رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حرب غزة".. حماس تستفيد من حرب الشوارع وجيش الاحتلال يتكبد الخسائر

حرب غزة
حرب غزة

تتصاعد حدة الحرب في غزة، مع فشل الاحتلال في مجاراة المقاومة الفلسطينية في الحرب البرية، ما أدى إلى تكبد الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة، تكشفها الفيديوهات التي تنشرها يوميًا كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس.

 

وخلال المعركة البرية، تتقدم حماس بسبب معرفتها بالتضاريس وشبكة الأنفاق الكبيرة، ناجحة في تحويل شوارع غزة إلى "متاهة مميتة"، بات يراها جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي مثل "مدينة الموت"، وتستخدم الحركة أسلحة مثل الطائرات المسيّرة المزودة بالقنابل اليدوية، وأسلحة مضادة للدبابات بعبوات متفجرة مزدوجة، تنفجر على مرحلتين في تتابع سريع، بحسب تقارير دولية.

 

خسارة فاضحة لجيش الاحتلال 


ومع القتال العنيف في قطاع غزة، يتكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة، وقد أعلن عن وصول عدد قتلاه حتى أمس الأول الخميس إلى 445 عسكريًا، ومنهم 119 ضابطًا، أي أن نسبة الضباط وصلت إلى نحو 27% من عدد العسكريين القتلى، وهو ما تم الإعلان عنه فقط من الاحتلال الإسرائيلي. 


كان جيش الاحتلال قد تبنى استراتيجية تعتمد على جعل الجيش مكونًا من وحدات قتال على مستوى اللواء بدلًا من الفرقة، وذلك لأن الجيش لم يعد يرى أن التهديد الحقيقي يأتي من القتال في مناطق مفتوحة مع القوات النظامية للدول، فهي لم تعد تشكل تهديدًا لإسرائيل، إنما مما يصنف مجموعات مسلحة ضمن حرب غير نظامية، فانخفض تشكيل المجموعة القتالية من مستوى الفرقة إلى اللواء.


قتال المدن في مصلحة حماس

 


ارتفاع نسبة الضباط بين قتلى جيش الاحتلال في غزة يرجع إلى سببين أن القتال داخل المدن وفي الاشتباك القريب يكون كافة المقاتلين ضباطًا وجنودًا في دائرة الاستهداف دون تمييز.


ومن الأساليب القتالية في المدن أسلوب القتال اللا مركزي نظرًا لطبيعة الأزقة والأحياء المكتظة كما في قطاع غزة، ما يسهل اصطيادهم بوسائل الاستهداف كالقنص والكمائن، وتمنح هذه العوامل مرونة لحركة حماس في اختيار الأهداف وقنص الثمين منها.


التنظيم داخل الاحتلال الإسرائيلي استقدم للحرب تشكيلات وأفواجًا وكتائب من خارج القيادة، وهؤلاء يفتقرون للمعرفة الدقيقة بأرض المعركة وبنك الأهداف، فضلًا عن المجندين الاحتياط الذين ينخرطون في العمل العسكري، ولا يمتلكون إلا خبرة عسكرية متقطعة ودون تحديث أو تعايش مسبق مع مسرح العمليات، وهنا يصبحون أهدافًا سهلة للمقاومة.