رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث لـ"الدستور": الاحتلال يريد تصفية القضية الفلسطينة.. ومصر أحبطت المخطط

محمد فوزي
محمد فوزي

قال محمد فوزي الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات، إن موقف مصر الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة أو غيره من المناطق الفلسطينية له خصوصية كبيرة في ظل التصعيد الإسرائيلي الراهن.

كيف أحبطت مصر مخططات تهجير سكان غزة

وأوضح فوزي أن هناك كثافة في العمليات الإسرائيلية تجاه فلسطين كما ونوعا وثانيا اختلاف طبيعة الاهداف الاسرائيلية عن اي عمليات سابقة، و لدينا الان اهداف تتجاوز السعي لتدمير القوات القتالية للفصائل الفلسطينية، او تكبيدها خسائر معينة او اغتيال بعض القيادات على غرار ما كان يحدث في السابق،  و الاحتلال يريد تصفية القصضية الفلسطينة عبر التهجير، او عبر ما يعرف بسيناريوهات غزة بعد الحرب.

وقال فوز في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن الموقف المصري من البداية رافض بشكل واضح لهذه المخططات جملة وتفصيلا، والموقف المصري رفض المخططات من منطلق رئيسي وهو رفض  تصفية للقضية الفلسطينية قبل ان تكون تهديد للامن القومي والسيادة المصرية.

وأوضح فوزي أن الموقف المصري ينطلق بالأساس من الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وحفاظا على القضية، الدولة المصرية تبنت العديد من التحركات لمواجهة التهجير سواء التحركات من خلال التكثيف  والتنسيق على كافة الاطراف الاقليمية والدولية وبناء توافقات اقليمية ودولية لرفض التهجير والتاكيد  على ان مصر تملك كافة الاوراق المشروعة للتعامل مع هذه المخططات الاسرائيلية، كما تحركت الدولة المصرية في   اتجاه السعى وقف اطلاق النار من اجل وقف مخططات التهجير.

وشدد فوزي على أن الدور المصري يظل الأكثر محورية وأهمية رغم كثرة التدخلات الخارجية، حيث انطلقت مصر من بعض الثوابت التي تمت ترجمتها في بعض التحركات والسياسات، انطلاقا من ادارك مصر لبعض التهديدات في الداخل الفلسطيني.

وأشار إلى أن الدولة المصرية لديها ثوابت منها، رفض أي مخططات لتهجير وتصفية القضية الفلسطينية وحماية الأمن القومي وسيادة الدولة  المصرية والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني.

وقال فوزي إنه تمت ترجمة هذه الثوابت في شكل بعض انماط التحرك المصري، وتكثيف التحركات المصرية على المستوى الاقليمي والدولي من خلال المؤسسات الرئاسية والدبلوماسية والاجهزة المعنية، من أجل تحقيق بعض الاهداف الانية او العاجلة، منها   ادخال المساعدات فضلاعن اهداف بعيدة المدى  تتمثل في اعادة مصر لاحياء مسار السلام والتاكيد على ان مسار السلام قائم على اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وهو الضامن الوحيد للسلام في المنطقة، فضلا عن التحركات على المستوى الإنساني والتي تعتبر جزء من المقاربة المصرية.

وأشار فوزي إلى أن الدولة المصرية تنطلق من ادارك قوي لتبعات أو التداعيات التي قد تترتب على دورة التصعيد، سواء تهديد الامن القومي المصري او مخططات تصفية القضية او سيناريو الحرب الاقليمية والتي تهدد كافة دول المنطقة، كما نجحت مصر  في ادخال المساعدات الانسانية وانجاز بعض صفقات تبادل المحتجزين فضلا عن نجاحها في  ادخال الوقود لقطاع غزة فضلا عن الهدنة الإنسانية.

فشل الدعم الأمريكي لإسرائيل

وقال الباحث في المركز المصري إن امريكا لاتزال تراهن على خيار الدعم لاسرائيل،على المستوى السياسي والعسكري،  لاسيما مع وصول عاشر طائرة مساعدات امريكية لاسرائيل، رغم أن الموقف الأمريكي حتى اللحظة حتى وان كان شهد بعض التغيرات النسبية على غرار رفض مخططات التهجير او التاكيد على رفض اعادة غزة، بسبب عوامل الضغط الداخلية وغضب بعص دوائر صنع القرار الأمريكية وفي المجتمع الأمريكي.

وأكد فوزي أن واشنطن  مازالت  تراهن على نجاح العمليات الاسرائيلية، وتعطل مساعي وقف اطلاق النار مما يساهم في تعقيد الازمة  ويدفع اسرائيل  باتجاه تنامي الاجرام الذي تمارسه داخل غزة.

 

أسباب فشل حرب إسرائيل على غزة

ومع استمرار المعارك والعدوان على خان يونس قال فوزي ان المرحلة الثانية من الحرب الاسرائيلية بدات منذ انتهاء الهدنة، وهي تركز على مناطق الجنوب، حيث أن اسرائيل تسعى لثبيت تواجدها في الجنواب وتحديدا خان يونس من أجل تحقيق بعض الأهداف الرئيسية، منها تنفيذ عمليات استهداف للقيادات الفلسطينية، حيث ينتمى أغلب القيادات على رأسهم يحيى السنوار لخان يونس.

وتابع: "كما ان اسرائيل تقول ان  نسبة كبيرة من لانفاق موجودة في خان يونس وف الجنوب، فضلا عن وجود المحتجزين في جنوب غزة ولكن  اسرائيل ليس امامها  الكثير من الوقت في الاستمرار في العمليات العسكرية، في ضوء، تراجع الدعم الغربي لها، والتداعيات الكثيرة التي تجلبها الحرب على الدول الغربية".

وشدد فوزي على  أن اسرائيل عمليا غير قادرة على تحقيق أي من أهدافها التي أعلنتها في بداية التصعيد، سواء على مستوى استهداف قادة الفصائل أو على مستوى تدمير البنى التحتية الخاصة بها او نهاء وجودها العسكري والسياسي في غزة، العملية لا تمثل انتصار عسكريا لاسرائيل بقدر ما تمثل شكل من اشكال جرائم الحرب، خاصة وأن النسبة الاكبر من الضحايا من المدنيين .