ميرغنى لـ"الدستور": التصعيد العسكرى فى السودان يُعقد المشهد السياسى
أكد الكاتب والسياسي السوداني، عثمان ميرغني، أن التصعيد العسكري الجاري الآن في السودان سيعقد المشهد السياسي، خاصة من قبل قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الذي يستنكف الآن عن الدخول في المفاوضات، لأنه يعتقد أنه قادر على التمدد والتطلع لحسم عسكري للوضع في السودان بعد دخوله إلى مدينة ود مدني بولاية الجزيرة، والسعي لدخول مناطق أخرى ومهاجمة القوات المسلحة السودانية.
وأوضح عثمان ميرغني، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ولاية الجزيرة، والتي دخلتها قوات الدعم السريع منذ أيام، لها أهمية استراتيجية كبيرة اقتصاديًا وسياسيًا وشعبيًا، وهي هدف قريب المنال لا تبعد من العاصمة الخرطوم أكثر من 186 كيلومترًا، والطريق إليها سهل، حيث لا تتوفر فيه دفاعات للجيش السوداني لمواجهة تقدم "الدعم السريع"، كما أن دخوله إلى هذه الولاية يمثل قفزة نوعية للدعم السريع في مجريات الحرب الحالية.
واعتبر عثمان ميرغني أن انتقال الحرب إلى مدينة ود مدني يعتبر نقلة نوعية تمنح الدعم السريع ورقة تفاوضية ومعنوية قوية، لكن في المقابل يزيد من الإدانات الدولية للدعم كونها قوات ارتبطت بجرائم الحرب حيثما وجدت.
وأكد ميرغني أن قوات الدعم السريع مارست العديد من الانتهاكات واستهداف المواطنين والبنية التحتية، سواء عند دخولها مدينة ود مدني أو غيرها من المناطق التي دخلتها منذ تمردها على الدولة في أبريل 2023.
وشهدت مدينة ود مدني فرار مئات الآلاف من السودانيين إلى مناطق أخرى، بسبب انتهاكات عناصر الدعم السريع، والتي تضمنت أعمال قتل وتعذيب واغتصاب للنساء ونهب الأموال وسلب البيوت والاستيلاء على ممتلكات المواطنين، وسط إدانات دولية طالبت بضرورة وقف العنف والانتهاكات المروعة بحق السكان.
الجيش السوداني يَعِد بالقضاء على الدعم السريع
من جهته، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، يوم 21 ديسمبر الجاري، خلال مخاطبته ضابط منطقة البحر الأحمر العسكرية، إن ما حدث فى مدني بولاية الجزيرة ستتم محاسبة كل متخاذل ومتهاون عليه.
وأكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد عبدالفتاح البرهان أن القوات المسلحة ستظل متماسكة وقوية وصمام أمان السودان، مؤكدًا حرص القوات النظامية المختلفة على القضاء على ميليشيا الدعم السريع المتمردة.
وقال البرهان إن الجيش سيقاتل لدحر وهزيمة الميليشيا المتمردة وأعوانها من القوى السياسية، التي تسعى إلى حكم البلاد عبر أشلاء الشعب السوداني، مناشدًا الجميع عدم الالتفات لمروجي الشائعات التي يطلقها العملاء، وتستهدف التشكيك فى القوات المسلحة والشعب السودانى وبث الرعب والخوف فى نفوس المواطنين.
