسبة معينة حاليًا من الاقتباس، وقبل ذلك لم يكن موجودًا هذا، لأنه كانت هناك مراعاة للمصدر، وأن يتم نَسب المعلومة إلى صاحبها، فنحن مضطرون فى هذا الوقت للكشف عن مدى الغش فى الرسائل الجامعية، لأن هناك متغيرات كبيرة حدثت، وهناك من يلجأ للاختبارات الشفوية مع الباحثين، وهذا يقطع الطريق على الغش والقص واللزق، وهذا أرجعنا فى الجامعات للأدوات التقليدية فى التعامل مع الأبحاث، التى يكون تدقيقها مستحيلًا مع الأعداد الكبيرة، وطوال الوقت هناك زيادة فى عدد الطلاب فى جميع الأقسام.

■  هل التغيرات التى حدثت فى الشخصية المصرية والتفريط فى قيمة الدكتوراه أديا لسيولة فى منظومة القيم؟

- هذا مرتبط بالاهتمام بالمظهر أكثر من الجوهر، وأنت عندما تكون ملتزمًا بزى معين فى الملبس، فبالتأكيد أنت متدين ورجل ورع وتقى وصالح، وأنت أيضًا لديك حرف «الدال»، فبالتأكيد أنت شخص عالم ومثقف وعارف، وأشياء من هذا القبيل، وبعض الألقاب يتم قياسها وفق المظهر أكثر من الجوهر، وهناك عشرات المفكرين مثل عباس العقاد الذى لم يكن دكتورًا، وهناك أساطير غيره فى الثقافة والأدب، وعباس العقاد صنع اسمه بنفسه والناس انتبهت له عندما أنتج العبقريات وعُرف بما أنتج وليس بما يسبق اسمه، وطه حسين كان حريصًا على أن يكتب اسمه على كتبه دون حرف «الدال»، وهناك عدد كبير من الحاصلين على الدكتوراه يكتفى بالاسم فقط.

فكرة الأمانة والنزاهة الشخصية مرتبطة بالاهتمام بالشكل على حساب الجوهر، ولخدمة هذا الشكل الناس يفعلون كل شىء، فالبعض ينفذ بحثًا عبارة عن قص ولزق، والذكاء الاصطناعى يفعل ذلك، مثل عندما تأخذ عبارة من شخص وتنسبها لنفسك، وهذه الظاهرة زادت جدًا مع الألفية الجديدة، وبعض الأبحاث تكون عبارة عن قص ولزق، لأن التطور الكبير فى الوسائل التكنولوجية أصبح يسهل من ذلك.

■ كتبت عن التغيير الذى حدث فى هدايا البنات.. ما ملامح هذه الظاهرة؟ وما الدلالات التى تعكسها؟

- هذه الظاهرة بدأت ملاحظتها من أداء حفيداتى اللواتى تتراوح أعمارهن بين ٩ و١٣ سنة، حيث بدأت أرى مستوى تطلعاتهن إلى حاجات شديدة الاستهلاكية، لكن لا تناسب الأعمار، من مساحيق تجميل وكريمات وأشياء من هذا القبيل، وهذا تأثير ناتج عن المدرسة والرغبة فى التقليد.

والأسر من الطبقة الوسطى ليس لديها غير التعليم الجيد كوسيلة تقدمها للأبناء، والتعليم الجديد معروف أين يكون موجودًا، وهذه المدارس يدخلها أبناء الطبقة الوسطى، وهى تدبر القرش على القرش حتى ترفع مستوى أولادها وتقدم مستوى جيدًا من التعليم، ولكن الطبقات العليا الأموال بالنسبة إليها سهلة، وبالتالى وجدنا مستويات عالية فى الاحتفال بأعياد الميلاد، وأنواعًا وأشكالًا من الإبهار، رغم أن أعياد الميلاد مناسبة تتكرر كل سنة، وليس هناك داعٍ للتكرار، وفى الماضى كانت الاحتفالات بسيطة وسط الأهل والمفاجأة كانت فى الهدية، وهى أهم من مضمون الاحتفال، فهناك مبالغة فى الاحتفال بأعياد الميلاد لدى الفتيات فى الجيل الجديد، وعندما تدخل على النت تجد أحدث الأشياء وتصل حتى المنزل بالدليفرى من أى مكان فى العالم، والأهالى عندما يرسلون الأبناء للمدارس فهم يرسلونهم للتعليم فقط، والأهالى يوفرون مصاريف المدارس الباهظة بصعوبة، ونحن لم نتعلم بهذا الكم من الجنيهات، وبالتالى الأهالى لا يقدرون على توفير هذه السلع الاستهلاكية المضرة.

