رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكري رحيل المترجم حسين نصار.. ما هو تاريخ مهنة المسحراتي؟

الدكتور حسين نصار
الدكتور حسين نصار

تحل اليوم الذكرى السادسة على رحيل الكاتب والمترجم الأكاديمي الدكتور حسين نصار، أحد ابرز  المحققين والمترجمين في المشهد الثقافي  المصري، فقد عرف عنه تعدد أعماله بين تاريخ الأدب ونقده، وتحقيق التراث الأدبى واللغوى، والترجمة عن الإنجليزية،والفرنسية، بمنهج يضعه فى مكانة مميزة بين أعلامنا الكبار، فتح عبر كتابه غمار البحث في  تحقيق التاريخ  الأدبي والابداعي في التقرير التالي  تعرف كيف قدم حسين نصار فنون رمضان  "القوما "

وكتب المترجيم حسين نصار مقالًا تحت عنوان “فنون رمضان" بمجلة المجلة عام 1964: "اقبل المسلمون على (التسحير) لدعوة النائمين الى السحور، وتطوعوا للقيام به. لم يأنف من ذلك كبيرهم ولا صغيرهم حتى مارسه بعض امرائهم، مثل عنبسة بن اسحاق الضبي، والی مصر (۲۳۸ - ٢٤٤ هـ ). وكان عنبسة يذهب الى الصلاة في غير موكب، متهما بالميل الى رأى الخوارج، فلم يرض عنه الشاعر يحيى بن الفضل

ابتدع المسحرون فنا خاصا من الشعر، له قواعده وأجناسه، وله السمه الخاص "القوما"، وقد أشار الكاتب والأكاديمي حسن نصار إلى ان قال صفي الدين الحلي أن هذا الأسم مشتق من قول المسخر في آخر كل بيت منه بعد غناء الرمل أو الزجل "قوما للسحور" ينبهون بذلك رب المنزل.

 وأشار “نصار” إلى أن المسحراتي هم أول من توصلوا إلى هذا الفن ينبهوب به رب المنزل ويمدحونه، ويدعون له، ويكالبون أنعامه. وعندما شاع وكثر، وانتثل إلى ايدي الشعر، نظموا فيه الغزل والعتاب ووصف الزهر والبساتين وسائر الموضوعات الشعرية.

وذكر أن الخليفة الناصر كان معنيا برمضان أنشا فيه دور للضيافة ليفطر الفقراء فيها كان يطرب للقوما، ويعجب بابن نقطه الذي برع فيه، فأجرى عليه رزقا في كل سنة، فلما مات، كلن له ولد صعير ما هر في نظم القوما والتغني به، فأراد أن يعرف الخليفة بموت والده، ويرجوه أن يخرج له الرزق، فانتهز فرصة مجيء رمضان، وأخذ اتباع والده من المسحرين، ووقف في اول ليله عند شرفة الخليفة، وغنى بصوت رقيق:

ياسيد السادات لك بالكرم عادات أنا بني ابن نقطة وابي تعيش أنت مات. فاعجيب الخليفة به وأستدعاه  وفرض له ضعف ما كان لابيه.

يشير حسين نصار إل النقاد اتفقو على ان القوما والزجل والكان وكان فنون ملحونة دائما، فينبغي الا ينظم القوم الا بلفظ عامي رقيق، يل يجب أن تكون ألفاظه أرق من الفاظ الكان وكان.

 

وولد حسين محمد نصار، في حارة كوم بهيج في مدينة أسيوط، حصل على ليسانس الآداب بمرتبة الشرف الثانية من قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة سنة 1947م. حصل على الماجستير من نفس القسم سنة 1949 ميلادية عن موضوع "نشأة الكتابة الفنية في الأدب العربي". حصل على الدكتوراه من نفس القسم سنة 1953 ميلادية عن موضوع "المعجم العربي: نشأته وتطوره".

له دراسات وترجمات كثيرة لعدد من أبرز أعمال المستشرقين تشهد بتمكنه من اللغة الإنجليزية. 

وانتمى “نصار” إلى عدد من الهيئات الثقافية والعلمية، منها الجمعية اللغوية المصرية والجمعية الأدبية المصرية، وشغل منصب الرئيس في كل منهما، كما أنه كان عضوًا في الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العلمية، ولجنة الدراسات الأدبية واللغوية في المجلس الأعلى للثقافة، وكان مقرر المجلس القومي والآداب والإعلام واتحاد الكتاب، وله الكثير من المؤلفات منها 9 كتب مترجمة وكتابان حول نشرة الكتابة الفنية في الأدب العربي ومعجم آيات القرآن.