رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زين عبد الهادى: حان الوقت ليحصل الفلسطينيون على سلام عادل

زين عبد الهادي
زين عبد الهادي

حول الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، قال الكاتب دكتور زين عبد الهادي، في تصريحات خاصة لـ "الدستور": "منذ عدة أسابيع والهواجس والكوابيس والآلام النفسية تنتابني وبعنف شديد، صور الدبابات وحاملات الطائرات والصواريخ والقذائف والانفجارات تتوالى وتتدافع وتتضاعف معلنة عن إبادة بربرية وحشية عرقية عنصرية دموية تجتاح رقعة صغيرة يسكنها مليونان من البشر".

حالة من التعتيم على مئات الحوادث لأطفال فلسطينيين

وأوضح زين عبد الهادي: "والسبب هجوم من حماس على غلاف غزة ردًا على عشرات من الممارسات الصهيونية في الضفة الغربية والقطاع إلى الدرجة التي وصف فيها وزير إسرائيلي أهل غزة (بالحيوانات)، وبالتالي فهو يبرر لنفسه وعصبته سفك الدماء، وبأن العالم لن يهتم، فيما تندر وزير صهيوني آخر بالقاء قنبلة نووية على غزة، ربما كنت بعيدًا عما يحدث منشغلًا بهمنا الوطني لكن كلما زادت طبول الحرب ومشاهد الأطفال الرضع والخدج وهم يقتلون بدم عنصري بارد وبغيض أدرك أن الأمر لم يكن يومًا بعيد عنا". 

وتابع زين عبد الهادي: "تشير الوقائع وحتى الدراسات العلمية المتاحة في بعض قواعدد البيانات العالمية، وكذلك مئات من الأخبار في الصحف ووكالات الأنباء العربية والأجنبية العامة إلى حالة من التعتيم على مئات الحوادث لأطفال فلسطينيين تم إيقافهم وسجنهم لسنوات دون محاكمات ودون محامين، بل لم يرفع حتى قضاة دولة الاحتلال رؤوسهم للنظر إلى من يحكمون عليهم بأحكام لاعقلانية ودون جرائم ارتكبوها بل كان الصهاينة هم القائمين بالجرائم وصادف الأمر وجود الأطفال أو الشباب، هناك فلسطينيون محكوم عليهم بالجسن المؤبد أكثر من مائة مرة، وهناك مصابين فلسطينيين تم التعمد من قبل المستوطنين والجنود بأن يصيبوهم بإطلاق النار على أعضائهم التناسلية، وهناك عشرات الأطفال الذين تم إطلاق النار على رؤوسهم منهم طفل تم إطلاق أكثر من 30 رصاصة على رأسه، ورغم ذلك عاش على الرغم من تهشم الجانب الأيسر من جمجمته، وعشرات القصص عن قتل أسر فلسطينية وترك طفل واحد من العائلة كشاهد أخرس على الجريمة، مئات الوقائع الدامية".

ولفت زين عبد الهادي: "لعل أشهر هذه الوقائع حكاية الطفل أحمد المناصرة الذي تم إطلاق النار عليه هو وصديقه عام 2015 فمات صديقه بينما عاش أحمد وتم بعدها وضعه في المعتقل دون ذنب ما، والآن أصبح الطفل شابًا فاقد للذاكرة أحيانًا مصابًا بالاكتئاب الشديد وربما يكون معه انفصام في الشخصية نتيجة التعذيب المرير في السجون، ونتيجة الحبس الانفرادي، ونتيجة دفعه للاستيقاظ لعدة أيام، أي وحشية بعد ذلك، كيف للمستوطنين أن يقوموا بالاستيلاء على المنازل والحقول وتهجير سكانها، وكيف يلقون بالسموم على المزروعات أو حرقها، وكيف يقومون بهدم آبار المياه وتجريف حقول وأشجار الزيتون، وكيف تتحول نقاط التفتيش العنقودية في الضفة الغربية إلى أماكن للتعذيب والإذلال والإهانة وأحيانًا القتل على الرغم من وجود حائط للفصل العنصري مبني داخل أراضي الضفة".

https://www.dostor.org/4564843

وشدد زين عبد الهادي على أن: "مئات الممارسات اللإنسانية المسكوت عنها، منذ عام 1948 عقب النكبة وتهجير حوالي مليون إنسان خارج فلسطين ومحو اسم فلسطين من الخرائط، أي عدوان وأي ظلم، وأي إنسانية ووحشية وبربرية لامثيل لها في العالم، أكتب ذلك منفعلًا، بما أراه وأسمعه، ولولا السوشيال ميديا ما انتقلت هذه الصور الكريهة للعالم، حان الوقت للتخلص من آخر معقل للاستعمار في الشرق الأوسط، حان الوقت للتخلص من آخر صورة لديسوتوبيا سوداء مسكوت عنها حان الوقت ليحصل الفلسطينيون على سلام عادل وعلى حرية يستحقونها.. مع الاعتذار لكل طفل هناك في تلك الأرض العزيزة المقدسة.. لهم وعليهم السلام جميعًا".