رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المشهد الانتخابى.. صورة مقربة

  فوجئت  كما فوجئ غيرى صباح الجمعة الموافق الأول من نوفمبر بتدفق المصريين في الخارج على مراكز التصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية 2024 - 2030، أما سبب شعوري بالمفاجأة  فلم يكن في حرص المصريين في الخارج على حقهم الانتخابي، ولا في تواجدهم المبكر منذ الساعات الأولى لفتح باب التصويت، وإنما المفاجأة كانت في التنوع في نوعيات المشاركين الشباب من الجنسين ومن رجال ونساء وكبار سن وذوي الهمم، في مشهد يفتح أبواب الأمل لمستقبل واعد لهذا البلد.
هو مشهد يدعو للفخر والاعتزاز بمصريتنا ويفتح أبواب الأمل  لمستقبل أفضل لبلدنا، فهناك حيث بلاد الغربة الأوروبية والعربية لا يوجد زيت وسكر، ولا كراتين سلع غذائية ولا أتوبيسات مصانع وشركات رجال أعمال، ولا حتى  تجمعات عمالية، هناك فقط الانتماء الوطني يربطهم، والرغبة في مستقبل أفضل يجمعهم.  
هناك في 121 دولة فتحت سفاراتها لاستقبال المصوتين رفُعت الأعلام المصرية ومعها شعار تحيا مصر  دون أي محفز غير حب الوطن وأمنه وسلامته، هناك حيث بلاد الغربة يحلم المصريون بوطن  حر، لا يخضع لضغوط من أحد، يحلمون برئيس قوي جاء بإرادتهم الحرة وأصواتهم وإرادتهم، فلا ادعاء بعد اليوم بتزوير إرادة المصريين ولا بأمر واقع فرض عليهم، ولا بشراء مواقفهم.
من خرج للتصويت في بلاد الغربة يؤمن بأنه مصدر شرعية الرئيس، وهو  صاحب السيادة في مجتمعه، وهو المواطن الحر صاحب الحق في اختيار من يحكمه، وكيلًا عنه لا سيدًا عليه،  يؤمن بأنه هو الدولة وأن مؤسساتها ملكه وحده وأن حرصه على التصويت والمشاركة الانتخابية هو دفاع عما يملكه من حق ومن مؤسسات.
مؤسسات الدولة المصرية من جانبها لم تقصر في توفير المناخ الملائم لممارسة الحق  الدستورى لإجراء انتخابات رئاسية تليق بمصر ومكانتها والتزمت تلك المؤسسات، بالحياد التام، كما التزمت أجهزة الدولة والهيئات التابعة لها وكل القوى المؤثرة في الرأى العام بحالة الحياد أيضًا. 
مارس البرلمان حقه الدستوري في تزكية المرشحين، فكان 46 صوتًا لتزكية المرشح حازم عمر، و26 صوتًا لتزكية المرشح عبدالسند يمامة، وحصل المرشح فريد زهران على تزكية 28 نائبًا، كما حصل المرشح عبدالفتاح السيسي على تزكية 424 نائبًا ومليون و130 ألف توكيل شعبي، وهذا الفارق في حجم التأييد للرئيس عبدالفتاح السيسي كان متوقعًا، فما زالت شعبية الرئيس تتجدد ويزداد الظهير الشعبي المساند له في كل قراراته والتي بدأت مع تهديدات جماعة الإخوان لشعب مصر منذ كان السيسي وزيرًا للدفاع، وأعلن في وجود الإخوان عن أنه لن يسمح بتهديد ولا ترويع شعب مصر، وتصاعد التأييد الشعبي للرئيس خلال ثورة 30 يونيو وما تلاها من إرهاب ومعها خاضت مصر بقيادة الرئيس معركة التنمية والإصلاح وما تحقق كان حلمًا بعيد عن المنال وأصبح الحفاظ عليه واجبًا وطنيًا.
ومارس الإعلام المصري حقه في التغطية الإعلامية المحايدة بين المرشحين، فكانت حوارات مهمة وشيقة على كل القنوات المصرية للمرشحين دون رقابة على أحد أو منع لرأي أو حجب لوجهة نظر، التزمت أجهزة الدولة الحياد وأشرفت الهيئة الوطنية للانتخابات على العملية الانتخابية من بدايتها بحياد تام وطبقت المعايير الدستورية بكل حيادية واحترافية.
ولم يكن ينقص المشهد الانتخابي المصري سوى المشاركة الإيجابية من الناخبين، وهوما بدأ صباح الجمعة وسوف يستمر إلى أن ينتهي العرس الانتخابي مع مطلع العام الجديد بإذن الله.