وأن أقول لحفيدتى إنك تضعين مساحيق على بشرتك، والسيدات عندما يتقدمن فى العمر يحلمن ببشرة مثل الأطفال، فالهوس بالإعلانات ونوعية المنتجات يجعلان المستهلك فى حالة استفزازية ويركز على الأشياء المبهرجة، وهذا دور المنزل فى التوعية بتقديم النموذج والقدوة.

■ هل ترين أن وسائل التواصل الاجتماعى هى وسائل فصل اجتماعى؟ 

- وسائل التواصل الاجتماعى قرّبت البعيد وبعدّت القريب، والشباب يجلسون على «السوشيال ميديا» وعلى الموبايلات طوال الوقت، ويشاركون مشاعر الناس من التهنئة والمباركة والحزن، لكن هناك تعاطفًا مع البعيد، وفى الوقت نفسه هم مشغولون عن الأشخاص القريبين منهم فى الأسرة.

فهل هناك شخص فى محيطك لا يجلس على السوشيال ميديا؟ بالطبع لا أحد يركز على إرسال رسالة مخصصة لشخص معين، فوسائل التواصل الاجتماعى أسهمت فى إبعاد الأشخاص القريبين داخل البيت الواحد، واختفت فكرة الزيارات فى المناسبات الاجتماعية، والصلات الاجتماعية بين الأهل والأقارب فترت، بينما الصلات بين رواد السوشيال ميديا الافتراضيين أصبحت أقوى.

■ من خلال اهتمامك بالمشروع الدرامى للشخصية المصرية.. أسامة أنور عكاشة كان يقدم دراما لتعزيز قيمة المواطن.. هل نحن نسير فى نفس هذا الطريق؟

- تحقيق المواطنة بين المسلمين والمسيحيين أمر مهم، وهذا الشق اكتسب أهمية كبيرة جدًا بعد يونيو ٢٠١٣، وقبل ذلك كان هناك شرخ مؤكد فى هذا الشق، حيث كانت جماعة الإخوان هى من تحكم، فكان الفرز يحدث من أول لحظة، بعيدًا عن التطورات السياسية والتعديلات الدستورية، وأصبح هناك انخراط من أعداد متزايدة من المواطنين فى العمل العام وإقبال على المشاركة السياسية، وهذا نشهده فى جميع الاستحقاقات الانتخابية برؤية العين، والنظر والملاحظة المباشرة.

وهناك مزيد من الأقباط يكتبون فى ملف المواطنة، وهناك مشروع إبداعى أدبى فى هذا المجال، ولا بد من التحدث عن مجتمع واحد، الجميع يعرفه بحكم المعايشة، وهناك أشياء بسيطة لا نشهدها دون الكتابة، وعندما يكتب الكاتب ويعبر عن مشاعره ويفضفض، تكون هذه الفضفضة مفيدة، ولفترة قريبة كان المسيحيون فى مصر عبارة عن عالم مجهول ولا أحد يعرف أعيادهم وطقوسهم، ويتم تصنيفهم بين محاسب فى بنك أو بائع ذهب، وهذا لم يعد موجودًا، وكانت هناك محاولات لكسر ذلك، وهذا الكم من الاحتفاء بالشخصية القبطية زاد بعد ٢٠١٣  بشكل كبير، وانخرط مزيد من شباب الأقباط فى الكتابة والرواية، وهناك أسباب لذلك، منها الأحداث من يناير ٢٠١١ وما بعدها، وعدم السكوت، ودعم الانخراط فى الشأن العام، والسبب الثانى تقنى.. من انتشار وسائل دور النشر، فهذه الكتابات قدمت هذا العالم بطقوسه وأعياده، وتتم الإشارة إلى ما يؤلم الأقباط، وهذا مفيد للتصحيح والاهتمام. 

■ ما تعريفك الخاص لدولة المواطنة؟

- المواطنة هى تمتع جميع المصريين بالمساواة فى مختلف الحقوق، رجلًا وامرأة، وشابًا وغير شاب، ساكنًا فى منطقة نائية أو فى العاصمة، نحن جميعًا على قدر واحد أمام القانون، ولا تمييز بين مواطن وآخر حول الديانة أو الجنس.

