رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلى أي مدى ارتبطت اشتباكات إسرائيل وحزب الله بتطور الحرب في غزة؟ (خاص)

اشتباكات حزب الله
اشتباكات حزب الله

قال الباحث السياسي اللبناني محمد الرز، إن استعراض لمواقف الحكومة اللبنانية ومسؤولين في حزب الله أو مقربين منه ضمن إطار ما يسمى بـ "محور المقاومة"، يتبين عدد من الوقائع أولها أن موقف لبنان الرسمي ملتزم بتنفيذ القرار الدولي رقم 1701 الذي صدر بعد حرب الأربعين يومًا بين القوات الإسرائيلية والمقاومة اللبنانية، لكن إسرائيل غير ملتزمة بهذا القرار وهي تتعامل معه بمفهوم التجزئة. 

وأشار في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن إسرائيل تريد ابتعاد مسلحي المقاومة 30 كيلومترا عن الحدود الجنوبية من دون تنفيذ باقي البنود وأهمها الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة وهي مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، ولذلك فإن الحكومة اللبنانية تطالب اليوم بهذا الانسحاب من هذه المناطق اولاً. 

وأضاف الرز في تصريحاته، أن ثاني هذه الوقائع أن المقاومة في لبنان تتضامن مع حركة حماس وأبناء غزة وتعمل على أشغال ثلث الجيش الإسرائيلي بمعارك بدأت محصورة بقواعد الاشتباك ثم توسعت دون أن تتدحرج نحو حرب شاملة، لكن قادة هذه المقاومة يعلنون أن معلومات وثيقة وصلت إليهم ومفادها أن إسرائيل اذا استطاعت السيطرة على غزة فانها سوف تشعل حربا مع لبنان، ويقولون بأن وزير الحرب الإسرائيلي ورئيس أركان الجيش وضعا أمام نتنياهو خطة الهجوم على حزب الله وحلفائه لكن الأخير رفضها بناء على ضغوط اميركية وأوروبية اختلفت مع الخطة من حيث المبدأ أو من حيث التوقيت مع معلومات تفيد بأن مثل هذه الحرب ستكون أكبر واشد من الحرب على غزة اضعافًا مضاعفة وأن المقاومة اللبنانية لم تستخدم حتى الآن سوى 5 بالمئة من امكانياتها العسكرية البرية والبحرية والجوية. 

وأكد الرز ان واشنطن لا تريد توسيع الحرب نحو لبنان في هذه المرحلة لأنها تملك مشروعا سياسيا ودبلوماسيا تحاول أن تنفذه على الساحة اللبنانية، لكنها قد تعدل موقفها في المرحلة المقبلة التي ستكون حافلة بالبحث عن حلول لأزمة الفراغ الرئاسي، وإذا اصطدم مشروعها بعراقيل ومطبات، يمكنها أن توظف الحرب لتسويق وإنجاز أهدافها، لكن إسرائيل في المقابل تعيش حالة ارتباك أمام الجبهة اللبنانية، فهي تعرف إمكانيات المقاومة في لبنان في الوقت الذي تعاني فيه من تضخم خسائرها في غزة وعجزها عن تحقيق اي هدف سياسي حتى الآن، ويتواكب مع ذلك تهجير نحو 300 ألف مستوطن من المناطق الشمالية لفلسطين المحتلة يشكلون عبئا كبيرا على الكيان ويمارسون ضغطا على حكومتهم لتأمين عودتهم الآمنة إلى بيوتهم.

بموجب هذه الوقائع تبقى التهديدات الإسرائيلية للبنان في إطار الحرب النفسية حتى الآن، لكن توسيعها لمناطق القصف يدفع بالمقاومة إلى التعامل بالمثل، بل وإلى زج أسلحة أكثر تطورا في المعركة مثل صواريخ أرض جو التي استهدفت المروحيات الإسرائيلية أخيرا، أو صواريخ البركان التي تحمل رؤوسا تزن 400 كيلو متفجرات، ما يبعث على التساؤل حول طبيعة الخطوة الثانية في الميدان العسكري، هل ستبقى مرهونة بالفعل ورد الفعل أم ستشهد تقدما نحو حرب شاملة مع بداية العام الجديد.