رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيسين الشهداء العشرة في كريت

 الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى  القدّيسين الشهداء العشرة الذين في كريت هؤلاء استشهدوا سنة 250 في عهد الإمبراطور داكيوس.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: تعالوا ننظر لماذا شبّه الرّب ملكوت اللهِ بحبّة الخردل؛ أتذكَّرُ هنا أنّه تمّت الإشارة إلى حبّة الخردل في نصّ آخر؛ لقد قارنها الربّ بالإيمان: "إِن كانَ لَكم مِنَ الإِيمانِ قَدْرُ حَبَّةِ خَردَل قُلتُم لِهذا الجَبَل: اِنتَقِلْ مِن هُنا إِلى هُناك، فيَنتَقِل...فإذا كان ملكوت السَّموات يشبه حبّة الخردل والإيمان يشبه حبة الخردل، فبإمكاننا القول إنّ الإيمان هو بالتأكيد ملكوت السَّموات وملكوت السَّموات هو الإيمان. ومن له الإيمان، له ملكوت السماوات... ولهذا السبب أُعطيَ بطرس، الذي كان له الإيمان الحقّ، مفاتيح ملكوت السموات ليفتحه للآخرين.

فلننظر الآن بعين التقدير إلى ماهيّة تلك المقارنة: إنّ حبّة الخردل هي، بكلّ تأكيد، شيءٌ عادي وبسيط ولكن، عندما تُطحَنُ، تنشُرُ قوّتها. هكذا يبدو الإيمان بسيطًا في البداية غير أنّه ينشر قوّته بعد المحن... إنّ الشهداء القدّيسين... كانوا كحبّات خردل وكان لهم عطر الإيمان غير أنّنا تجاهلناهم. عندما أتى الاضطهاد، ألقوا أسلحتهم وسلّموا أنفسهم وقُتِلوا بحدّ السيف ونَشَروا جمال استشهادهم "إِلى أَقاصي الدُّنْيا" 

والربّ يسوع نفسه هو حبّة الخردل: لم يعرفه الناس إلاّ عندما عانى الاضطهاد؛ لقد اختار أن يُطحَن... واختار أن يتعرّض للضغط من الجموع حيث قال له بطرس: "يا مُعَلِّم، الجُموعُ تَزحَمُكَ وتُضايِقُكَ!" لقد اختار أن يُزرَعَ "مثلَ حَبَّةِ خَردَلٍ أَخَذَها رجُلٌ وأَلقاها في بُستانِه". فإنّ الربّ يسوع المسيح تمّ اعتقاله ودفنه في بستان؛ لقد كبُر في هذا البستان وهناك قام... لذلك أنتم أيضًا ازرعوا المسيح في بستانكم... ازرعوا الربّ يسوع: فهو حبّة عند اعتقاله، وشجرة عند قيامته، شجرة تظلّل العالم كلّه؛ فهو حبّة عند دفنه في الأرض، وشجرة عندما يرتفع إلى السماء.