والمواطنة هى مظلة تمتد لتظلل على جميع المواطنين الذين يحملون جنسية الدولة، وهناك خطوات عدة اتُخذت فى المواطنة فيما يخص الملف الدينى، وهناك خطوات أخرى تتعلق بالمرأة، كونها من أكثر الفئات التى ازدهر وضعها بعد ٣٠ يونيو، سواء من خلال التعديلات الدستورية أو خطاب الرئيس والاحتفاء بالمرأة المصرية فى كل عيد.

■ كيف اختلف وضع المرأة فى عهد الرئيس السيسى؟

- أنا لم أرَ من قبل رئيسًا يُقبّل رأس امرأة مصرية أو أم شهيد، وهو ليس مضطرًا ليفعل ذلك؛ لأن الدستور يكفل الحقوق والقوانين أيضًا، ولكن ذلك يصدر عن قناعة لدى الرئيس، وهو يعول على المرأة فى تحمل الكثير من الأزمات أو المصاعب، التى تمر بها الدولة المصرية.

■ كيف قضى الرئيس السيسى على فكرة المهمشين فى مصر؟

- عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى شهد احتفاءً دائمًا للشباب وتخصيص نسبة لهم من المقاعد فى البرلمان، وتأهيلهم والاهتمام بتدريبهم، بالإضافة إلى تكوين صف ثانٍ من القيادات من ذوى الاحتياجات الخاصة، وذلك الأمر لم نشهده إطلاقًا من قبل، وتم دمجهم وتخصيص نسب لهم وإنشاء مجلس خاص بهم.

فكرة المهمشين، إذا جاز التعبير، الذين لم تمتد لهم مظلة المواطنة بشكل كافٍ، اختفت تمامًا فى عهد الرئيس السيسى، وأصبحت المظلة ممدودة لكل فئات المهمشين.

■ ما الذى افتقدتيه فى الشخصية المصرية وترغبين فى عودته مرة أخرى؟ 

- افتقدت التسامح فى الشخصية المصرية، فقد أصبحنا نافذى الصبر فى الآونة الأخيرة، فالشخصية المصرية دائمًا كانت بعيدة عن العنف، ولكننا الآن نرى العديد من أشكال العنف المختلفة لا عهد لنا بها من قبل، تجافى العقل والمنطق وتاريخ الشخصية المصرية.

فكرة التسامح وتقبل النقد لم تعد موجودة لأسباب عدة، فمن الممكن أن يتسبب ازدحام الشوارع فى مثل هذا الأمر، والتنشئة والتربية فى عصرنا هذا أصبحت غريبة للغاية، وذلك يمكن أن يكون بسبب البُعد عن الطبيعة السمحة.

هناك قيمة تراجعت أيضًا بشكل كبير ويجب التمسك بها، وهى الإيمان بقيمة التعليم؛ لأن التعليم هو الذى يخلق العمل، فقد أصبح الآن عبارة عن وسيلة فقط، ولكنه من المفترض أن يكون غاية، حتى يصل بالإنسان إلى فرص العمل، كما أن المعارف والخبرات والثقافة تُخلق من التعليم، ونحن بحاجة لإعادة الاعتبار بقيمة التعليم فى مصر.

■ كيف غيّر الرئيس السيسى مفهوم المواطنة من الجانب النظرى إلى الفعلى؟

- الرئيس عبدالفتاح السيسى استطاع تغيير مفهوم المواطنة لدى المصريين، من خلال زياراته للكنيسة والاحتفاء بعيد الميلاد المجيد، وهذا هو الفرق بين «أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة» و«أنا رئيس مصرى لكل المصريين».

وعلى المستوى الحركى، كان لدى الرئيس السيسى اقتناع كبير بإيصال مفهوم المواطنة بهذا الشكل، كما أن القوانين والتغييرات والتعديلات الدستورية مهمة، لكن أيضًا الممارسة مهمة، فضلًا عن أهمية الخطاب السياسى فى المرحلة الراهنة. والخطاب السياسى للرئيس السيسى دائم التحذير، من أن هذا البلد محفوظ بوحدة مواطنيه، وأن الخطر الأشد على أى دولة هو تفككها الاجتماعى، وليست هناك دولة معصومة من المخاطر، لكن دائمًا المحك هو مدى سلامة الجبهة الداخلية.