رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فورين أفيرز: "طوفان الاقصى" أعادت غزة إلى الواجهة وربطتها بالنضال الفلسطيني الأكبر

طوفان الأقصى
طوفان الأقصى

أكدت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، أن عملية طوفان الأقصى التي قادتها حركة حماس  في 7 أكتوبر 2023 ضد إسرائيل أعادت غزة والقضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد تراجع الاهتمام الدولي بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأوضحت “فورين أفيرز” في تقرير لها اليوم أن هناك جانب لم يحظ بتدقيق كبير نسبيا في عملية “طوفان الأقصى” وهو موقع مكانة حماس من مركز الاهتمام العالمي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مبينة أن هدف الحركة الفلسطينية من هذا الهجوم الذي توقعت منه ردًا إسرائيليا عنيفًا، هو إعادة غزة  إلى الواجهة وربطها بالنضال الفلسطيني الأكبر بعد سنوات من بقائها في الخلفية.

أسباب تراجع اهمية غزة قبل طوفان الأقصى

وذكرت “فورين أفيرز” في تقرير مطول بعنوان "هدف حماس في غزة"، أنه خلال معظم العقد الماضي، لم يعد قطاع غزة يبدو وكأنه ساحة معركة رئيسية للمقاومة الفلسطينية لثلاثة  أسباب، الأول: تعلق بالتوغلات المتكررة التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى غزة، بما في ذلك عملية "الجرف الصامد" التي استمرت لمدة شهرين تقريبًا في عام 2014 - والتي لا تزال أطول هجوم إسرائيلي حتى الآن، حيث أدت إلى حبس حماس في موقف دفاعي. 

ولفتت إلى أن السببين الآخريين، هما "الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية المتطورة التي أدت على نحو متزايد إلى جعل هجمات حماس الصاروخية من القطاع غير فعّالة إلى حد كبير" و"الحصار المفروض على غزة الذي أدى إلى عزل القطاع عن بقية العالم" على عكس الضفة الغربية التي كانت ساحة صراع أكثر وضوحًا. 

ونوهت المجلة بأنه مع توسع المستوطنات الإسرائيلية والتوغلات المتكررة للجنود والمستوطنين الإسرائيليين في القرى الفلسطينية، اجتذبت الضفة الغربية - إلى جانب الأماكن المقدسة في القدس - اهتمام وسائل الإعلام الدولية المستمر.

وقالت في هذا السياق: "إنه بالنسبة لحماس والجماعات المسلحة الأخرى، كان هذا هو المكان الأكثر ملاءمة لانطلاق المقاومة المسلحة الوطنية الفلسطينية، وكلن إسرائيل أدركت هذه الحقيقة على ما يبدو ففي عشية السابع من أكتوبر، كانت القوات الإسرائيلية مشغولة بمراقبة الفلسطينيين في الضفة الغربية، على افتراض أن غزة لا تشكل تهديدًا يذكر باستثناء إطلاق الصواريخ بين الحين والآخر".

 

ماذا بعد طوفان الأقصى؟

وأضافت: "لكن عملية 7 أكتوبر تناقضت بشكل جذري مع هذا الرأي ولشن غارتها المميتة فجرًا، قام الجناح العسكري لحركة حماس في غزة بتفجير معبر إيريز الحدودي مع إسرائيل واخترق الحاجز الأمني في غزة في نقاط عديدة". 

ورأت أنه من خلال قتل أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز أكثر من 240 شخص، توقع المهاجمون بوضوح ردًا عسكريًا واسع النطاق ضد غزة، وهو التوقع الذي تأكد في الهجوم الجوي والبري العنيف غير المسبوق الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي. 

وفي المقابل، سيطرت الحملة الإسرائيلية، التي قتلت أكثر من 17 ألف فلسطيني وتسببت في دمار هائل في جميع أنحاء الأراضي، على اهتمام زعماء العالم ووسائل الإعلام الدولية لأسابيع"؛ وأصبحت غزة بعد سنوات من بقاءها في الخلفية "قلب المواجهة الإسرائيلية الفلسطينية" وباتت تربط بالنضال الفلسطيني الأكبر عالميًا.