رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نهاية عدن".. كتاب يكشف آثار الانهيار المناخي على العالم الطبيعي

الانهيار المناخي
الانهيار المناخي والعالم الطبيعي

تميل القصص التي نرويها لأنفسنا عادة عن تغير المناخ، إلى التركيز على الأضرار التي تلحق بالمجتمعات البشرية بسبب العواصف الكبرى وحالات الجفاف الشديدة وارتفاع مستويات سطح البحر لكن أقوى التأثيرات هي التي يشعر بها العالم الطبيعي، إذ يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيير النظم البيئية التي استغرقت ملايين السنين لتتطور، مما يعطل أشكال الحياة التي تدعمها، وفي كثير من الحالات يدفعها نحو الانقراض. 

كتاب نهاية عدن

في كتاب "نهاية عدن.. الطبيعة البرية في عصر الانهيار المناخي" يجادل الكاتب آدم ويلز بأن جنة عدن الطبيعية التي ورثتها البشرية تتلاشى بسرعة. ومن خلال الجمع بين التاريخ الطبيعي الكلاسيكي والتقارير المباشرة والرؤى من الأبحاث المتطورة، يقربنا آدم ويلز من كائنات مثل "الموظ" في شمال ولاية ماين، و"الببغاوات" في بورتوريكو، و"الفهود" في ناميبيا، و"الأسماك النادرة" في أستراليا في كفاحهم من أجل البقاء. 

وفي تقديم للكتاب،  أوضح إن كتاب "نهاية عدن" هو استكشاف مكتوب بشكل رائع ومدروس بعمق للأنواع البرية التي تتفاعل مع انهيار المناخ، ويقدم نوعًا جديدًا جذريًا من الصحافة البيئية التي تربط البشر بالطبيعة بطريقة أكثر تعاطفًا من أي وقت مضى وتحفزنا على العمل دفاعًا عن العالم الطبيعي قبل فوات الأوان.

مخاطر التغير المناخي

في حواره مع موقع NPR يصف ويلز نفسه بأنه عالم طبيعة من المدرسة القديمة يحب الغوص في أماكن مليئة بالكائنات الحية، ومن ثم اكتشاف مدى ملاءمتها لنظام بيئي أكبر موضحًا أن تجربة الحياة البرية ساعدته على التفكير بشكل أكثر وضوحًا فيما يتعلق بالمناخ والمخاطر التي نتحملها من خلال ضخ المزيد من الكربون إلى الغلاف الجوي.

 رسم صورة للتغير المناخي كشبكة متنامية من الكسور أو الانهيارات المفاجئة أحيانًا

في الكتاب الذي نشأ عن رحلاته حول العالم، يرسم ويلز صورة لتغير المناخ ليس كشيء كبير ومجرد، ولكن كشبكة متنامية من الكسور أو الانهيارات المفاجئة أحيانًا، والتي يصعب رؤيتها أحيانًا، في العالم الطبيعي.

على سبيل المثال، يصف في أحد الفصول أنواع الطيور التي تختفي من العديد من الصحاري لأن الجو حار جدًا بحيث لا يمكنها البحث عن الطعام أو رعاية صغارها. يقول ويلز: ما يحدث هو أن الطيور خلال موجات الحر الشديدة يجب أن تتوقف ولا تفعل شيئًا، وتجلس في الظل وتلهث فقط.

العديد من النظم البيئية البرية حول العالم لن تبقى على قيد الحياة

يوضح ويلز أن أبحاثه أقنعته بأن العديد من النظم البيئية البرية حول العالم لن تبقى على قيد الحياة، وهذا هو الجزء القاتم من كتابه، لكنه يعتقد أيضًا أن اليأس بشأن تغير المناخ لا أساس له من الصحة في الغالب. وهو يصف ذلك بأنه عملية انسحاب.

ويعبر الكاتب في الحوار عن أمله في أن تدشن العديد من المشروعات الكبيرة والصغيرة في جميع أنحاء العالم، لمساعدة النظم البيئية على البدء في التعافي، فضلًا عن التخفيف من تأثير الأحداث التي يغذيها المناخ مثل الحرائق الأكثر كثافة وحالات الجفاف وموجات الحرارة التي تعيد تشكيل حياتنا البشرية بالفعل.