رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمات إنسانية متصاعدة.. حرب السودان تلوح في الأفق

السودان
السودان

سلطت مجلة “بي إن إن” الدولية، اليوم الإثنين، أن الأزمة الإنسانية المتصاعدة في السودان تلوح في الأفق وسط دعوات  للتدخل الدولي.

وذكرت المجلة أن السودان، البلد الذي يعيش في خضم ما تصفه الأمم المتحدة بـ“أكبر أزمة نزوح في العالم”، يواجه كارثة إنسانية حادة، أودت بحياة أكثر من 12000 شخص وشردت ما لا يقل عن 8 ملايين شخص. 

وأضافت إن الأزمة التي تتكشف، والناجمة عن الصراع المستمر، تتطلب مساعدات إنسانية عاجلة واستجابة دولية فورية للتخفيف من معاناة الملايين من المواطنين السودانيين.

الأزمة الصحية والنزوح

 


وأعلنت السلطات الصحية في جنوب دارفور مؤخرًا عن إغلاق مركز الرعاية الصحية الأولية في نيالا، مما أثر على أكثر من 56 قرية و6000 نازح، بسبب النقص الحاد في الإمدادات الطبية. 

كما أدى الصراع بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع إلى خسارة 80٪ في البنية التحتية الصحية، مع بذل الجهود على قدم وساق لاستعادة المؤسسات الصحية المتضررة. 

بالإضافة إلى ذلك، تشهد ولاية النيل الأبيض نزوحًا جماعيًا لسكانها، بسبب المخاوف من غزو قوات الدعم السريع. وتتفاقم هذه الهجرة الناجمة عن الذعر بسبب حملات الاعتقال واسعة النطاق التي تستهدف مئات الأشخاص على أسس عرقية، مما يؤدي إلى انتشار الغضب والخوف.

تصاعد الأعمال العدائية والصراعات الانسانية 

تصاعد الأعمال العدائية والصراعات الإنسانية أدى التصاعد الأخير في الأعمال العدائية بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع في ولاية الجزيرة إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين، مما أجبر الوكالات الإنسانية على تعليق المساعدات. 

وبحسب التقرير ولم تصل الأمم المتحدة إلا إلى نسبة ضئيلة من حوالي 25 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة في السودان الذي مزقته الصراعات. وأدى الصراع، بشكل رئيسي بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق  محمد حمدان دقلو، إلى مزاعم عن أعمال النهب والعنف الجنسي والهجمات العرقية، مما أدى إلى تصاعد عدم الاستقرار السياسي وتوتر العلاقات بين الحلفاء الإقليميين الرئيسيين.

تفشي الكوليرا والمساعدات الإنسانية

ومما يزيد من تفاقم الأزمة أن السودان يكافح حاليًا تفشي وباء الكوليرا، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 8،267 حالة مشتبه بها و224 حالة وفاة مرتبطة بها حتى 23 ديسمبر 2023، وانتشر تفشي المرض إلى 46 محلية في تسع ولايات، مما دفع الوكالات الإنسانية إلى تكثيف استجابتها. 

وتابع تدعم العديد من المنظمات، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية واليونيسف، جهود الاستجابة للكوليرا بشكل نشط من خلال توفير الأموال والإمدادات والتدريب للعاملين في مجال الصحة. 

وفي الوقت نفسه، تعمل منصة السلام من أجل السودان، التي تضم أكثر من 49 مبادرة سلام تقودها النساء، ومبادرات إنسانية، ومنظمات المجتمع المدني، جنبًا إلى جنب مع برنامج الأغذية العالمي لتزويد الأسر بالتغذية والأمن.

نقص الغذاء والمجاعة الكارثية

أدت الاشتباكات العنيفة في السودان إلى حدوث أزمة إنسانية وخيمة، حيث يواجه أكثر من 20 مليون شخص نقصًا غذائيًا يهدد حياتهم وارتفاع خطر المجاعة الكارثية. ويكافح برنامج الأغذية العالمي من أجل الوصول إلى الناس، خاصة في الخرطوم ودارفور، بسبب عدم إمكانية وصول المساعدات الإنسانية، وتؤكد الأزمة الحالية في السودان الحاجة الملحة إلى وقف فوري لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع مناطق البلاد.