رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسماء.. صوت الصعيد الشجي الذى سيظل عالقاً في ذاكرتنا

 أسماء منصور
أسماء منصور

عرفتها فى صالة تحرير “الدستور” كمتدربة، تركت الصعيد فهى ابنة قرية عرب الجهمة، التابعة لمركز القوصية، شمال أسيوط وفي قلبها أحلام الجنوب الأخضر وهمومه وقضاياه وأحلامه التي شعرت في مواقف كثيرة جمعتنا سويًا أن أحلامها وهمومها وقضاياها دفعتها بكل شجاعة إلى تحمل مشقة أن تترك دفء منزلها الذى يبعد عن القاهرة مئات الكيلومترات في جنوب مصر مراهنة على أن تكون ذات يوم صوت الجنوب دون مقابل وبشكل صادق.

جمعنا كزملاء نحن أبناء صعيد مصر وجنوبه سويًا حلم العمل في مهنة أتعبتنا وأرهقتنا، لكنّ نعشقها ونحترمها ونقدّرها وهو ما جعلنا نترك محافظاتنا فى الجنوب بحثاُ عن تمثيل حقيقي لأصواتنا مشاعرنا وحياتنا من خلال الكلمة والمعرفة والقراءة والإطلاع التى تتوفر فقط فى مهنة صاحبة جلالة تجلت محبّتها فى عقولنا وقلوبنا فسيرنا نذهب إليها بإرادتنا وبكل شغف فأحبت بعضنا وأعطت ظهرها للبعض منا بكل قسوة.

أسماء منصور.. أخت وزميلة غالية عرفتها عن قرب، شغفها لم يتوقف عند العمل فى الصحافة وحسب، بل ذهبت ذات يوم لتنهى إجراءات التسجيل لدرجة الماجستير في كلية الدراسات الإفريقية؛ حتى تثقل موهبتها كصحفية وباحثة تحمل في قلبها الأخضر أحلامه وتسعى لأن تكون مع الممارسة والعمل صوت الجنوب ومعبرة صادقة عن قضاياه وهمومه من خلال أشرف مهنة فى التاريخ، ودائمًا ما كانت تتابع معي كل ما يتعلق بعملية البحث العلمي كونى أسير في نفس المسار الأكاديمي. 

أسماء كانت تدرك جيدًا معنى الكلمة التي تنير العقول وتهدى الأفئدة وتضىء الشموع فى المجتمعات والدروب والأزقة والحارات والنجوع والقرى، تركتنا باكرًا وذهبت سريعًا لخالقها تاركة أحلامها فى بلاط صاحبة الجلالة ومشروعها البحثي وجنوبنا الأخضر الذى حلمنا به منذ بعيد؛ والذي أهدانا العديد من المواهب التى أنارت لنا الطريق والدرب بإبداعاتها فى الصحافة والكتابة والجامعة، لكن رغم رحيلها الباكر إلاّ أن عزائى الوحيد أن أسماء منصور التي مرت بيننا ذات يوم فى صالة التحرير مازالت كلماتها وأحاديثها معنا نحن زملاءها وإخوتها فى آذاننا تتردد.. وأحلامها التي حلمت بها ذات يوم سنستكملها نحن زملاءها جميعًا وهو فى اعتقادى أبلغ معنى بالعرفان للزميلة والأخت الغالية التي حاولت أن تكون صوت الصعيد في بلاط صاحبة الجلالة.