رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وليد الخشاب: أمين حداد ينقض الشكل المعتاد للقصيدة العربية

جانب من الندوة
جانب من الندوة

تحدث الناقد دكتور وليد الخشاب، أستاذ الدراسات العربية بجامعة يورك الكندية، خلال حفل مناقشة واطلاق ديوان الشاعر أمين حداد، والصادر حديثا عن دار المرايا للثقافة والفنون مساء أمس تحت عنوان “أمطار خفيفة إلي متوسطة”، عن تمرد حداد على اللغة العربية من خلال معجم عامية خاص به.

أمين حداد ينقض الشكل المعتاد للقصيدة العربية 

وقال الخشاب، : “ديوان أمين حداد (أمطار خفيفة) يفعل أكثر من كتابة العربية بل يتمرد على لغة العربية الساعية إلى تجسيد حكايات عظيمة، مثل لغة البارودي في شعره أو العقاد في عبقرياته مثلًان فهو ينقض الشكل المعتاد للقصيدة العربية باستخدامه معجمًا عاميًا هو في الحقيقة وسط بين العامية المغرقة في عاميتها والفصحى المتسامية، وليس أمين حداد،  أول من يفعل ذلك، بل هو يسير هنا على درب افتتحه فؤاد حداد، الشعر الناقض والناقد هنا يلاعب اللغة، فيمزج بين مستويات مختلفة ويمزج بين الفصحى والعامية داخل القصيدة الواحدة أحيانًا". 

وتابع: هذا التراوح بين مستويات اللغة ليس مجرد لعبة شكلية، بل هو تمثل لتراوح تفاعل الذات والفرد بين أفكاره وتأملاته -أثناء مشيه مثلًا- والتي تصدر بالعامية، وبين تدخلات العولمة والدولة في تقييد وتنظيم حركة جسده أو تنظيم حياته ولو بتوجيه رسائل النشرة الجوية إليه، والتي تتجسد في لغة إجرائية وتقنية فصيحة تستخدم أفعالا وتركيبات بعينها منذ العنوان نفسه "أمطار خفيفة إلى متوسطة" أو مثل "ترصد" و"حل المعادلة" صفحة 7 في الديوان، و"السلوك اليومي" صفحة 8، وبين تأملات أعلى من المستوى اليومي تتفصل في الفصحى، مثلًا: "الوقت يراك" صفحة 25.

واستكمل دكتور وليد الخشاب حديثه عن ديوان الشاعر أمين حداد: في الديوان يبدو أن هناك تلازمًا بين الخيال من حيث هو ظل ومن حيث هو حركة المخيلة وحركة الوقت. عندما يحرص الشاعر على أن ينسب تلك الحكمة إلى الجدات وأن يقولها بالعامية: "الوقت يراك" فهو يؤكد على بصرية تفاعل الفرد مع العالم، وعلى أن الفرد موضوع للنظر في العصور القديمة، كانت الحكمة: الله يراك، وفي عصرنا هذا هي: الكاميرا تراك أو العالم -من خلال الكاميرا وأجهزة الدولة، وخوارزميات السوق والفضاء الافتراضي- يراك، لكن أمين حداد  اختار تعبير "الوقت يراك"، "أمطار خفيفة" ديوان في ظل الوقت، عن فرد عارٍ أمام الوقت في وحدته وهو بذلك يختلف عن الإنسان العاري أمام الآخرين كما تصوره سارتر، لكن الإنسان ليس وحده في مواجهة العالم، فهو يستطيع أن يستعين بالدعاء على مواجهة الشر، ويستعين في كل حال بالشعر، كما يقول أمين:

اللهم خلي الشِعر يجمعنا

اللهم خلي الوزن مش تكليف

والقافية مش تكتيف

يا رب إلهم عبيدك بالصدق والتكثيف

وخلِّي السامعين يكتروا

والناثرين يوزنوا... والوازنين يكسروا

والكل يبعد عن التأليف

والكل يتخلَّى عن التكرار

يا رب.. ارزقنا بمطالع جديدة

واحْسِنْ ختام القصيدة

93ee6f6a-b90a-422e-9020-c7297de5b790
93ee6f6a-b90a-422e-9020-c7297de5b790
213ba473-0063-4615-8c5b-d92146601837
213ba473-0063-4615-8c5b-d92146601837
4447f1c5-e8b0-4343-803c-dc2171589894
4447f1c5-e8b0-4343-803c-dc2171589894
95863ef8-335c-42db-bbf0-bc7038b73ed1
95863ef8-335c-42db-bbf0-bc7038b73ed1

5522821e-b310-44c3-a303-a9a68c7a8792
5522821e-b310-44c3-a303-a9a68c7a8792