رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النزوح إلى خان يونس.. رائحة الموت تدرك الفلسطينيين في الجنوب

نزوح الفلسطنين
نزوح الفلسطنين

دخلت حرب إسرائيل وغزة مرحلة جديدة بعدما أصبح عدد النازحين غير مسبوق، وتغيّرت خريطة النزوح في القطاع، وبدأ الاحتلال في دفع الفلسطينيين إلى مدن جديدة بدعوى أنها أمنة وبعيدة عن معركة طوفان الأقصى.

إلا أن تلك المدن ليست أمنة، فبعد نزوح الفلسطيين إليها يقوم الاحتلال بقصفهم وتعريضهم للخطر، واشتد القتال في تلك المدن من أجل تجديد نزوحهم إلى مدن أخرى واستمرار عمليات النزوح المتكررة.

النزوح إلى خان يونس

واتساقًا مع ذلك، يشهد اليوم الـ61 في الحرب بين إسرائيل وحماس تصعيد شديد مع استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع بشماله وجنوبه، وسط اشتعال الحرب بين القوات الإسرائيلية وحماس.

ويحاصر الاحتلال الإسرائيلي مدينة خان يونس الكبيرة في جنوب قطاع غزة، حيث تجري اشتباكات هي الأعنف على الأرض منذ بدء الحرب قبل شهرين بينه وبين حركة حماس.

ويشاهد آلاف المدنيين يفرون من المنطقة مشيًا أو على دراجات نارية أو على عربات محملة بأمتعتهم، وهم باتوا محاصرين في منطقة تتقلص مساحتها يوما بعد يوم قرب الحدود مع مصر ويواجهون وضعًا إنسانيًا كارثيًا.

وقال قائد أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، في بيان: «قواتنا تحاصر خان يونس في جنوب قطاع غزة سيطرنا على الأمن في معاقل عدة لحماس في شمال قطاع غزة ونجري عمليات الآن ضد معاقلها في الجنوب».

“الدستور” تحدثت مع عدد من النازحين حول الأوضاع في الجنوب وهل هي أفضل من الشمال أم أن الاحتلال يقصف كل مدن القطاع؟

سمير: رائحة الموت في كل مكان شمالًا وجنوبًا

سمير النجار، كان أحد النازحين من الشمال إلى الجنوب خلال 18 أكتوبر الماضي، يقول: “لا فارق بين الشمال والجنوب فالمعاناة واحدة، لأن رائحة الموت في كل مكان والنازحين يمينًا وشمالًا وشبكات الإنترنت والكهرباء مقطوعة عن قطاع غزة”.

يعيش سمير حاليًا في أحد مراكز الإيواء التابع للأنروا في الجنوب يصف الوضع: “الحياة هنا مأساوية للغاية لا كهرباء ولا وقود أو إنترنت ولا ماء نحن لا نريد النزوح إلى مصر نريد فقط العودة إلى ديارنا في الشمال”.

يضيف: “قوافل المساعدات التي تأتي إلى المنطقة الجنوبية غير كافية لأن اعداد النازحين في تزايد كل يوم، فالنازحين لا يريدون قوافل مساعدات يريدون العودة لبيوتهم ووقف شلال الدم الذي تحدثه إسرائيل”.

ويصف الحال في الجنوب: “مخازن الأونروا تنفد وكل يوم يتم نهبها وسرقتها من قبل اللصوص والتجار، ونحن النازحين نتناول الطعام من متبرعين ولا يكفي أحد وخلال أيام ينفد ومن الممكن أن نموت من الجوع”.

يبين أن إسرائيل مازالت تقصف الجنوب أيضًا ولا فارق بينه وبين الشمال، فكل المناطق تتعرض للقصف ليلًا بعنف، مبينًا أن الإحتلال يعتمد على القوة المفرطة بالقصف من الطائرات ثم يلقي مناشير على المناطق المراد تهجير أهلها ويقصفهم أثناء النزوح بشكل عشوائي.

كم عدد النازحين؟

وفي 30 نوفمبر الماضي، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بأن عدد النازحين في قطاع غزة ارتفع إلى 1.8 مليون شخص، أي ما يعادل نحو 80% من سكان القطاع، وتم تسجيل ما يقرب من 1.1 مليون نازح في 156 مؤسسة تابعة للأونروا في جميع أنحاء غزة.

ويعيش 946 ألفا منهم حوالي 86% في ملاجئ الوكالة البالغ عددها 99 ملجأ في جنوب القطاع، ويتم إيواء 191 ألف فلسطيني نازح آخر في 124 مدرسة عامة ومستشفى وقاعات أفراح ومكاتب ومراكز اجتماعية، ويعيش الباقون مع عائلات مضيفة.