رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية: مغفرة الخطايا علامة خاصّة بالربّ

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الجمعة الأوّل من زمن السنة وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "يا بُنَيَّ، غُفِرَت لكَ خَطاياك".

لقد أراد الرّب يسوع بهذه الكلمات أن يُعرَف بأنّه الرّبّ فيما كان خافيًا عن العيون البشريّة بجسده البشري. فحينَ كان يُظهِر قوّته ومعجزاته، كان يُقارَن مع الأنبياء؛ في حين كان هؤلاء يصنعون المعجزات بفضله وبفضل قوّته. مغفرة الخطايا ليست عملاً يستطيع الإنسان أن يقوم به، إنّما هي علامة خاصّة بالربّ. هكذا كان يدخل الألوهيّة إلى القلوب البشريّة. هذا ما أغضب الفرّيسيّين وجعلهم يقولون: "إنّه لَيُجَدِّف. فمَن يَقدِرُ أَن يَغفِرَ الخَطايا إلاَّ الله وَحدَه؟"

العظة الاحتفالية 

آه يا أيّها الفرّيسي، تظنّ أنّك تعرف وأنت لست سوى جاهل! تظنّ أنّك تحتفل بالألوهيّة فيما أنت تنكرها! تظنّ أنّك تحمل الشهادة فيما أنت تضطهد! إذا كان الربّ هو مَن يغفر الخطايا، فلم لا تتقبّل إذًا ألوهيّة المسيح؟ كونه استطاع منح المغفرة لخطيئة واحدة، فهذا يعني أنّه محى خطايا العالم أجمع. "هُوَذا حَمَلُ اللهِ الذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم" أصغِ إليه كي تكتسب علامات ألوهيّته. نعم، لقد دخل إلى أعماق قلبك. أنظر إليه، لقد وصل إلى أعماق أفكارك. إفهم أنّه يعرف النوايا الخفيّة لقلبك.
إن أشْعَلْتَ، من خلال نارٍ واحدة، نيرانًا أخرى في العديدِ من الأماكن، فإن النار الأولى لن تضعف جذوتها... وكذلك الأمر بالنسبة إلى الله ومسيحه؛ هما واحدٌ وفي نفس الوقت هما في جميع الشعوب. إنّ حرارة الشمس لن تضعف حتّى لو أنارت الأرضَ كلَّها. فكم بالحريّ هي أعظمُ قوّة الله بما أنّ الشمس تستمرّ في الوجود من خلال قوّة الله...

لقد أثقلت قيادة شعب إسرائيل كاهل موسى إذ كان وحيدًا في تلك المهمّة. فقالَ له الربّ: "اِجمَعْ لي سَبْعينَ رَجُلاً مِن شيوخِ إِسْرائيلَ الَّذينَ تَعلَمُ أَنَّهم شُيوخ الشَّعْبِ وكتَبَتُهم... فأَنزِلُ أَنا وأَتَكلَمُ معَكَ هُناكَ وآخُذُ مِنَ الروحِ الَّذي علَيكَ وأُحِلّه علَيهم، فيَحمِلونَ معَكَ عِبْءَ الشَّعبِ ولا تَحمِلُه أَنتَ وَحدَكَ" . فهل ضعفَ موسى حينَ أحلّ الله الروحَ على الباقين؟ وقال بولس الرسول: وهذا كُلُّه يَعمَلُه الرُّوحُ الواحِدُ نَفْسُه مُوَزِّعًا على كُلِّ واحِدٍ ما يُوافِقُه (أي على الرُّسُل أَوَّلا والأَنبِياء ثانِيًا والمُعلِّمون ثالِثًا...) كما يَشاء ؛ ولكنّ الرّب يسوع المسيح لم ينقص، فالآب قد أعطاهُ الرُّوحَ بغير حساب.