رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميلاد مجيد ورسالة حب ومواطنة

بالتأمل في رسالة السيد المسيح ــ ونحن نحتفل بروعة ميلاده المجيد هذه الأيام ــ ومواجهاته لرجال الدين في زمانه والدخول معهم في حوارات مهمة للتقويم والإصلاح  بشكل مباشر داخل بيوتهم الروحية ما يمثل الرد على من يستبعدون مؤسساتنا الدينية ورموزها للمشاركة في عمليات الإصلاح والعودة لصحيح تعاليم الأديان ورسائلها الروحية دون تأويلات أو تحزبات وقراءات جامدة قد تضل قلوب وعقول البشر..
لقد كانت ثورة السيد المسيح هي الثورة الأم لكل الثورات التي تدعو الى، الحرية، والديمقراطية والمساواة، والعدالة، وحقوق ألأنسان، فرسالته هي رسالة إعادة الاعتبار لأصحاب الوضع الأضعف، كالمرأة، والأطفال، والمرضى، والفقراء، والمساكين، والعبيد، لا بل جاء من أجل الخطاة ليحرّرهم من قيود الخطيئة والموت، فكانت رسالته بحق هي رسالة خلاصية للبشرية، يدعو فيها المسيح إلى احترام حقوق الإنسان واعتبار الإنسان صاحب قيمة عظيمة عند الله، لا بل الإنسان هو "صورة الله كمثاله"، ومن يُهين كرامة ألأنسان فهذا يعني إنَّه يهين الله ذاته..
"وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَاالنَّامُوسِيُّونَ لأَنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِفْتَاحَ الْمَعْرِفَةِ. مَا دَخَلْتُمْ أَنْتُمْ وَالدَّاخِلُونَ مَنَعْتُمُوهُمْ". هنا بدأ يهاجم شريعة الناموس علنا بأقوال لا تقبل الشك والتأويل. طعن بشريعة السبت وقال لهم أنتم قتلة الأنبياء وأنتم من بنى قبورهم. ومنكم يطلب دمهم.. وطالب بنشر فكره الجديد إلى العالم كله. كان ثائرًا إنسانيًا حكيمًا عرف كيف يوصل أفكاره معتمدًا على نصوص التوراة المبشرة بمسيح قادم كمخلص للعالم وقائد إنساني تسلّح بالإنسانية فقط كسلاح قويّ لنشر أفكاره، واعتنق المحبة وقدسها ودعا إليها واعتبر أنها الدين الكامل والعبادة التامة.
وللقوة في المفهوم المسيحي مقاييس جديدة كما يراها قداسة البابا شنودة الثالث في أحد تأملاته لرسالة السيد المسيح، فالقوة ليست مظهرًا خارجيًا للقهر والانتصار على الغير، إنما القوة هي شيء داخلي، في أعماق النفس، للانتصار على الذات، فالذي يغلب نفسه خير ممن يغلب مدينة.
وبالعودة لمفاهيم حضارة المواطن المصري القديم، لقد آمن بأن البشر جميعًا سواسية، ويفسر "رع" وجود فوارق بين البشر ويحاول تخفيف حدة الغضب بين طاقم الملاحين من الـ"نترو" (القوى الإلهية) التي تبحر بقاربه في السماء..
وحتى عندما مارس أهل الفكر المعاصر في بلادي تقديم رؤاهم المستنيرة للتعريف بالمواطنة فإنهم فد أكدوا تلك الرؤى، ولعلنا نذكر مقولة الشيخ الإمام الإصلاحي والرمز التنويري محمد عبده "إن انتساب غير المسلمين إلى الأمة لا يقل أصالة عن انتساب المسلمين أنفسهم إليها‏".
إنها " الدولة المدنية " التي نص عليها دستور دولة 30 يونيو المجيدة، ويعمل الرئيس عبدالفتاح السيسي بإصرار ووعي  وطني منذ ولايته حكم البلاد على إرساء مبادئها وتعظيم أهدافها التي تدعو إلى احترام حقوق المواطنين على أساس مبادئ الحرية والعدالة والمساواة، بغض النظر عن انتماءاتهم الأولية: الدينية واللغوية والعرقية، وذلك على أساس أن الديمقراطية لا يمكن أن تنشأ في دولة تكون فيها النزعات الأولية، العرقية واللغوية والدينية، مبالغًا فيها لدى أفراد الجماعات المكونة لهذه الدولة، بحيث يفتقرون إلى الإحساس بالأمة الواحدة وإلى الاعتراف بحقوق الآخرين.
ولا بدــ في هذا السياقــ أن نتوقف عند مفهوم إدارة دولة 30 يونيو للوطنية وللمواطنة وحقوق المواطن المصري عبر التذكير ببعض آليات العمل التي تمت ممارستها على مدى عقد من الزمان هي عمر ثورة 30 يونيو الرائعة، والمؤكدة مفاهيم جديدة واقعية لها ظلال واضحة على عقل ووجدان المواطن المصري عبر تفاعله الرائع معها.. فكانت جميعها تؤكد دعم مفهوم "المواطنة"، فنراها في التالي.
• منذ الإرهاصة الأولى بإعلان قيام دولة 30 يونيو يوم 3 يوليو، كانت دعوة كل الأطراف للاتفاق على خارطة الطريق، وحتى الأحزاب الممثلة للنظام السابق وتوجهها المرفوض الذي قامت الثورة لإسقاط نظامهم، أراها كانت إشارة مهمة لاحترام مبادئ المواطنة.. "مواطنة"
• في مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسي بإصلاح الخطاب الديني والثقافي والإعلامي..               "مواطنة"
• أن ينص توجيه بمثابة قرار رئاسي على بناء مسجد وكنيسة في كل مجتمع عمراني جديد..     "مواطنة"
• كان قرار الإجهاز على العشوائيات وبناء البديل الحضاري وتسكين أهاليها بنجاح هائل.. "مواطنة"
• في إصدار وتفعيل قانون "التأمين الصحى" وبداية التطبيق التجريبي الفعلي في عدد من المحافظات.. "مواطنة" 
• فى إصدار قرارات الإجهاز على "فيروس سي" والتنفيذ بهذا النجاح المذهل وغيرها من المبادرات الصحية الرائعة الراعية للمرأة والطفل وذوي الهمم، ومن كانوا ينتظرون العلاج العاجل والقضاء على قوائم انتظار العلاج والعمليات، وفي تفعيل منظومة إدارية ناجحة في مواجهة " كورونا ".. "مواطنة" 
• فور أحداث فض رابعة، والإنجاز الرائع بإعادة بناء وترميم بناء ما دمرته معاول الشر الإرهابية..  "مواطنة"
• إصدار القوانين والتشريعات المنظمة لبناء الكنائس، إلى جانب إصدار قرارات جمهورية بإنشاء هيئة للأوقاف الكاثوليكية والإنجيلية..  "مواطنة "
• حضور رئيس الجمهورية احتفالات الأقباط بعيد الميلاد المجيد وزيارة الكنيسة منذ أن أصبح رئيسًا لكل المصريين، والاهتمام والتوجيه ببناء الكنائس في المدن الجديدة، والعمل على تقنين أوضاع الكنائس وملحقاتها في مختلف المحافظات.. "مواطنة".. وكل عام ومصر الحضارة والسلام وإدارة المواطنة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بخير.