رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سبب إصرار إسرائيل على استمرار الحرب بقطاع غزة.. والسيناريوهات المتوقعة (خاص)

الدكتور عماد عمر
الدكتور عماد عمر

مع استمرار الحرب الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة، والدفع بالمواطنين نحو التهجير، تطرح إسرائيل فكرة إقامة منطقة عازلة في غزة، ولكنها فشلت من قبل أن تبدأ.

ونرصد من خلال التقرير التالي ما يحدث في غزة، وما هدف الاحتلال من استمرار الحرب، وسيناريوهات الفترة المقبلة.

قال الدكتور عماد عمر الباحث السياسي الفلسطيني، إن إسرائيل تسعى لتحقيق أهداف والحصول على صورة للنصر حتى يتمكن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من إقناع الجمهور الإسرائيلي أنه قام بالقضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية بالتالي يتمكن المجتمع الإسرائيلي أن ينعم بالأمن والاستقرار.

وأشار عمر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن صورة عمليات تسليم المحتجزين أظهرت هزيمة الجيش الإسرائيلي أمام فصائل المقاومة التي تمكنت من خروج المحتجزين من كل مكان في قطاع غزة بعد خمسين يوما من القصف والتدمير إلى جانب المعاملة التي أظهرت حسن تعامل المقاومة الفلسطينية مع المحتجزين، الأمر الذي ينعكس بالسلب على الجمهور الإسرائيلي الذي يضغط على الحكومة الإسرائيلية.

وأوضح عمر، أنه حتى اللحظة لم تقتنع الحكومة الإسرائيلية أن الحل مع الفلسطينيين هو حل سياسي وأن المجازر والقصف والخيار العسكري لن يجدي نفعا، لافتا إلى أن نتنياهو يريد إطالة عمر الحرب وبالتالي عندما فشل في تحقيق أهدافه في مدينة غزة والشمال يريد التوجه إلى جنوب القطاع للبحث عن صورة النصر التي يبحث عنها ويستطيع من خلالها التأثير في الرأي العام الداخلي الإسرائيلي، إلى جانب أنه يريد الضغط على حماس بأنه سوف يحتل قطاع غزة بأكمله أو أنهم يقوموا بتسليم كل الرهائن بدون مقابل.

وأكد أن سيناريو استمرار الحرب قائم إلا إذا قامت حماس بالتراجع وتسليم المحتجزين، لافتا إلى أن إمكانية حدوث ذلك ضعيف جدا أو لا يمكن أن يحدث وبالتالي ليس أمام نتنياهو وحكومته إلا الاستمرار بالحرب على قطاع غزة لأن إنهاء الحرب دون أن يحقق نتنياهو أهداف يتمكن من خلالها إقناع الجمهور الإسرائيلي هذا يعني أن حياته السياسية انتهت وسوف يذهب للمحاكمة.

وأوضح عمر، أن المفاوضات ما زالت مستمرة لم تنقطع ولكن هي تحت ضغط الصواريخ وإسرائيل ربما تريد ترسيخ معادلة محتجزة إسرائيلية مقابل ثلاث فلسطينيين حتى فيما يتعلق بالجنود وإذا وافقت حماس على ذلك فربما يخرج نتنياهو منتصرا أمام جمهوره كون الثمن الذي سوف تدفعه إسرائيل أمام جنودها الرهائن هو أقل تكلفه مما تطالب به حماس وخاصة تبييض السجون من الأسرى الفلسطينيين.

عمر: مصر استطاعت حشد الدول العربية وبعض دول الاتحاد الأوروبي لوقف التهجير

وأكد عمر، أن هناك ضغوط دولية كبيرة على إسرائيل حتى الإدارة الأمريكية التي أعطت الضوء الأخضر لها بالعملية في جنوب القطاع حددت سقف لهذه العملية وطالبت بضرورة عدم وجود خسائر بالمدنيين ولكن كل الضغوط التي تمارس على إسرائيل هي لحفظ ماء وجه الحكومات والأنظمة أمام شعوبها، وحتى اللحظة لا يوجد موقف ضاغط وصل إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل سوى ما اتخذه برلمان جنوب إفريقيا والدور المصري الذي يشكل حجر عثرة أمام تنفيذ مشروع التهجير والذي استطاعت من خلاله مصر من حشد الدول العربية وبعض دول الاتحاد الأوروبي لوقف مشروع تهجير الشعب الفلسطيني إلى جانب دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالمساعدات الإغاثية والإنسانية التي تقوي من صمود الشعب الفلسطيني وبالتالي هذه الضغوطات لم تشكل رادع لإسرائيل لوقف مجازرها ضد الشعب الفلسطيني.

سيناريوهات الفترة المقبلة في غزة

وحول سيناريوهات المرحلة المقبلة، قال عمر، نحن أمام 3 سيناريوهات، أولها هو استمرار إسرائيل بحربها على كل مدن القطاع وتقطيع المحافظات عن بعضها البعض والدخول إلى العمق والتمركز به لفترة زمنية يتم من خلالها البحث عن المحتجزين وقتل واعتقال قيادات المقاومة الفلسطينية إذا استطاعت فعل ذلك وهذا ربما يكلفها المزيد من الخسائر البشرية والمادية.

والسيناريو الثاني هو أن يتوصل الوسطاء إلى رزمة شاملة تتعلق بتسليم المحتجزين مقابل إنهاء الحرب والإفراج عن بعض الأسرى والعودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر مع وجود ضمانات لإعادة إعمار غزة على أن تتولى جهة يتم التوافق عليها لتتولى زمام إدارة قطاع غزة وتكون مقبولة إقليميا ودوليا.

وأوضح أن السيناريو الثالث هو أن تستمر إسرائيل بترحيل الفلسطينيين من مناطق شرق القطاع إلى غرب القطاع وتدمير كل شيء وزج المواطنين بتجاه الهجرة من قطاع غزة وهذا السيناريو ربما تكون فيه عراقيل كبيرة في تنفيذه وخاصة في ظل الموقف المصري الرافض من استقبال الفلسطينيين كمهاجرين من قطاع غزة.