رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المدينة الأرضية.. أنفاق حماس تعرقل خطط إسرائيل البرية

جريدة الدستور

تؤرق الأنفاق التي حفرتها حركة المقاومة الفلسطينية حماس منذ سنوات في قطاع غزة، الاحتلال الإسرائيلي بسبب أنها تعوق أي عمليات غزو بري تطمح لها، وتجعلهم يتراجعون بسبب سهولة استخدام المسافة صفر.

وهو نفس الأمر الذي حدث في معركة طوفان الأقصى التي شنتها حماس يوم 7 أكتوبر الماضي، عقب سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية في القطاع، لذلك تحاول إسرائيل التفكير الآن كيف يمكن القضاء على تلك الأنفاق.

 

إغراق الأنفاق

وبالأمس، أعلنت بالأمس صحيفة وول ستريت جورنال عن مسئولين أمريكيين قولهم إن إسرائيل أعدت خطة لإغراق شبكة أنفاق حماس تحت قطاع غزة بمياه البحر الأبيض المتوسط. 

وقالت الصحيفة في تقريرها إن الجيش الإسرائيلي انتهى من تركيب خمس مضخات ضخمة للمياه شمال مخيم الشاطئ لضخ آلاف الأمتار المكعبة من مياه البحر إلى الأنفاق بهدف إغراقها خلال أسابيع.

وقال مسئولون أمريكيون للصحيفة إنهم لا يعرفون مدى قرب الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ الخطة أو إذا ما اتخذت قرارًا نهائيًا لتنفيذها، وفشلت إسرائيل في تدمير تلك الأنفاق عبر الأسلحة والمتفجرات، لذلك لجأت إلى مخطط جديد وهو ضخ المياه بكثافة في الأنفاق.

فما حجم تلك الشبكة؟ وكيف تعيق الغزو البري الإسرائيلي للقطاع غزة؟. 

"الدستور" في التقرير التالي تتبعت تاريخ شبكة الأنفاق لدى حماس.

نشأة أنفاق حماس

في العام 2011 أي بعد ثورة 25 يناير المصرية شهدت أنفاق حماس توسعًا شديدًا من خلال وحدة حفل خاصة تتبع كتائب القسام، مهمتها حفر الأنفاق في قطاع غزة طولًا وعرضًا وفي أماكن سرية غير معروفة.

تستخدم حماس تلك الأنفاق من أجل تخزين الأسلحة ومواد الذخيرة التي تستخدمها في حربها ضد إسرائيل وكذلك الوقود والمياه ومواد غذائية للمقاومة، كما أنها مكان لاحتجاز الأسرى الإسرائيليين أثناء الحرب.

في البداية لم يكن ذلك الغرض من إنشاء الأنفاق، ولكن من أجل تهريب البضائع من وإلى القطاع، لكن حماس وسعت من تلك الشبكة ولم يكتشف وقتها جيش الاحتلال خطر وتعقيد تلك الشبكة والتي تحولت إلى مخازن فيما بعد للأسلحة والأسرى.

ما حجم أنفاق حماس؟

بحسب وسائل إعلامية فأن حجم شبكة أنفاق حماس في القطاع بلغت أكتر من 1300 نفق بطول وصل إلى 500 كيلو متر بينما العمق لبعض الأنفاق وصل إلى 70 مترًا تحت الأرض، كما أن العرض والارتفاع لتلك الأنفاق يبلغ مترين.

وبسبب التعقيد الشديد الذي تتسم به تلك الأنفاق، يسميها أهالي غزة "المدينة الأرضية"، في حين تسمّيها إسرائيل "مترو حماس" أو "مترو غزة"، وقد استهدفتها مرارًا بالقصف والتدمير.

وكل فترة تقوم الوحدة الهندسية التي تتبع كتائب القسام بتزويد تلك الأنفاق بالأسمنت وإعادة الصيانة لها حتى لا تنهار، والبعض منها به فتحات طوارئ تسع سيارات نقل سريع.

الكلفة المادية لأنفاق حماس

تتكلف تلك الأنفاق مبالغ طائلة، حيث يتم تخصيص 140 مليون دولار سنويًا لحفر الأنفاق، إذ إن النفق الواحد يتكلف 100 ألف دولار، ويعمل في تلك الأنفاق ما يقرب من 12 ألف فلسطيني وفق صحيفة وول ستريت جورنال.

لماذا لا تستطيع إسرائيل تدميرها؟

منذ سنوات طويلة وتحاول إسرائيل تدمير تلك الأنفاق إلا أنها تفشل، رغم أنها تملك القنابل الخارقة للتحصينات، والتي أعلنت أنها مخصصة لاختراق باطن الأرض، لكن التحليلات تدور حو أن القطاع يبلغ طوله 40 كيلومترًا وعرضه من 6 إلى 14 كيلو مترًا ويضم 2.2 مليون شخصًا.

وتلك الكثافة السكانية تصعب عملية إسرائيل تدمير مواقف الأنفاق أو تحديد أين هي من الأساس، لذلك فهي مختلفة أنفاق تنظيم القاعدة في جبال أفغانستان، أو حركة "لفيت كونغ في غابات جنوب شرقي آسيا، بسبب وجودها أسفل واحدة من المناطق الأكثر كثافة سكانية.

ومن ضمن المحاولات التي تقوم بها إسرائيل من أجل تدمير تلك الأنفاق، ما حدث خلال العام 2014 حين شنت إسرائيل هجوم بري على القطاع من أجل القضاء على تلك الأنفاق، وأعلنت في العام 2021 أن قوات الاحتلال دمرت ما يقرب من 100 كيلو متر من حصون حماس الأرضية من خلال الضربات الجوية.