رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

احتفالات في الكنيسة المارونية بمصر بعيد الحبل بالسيدة مريم العذراء

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى الحبل الطاهر بمريم البتول، وكان قد أعلن البابا بيّوس التاسع، في الثامن من شهر كانون الأوّل سنة 1854، “أَنّ مريم البتول قد نُزِّهت عن الخطيئة الأصليّة، وأَنّ اللّه وقّى نفسها من الخطيئة الأصليَّة، منذ الدقيقة الأُولى، وذلك منّة خاصّة منه، بفضل استحقاقات ابنه الوحيد سيّدنا يسوع المسيح مخلّص البشر”، هذه العقيدة تؤكِّد تعلّق المؤمنين بأمّ الله منذ تكوين الكنيسة. فهم يعترفون بأنّ مريم العذراء، منذ اللَّحظة الأُولى لتكوينها عُصِمَت، بنعمة من اللّه، من الخطيئة الأصليّة. عاشت حياتها دون أن ترتكب خطيئة واحدة تشبّهًا بابنها الذي تشبّه بالإنسان في كلّ شيء ما عدا الخطيئة. فإن عاشت مريم حياتها “ممتلئة نعمة” من اللّه، فلا يمكن للخطيئة أن تتغلغل فيها أو أن تؤثّر على مسيرتها المقدّسة.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: كان الرّب يسوع المسيح ملوءًا بالحماس لعمله وكان يستعدّ لإرسال العَمَلَة.. لذا، قام بإرسال الحصّادين "وبِذلِكَ يَصدُقُ المَثَلُ القائل: الواحِدُ يَزرَعُ والآخَرُ يَحصُد. إِنِّي أَرسَلتُكُم لِتَحصُدوا ما لم تَتعَبوا فيه. فغَيرُكُم تَعِبوا وأَنتُم دَخلْتُم ما تَعِبوا فيه" (يو 4: 37-38). إذًا، هل أرسل حصّادين بدون أن يرسل زارعين؟ إلى أين أرسل الحصّادين؟ إلى حيث تعب غيرهم.. إلى حيث بشّر الأنبياء، لأنهم كانوا الزارعين.

إذًا، مَن هم الذين تعبوا؟ إبراهيم وإسحق ويعقوب. فلنقرأ قصّة أعمالهم: في أعمالهم كلّها، نجد نبوءات عن الرّب يسوع المسيح؛ إذًا، هم كانوا الزارعين. أمّا موسى والآباء الآخرون وجميع الأنبياء، فكم عانوا البرد خلال الفترات التي كانوا يزرعون فيها؟ وبالتالي، كان الحصاد جاهزًا في اليهوديّة. ونفهم أنّ الحصاد كان ناضجًا حين نرى أنّ "مَن يَملِكُ الحُقولَ أَوِ البُيوتَ كانَ يَبيعُها، ويأتي بِثَمنِ المَبيع فيُلْقيهِ عِندَ أَقدامِ الرُّسُل"، متخلّصًا بذلك من أعباء هذا العالم، ليتمّكنّ من اتّباع الرّب يسوع المسيح. فكان الحصاد قد وصل فعلًا إلى مرحلة النضوج.

ما كانت نتيجة ذلك؟ من هذا الحصاد، تمّ استخراج بعض البزور التي زُرعت في الكون، وها هو حصادٌ جديدٌ ينبت ليُقطف في آخر الأزمنة.. لقطف هذا الحصاد، لن يتمّ إرسال الرُّسل، بل الملائكة.