رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهدف الحقيقي يظهر.. حملات إسرائيلية جديدة تدعو لاحتلال غزة بالكامل

حملة الاحتلال الإسرائيلي
حملة الاحتلال الإسرائيلي للعودة لاحتلال غزة بالكامل

بالتزامن مع أعمال الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال في حق الفلسطينيين، والتهجير الذي نتج عنه نزوح آلاف منهم أطلق الاحتلال نفسه وبعض النشطاء الإسرائيليين حملة مكبرة مُغرضة بعنوان חוזרים לחבל עזה- أي عائدون إلى قطاع غـزة داخل الأراضي المحتلة، وفيها تتم الدعوة إلى "العودة لاحتلال القطاع وبناء المستوطنات به، وذلك بعد ثمانية عشر عامًا من إخلائها بموجب خطة فك الارتباط".

وتم إنشاء عدد من الصفحات على موقع الفيس بوك تخدم ذلك الهدف من بينها صفحة "הביתה - חוזרים לחבל עזה- الوطن -عائدون إلى قطاع غزة"، وصفحة أحد الأشخاص التي أسماها "המטה להתיישבות- חבל עזה- مقر الاستيطان- قطاع غزة.

وبتصفح "الدستور" لعدد من تلك الصفحات تبين تداول العديد من النشطاء والمواطنين الإسرائيليين من خلالها فيديوهات تروج إلى العودة لقطاع غزة وذلك باستيطان القطاع بأكمله، كما تم تداول عدد من الهاشتاجات عبر هذه الصفحات لتعزيز تلك الحملة مثل  #الفوز_بالانتخابات #الفوز_بالبيت، والمقصود به "غزة".

لم يتوقف الأمرعند هذا الحد بل تداول عدد من الإسرائيليين خلال تلك الصفحات صور متوقعة منهم لما ستكون عليه غزة عام 2030 تظهرها وكأنها مستعمرة إسرائيلية كاملة على الشاطئ، داعية الإسرائيليين إلى ما أسموه "بحلم البيت على الشاطئ".

ويبدو أن عدد من شركات المقاولات الإسرائيلية قد استجابت لدعوات تلك الحملة فأخذت تعلن عن نفسها استعدادًا لبناء مستوطنات حلم العودة المأمول، كذلك تم إطلاق مجموعة نقاش واتساب بين أعضاء هذه الحملة ومؤيديها بهدف نشر الحملة على نطاق أوسع.

خطة فك الارتباط

وخطة فك الارتباط التي خالفت بنودها هذه الحملة الجديدة "قامت بتنفيذها حكومة الاحتلال الإسرائيلي في صيف عام 2005 وهي معروفة عربيًا باسم "قانون الانسحاب". 

في إطار هذه الخطة، أُخليت المستوطنات الإسرائيلية ومعسكرات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، إضافة إلى 4 مستوطنات أخرى متفرقة في شمال الضفة الغربية، وجاء ذلك نتيجة لمعركة أيام الغضب التي فشلت فيها إسرائيل في تحقيق أهدافها بمنع إطلاق الصواريخ من غزة.

وحينها أحدثت تلك الخطة جدلًا واسعًا في إسرائيل وكانت مخالفة لوعود أرئيل شارون قبل انتخابه، إلا أنها نجحت بنيل أصوات الأكثرية في الكنيست بعد القراءة الثالثة في 16 فبراير 2005 فقد كان هناك 59 مؤيدًا مقابل 40 معارضًا و5 ممتنعين عن التصويت.

مرصد الأزهر يحذر

من جانبه حذّر مرصد الأزهر من هذه الحملة موضحًا هدفها المُغرض وكذلك محذرًا من أن يكون الهدف المُعلن من هذه الحرب الدامية التي يشهدها القطاع المحاصر هو إعادة السيطرة الصهيونية عليه بالكامل.

وأوضح المرصد أنه لم يتوقف الأمر عند نشر هذه الحملة منشوراتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن شوارع الأراضي المحتلة قد شهدت انتشارًا لعدد من اللافتات المتضمنة لدعوات الحملة مكتوب عليها: "חוזרים הביתה، העם דורש לחזור לחבל עזה- عائدون إلى الوطن، الشعب يريد العودة إلى قطاع غزة.

وأكد أن تلك الدعوات والحملات الصهيونية التي تهدف إلى السيطرة الكاملة على قطاع غزة تعكس الهدف الحقيقي لحكومة الاحتلال الحالية بقيادة مجرم الحرب نتنياهو من حربه على غزة، والذي يجيد توظيف المصطلحات الصـهيونية فيها لتزييف التاريخ

وأضاف أن إطلاق مسمى "عائدون إلى غزة" هو احتلال للقطاع الذي لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، مشيرًا إلى أن هذه الحملة تعد جزءًا من حرب استعمارية قام بها اليهود الصهاينة منذ عقود طويلة للاستيلاء بالقوة على أرض فلسطين التاريخية من أصحابها الأصليين.