رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل نهاية الحرب.. الحياة البدائية و«ثلث القطاع» السبيل الوحيد للنجاة فى غزة

معاناة أهالي غزة
معاناة أهالي غزة

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن أن مساحة قطاع غزة التي يُسمح للمدنيين الآن بالعيش فيها تقلصت بمقدار الثلثين، مع دخول الحرب الإسرائيلية الوحشية شهرها الرابع، ورغم المساحة الضئيلة التي يُسمح للفلسطينيين بالعيش فيها في غزة لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالب المواطنين بالنزوح مرة جديدة، مع تكثيف هجماتها على جنوب القطاع بحجة أنه منطقة غير آمنة، وأصبحت معالم الحياة في غزة بدائية للغاية، حيث يلجأ السكان للعربات التي تجرها الخيول والحمير في التنقل، ويشعلون النار في الحطب للتدفئة وتحضير الطعام.

وتقول وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين إن التحذيرات الإسرائيلية تدفع الناس إلى التركيز في ثلث القطاع فقط، في الواقع، تقلصت الأرض المتاحة لسكانها البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة إلى مساحة أكبر قليلًا من منطقة برونكس.

الإرهاق والتعب يسيطران على النازحين الفلسطينيين والحياة البدائية السبيل الوحيد للنجاة

وأفادت الصحيفة بأن أولئك الذين يفرون من الجولة الأخيرة من الحرب الإسرائيلية في غزة  يقومون بعمليات الإخلاء وسط حالة من الارتباك والإرهاق أعمق من الموجات السابقة، كما أصبحت أنظمة الإنترنت والاتصالات محدودة بعد أشهر من الحرب، ومنعت إسرائيل إلى حد كبير دخول الوقود للسيارات، لذلك يلجأ سكان غزة إلى عربات تجرها الخيول والحمير.

وتابعت: إنه مع نقص الخيام وعدم فاعليتها في ظل البرد القارس، يحتمي الكثيرون منهم بالمباني المهجورة أو المدمرة، والآخر يلجأ للشوارع، والبعض الآخر للمدارس المزدحمة بالفعل، وتقول جماعات الإغاثة إن أمراضًا مثل التهاب الكبد تنتشر، فالطعام ومياه الشرب النظيفة نادرة، ويقوم سكان غزة بقطع الأشجار للحصول على الحطب.

وغادرت أبومدين وعائلتها، ومن بينهم أطفالها الأربعة، مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة بعد أن أسقطت الطائرات الإسرائيلية منشورات تحث المدنيين على الإخلاء. ووسع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في المنطقة في أواخر ديسمبر، حيث قاتل جنود إسرائيليون مسلحين في مخيم النصيرات ومواقع أخرى قريبة منه.

وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 1.9 مليون شخص، أو 85% من سكان القطاع، نزحوا بسبب الحرب. ويحشر مليون منهم في رفح، وهي المنطقة التي كان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ 275 ألف نسمة، والتي أصبحت مركز الأزمة الإنسانية.

وتقول الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى إنها تواجه العديد من العقبات في إيصال المساعدات إلى وسط وشمال غزة بسبب القتال، وحتى في رفح، التي تصل إليها وكالات الإغاثة بسهولة أكبر، تتعرض العمليات الإنسانية لضغوط هائلة بسبب نقص الإمدادات والتحديات الأخرى التي تفرضها الحرب.

وقال مارتن غريفيث، رئيس المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة: "لقد تُرك المجتمع الإنساني أمام مهمة مستحيلة تتمثل في دعم أكثر من مليوني شخص، حتى مع مقتل وتشريد موظفيه، ومع استمرار انقطاع الاتصالات، وتضرر الطرق، وإطلاق النار على القوافل، ومع تزايد أهمية الإمدادات التجارية، حتى أصبحت فرص البقاء على قيد الحياة تكاد تكون معدومة".