رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في يوم التضامن مع فلسطين.. مصر جنبًا إلى جنب مع أهالي غزة

غزة
غزة

لعبت مصر منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى خلال 7 أكتوبر الماضي وحتى الآن، دورًا قويًا في الصراع بين فلسطين وإسرائيل والذي بفضل شراكة مع قطر وأمريكا توصلت إلى هدنة في الوقت الحالي.

وتبَّنت مصر موقفًا صارمًا وواضحًا إزاء ما يحدث منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي ارتكتب فيه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد المدنيين العُزَّل في القطاع وتضطلع بدورها التاريخي والمعهود للتعامل مع كل تداعيات هذا العدوان سواء على الصعيد الإنساني أو الصعيد السياسي والدبلوماسي أو الصعيد الأمني.

محاور الدور المصري

منذ اليوم الأول، فتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، قنوات الاتصال مع العديد من أهم قيادات العالم على المستويين الإقليمي والدولي، من بينهم العاهل الأردني والرئيس الإماراتي وولي العهد السعودي ورؤساء ومسؤولي كل من تركيا وفرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وفلسطين.

كما استقبل في القاهرة كلا من المستشار الألماني، ورئيس الوزراء البريطاني، وأمين عام الأمم المتحدة، ووزير الخارجية الأمريكي، وتم التأكيد خلال جميع هذه الاتصالات على أهمية خفض التصعيد، ودخول المساعدات الإنسانية للقطاع، وتجنيب السكان المدنيين أهوال هذه العمليات.

قمة السلام

ولم يتوقف الأمر عند الاتصالات فقط، ولكن عقدت مصر قمة القاهرة للسلام يوم 21 أكتوبر، حيث شاركت في أعمال القمة 31 دولة من مختلف أنحاء العالم و4 منظمات إقليمية ودوليةوتم التأكيد خلال القمة على ضرورة التوصل إلى حل لهذه الأزمة مع أهمية مراعاة الأبعاد الإنسانية والقانونية والالتزام.

وخلال القمة حرص الرئيس السيسي، على ألا تكون مجرد تجمع للرؤساء والملوك والأمراء وإلقاء كلمات مهمة، بل قام بطرح «خريطة طريق متكاملة للخروج من الأزمة الحالية تستند إلى ثلاثة أسس رئيسة الأول وهي دخول المساعدات الإنسانية للقطاع والثاني التوصل إلى تهدئة بين الجانبين، والثالث بدء المفاوضات السياسية.

نتائج القمة

وكان للقمة عدد من النتائج المحمودة، منها أنها رسالة واضحة موجهة إلى المجتمع الدولي في ظل هذه الظروف الصعبة، مفادها أن القضية الفلسطينية ليست قضية مساعدات إنسانية أو قضية لاجئين، وإنما هي قضية شعب يبحث عن أبسط حقوقه.

وكان لمصر دور كبير في ممارسة ضغوط على كل الأطراف من أجل إدخال المساعدات الإنسانية المختلفة إلى القطاع، وإعداد مطار العريش لاستقبال المساعدات الواردة من مختلف دول العالم.

وبالفعل نجحت مصر في البدء في إدخال قوافل المساعدات إلى القطاع، ابتداء من يوم21 أكتوبر عد أن قامت السلطات المصرية بإصلاح الدمار الذي تسببت فيه إسرائيل في الجانب الفلسطيني من معبر رفح، إيذانا ببدء تدفق المساعدات إلى القطاع.

ومن بين الوسائل التي استخدمتها مصر هي الضغوط على إسرائيل لوقف تصعيدها تجاه قطاع غزة، وقد تجسد ذلك في أكثر من مستوى، سواء ما يتعلق بالسردية المصرية الخاصة بالأحداث والتي أكدت منذ اللحظة الأولى على أن ما يحدث جريمة إبادة جماعية،.

ولعبت مصر دورًا مهمًا في التواصل مع طرفي الصراع منذ اليوم الأول للحرب، انطلاقًا من كونها الدولة الوحيدة تقريبًا على مستوى العالم التي تمتلك قنوات اتصال ذات ثقل وثقة وتأثير حقيقي مع طرفي الصراع، وانطلاقًا من دورها التاريخي في هذا الصدد.

كثفت مصر اتصالاتها المؤثرة مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لرسم محددات التدخل وملامح المراحل اللاحقة من الصراع، انطلاقا من أن كلا الجانبين يدركان ضرورة وحيوية التدخل المصري لخفض التصعيد.

بوادر نتائح الجهود المصرية

وبالفعل تم إدخال المساعدات على الرغم من فرض إسرائيل حصارًا على قطاع غزة ومنع الإمدادات عنه، ووضعها العديد من العراقيل التي تعيق إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع؛ فإن الضغوط المصرية وأدوات التأثير وقنوات التواصل قد

أسهمت في إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بدءًا من 21 أكتوبر 2023 تزامنا مع انعقاد قمة القاهرة للسلام.

ولم تكتف الدولة المصرية بذلك، بل ضغطت لزيادة وتيرة دخول المساعدات إلى غزة، لتزداد الأعداد من يضع شاحنات إلى أكثر من 100 شاحنة يوميًا، والاقتراب حثيثا من معدلات ما قبل الحرب، يضاف إلى ذلك استقبال الدولة المصرية للجرحى.

ومنذ الحرب كان هناك قيود إسرائيلية على إدخال الوقود  تحت مزاعم وذرائع بأن هذا الوقود ستستغله فصائل المقاومة الفلسطينية في أنشطتها العسكرية ضد الاحتلال. 

ولكن الجهود والضغوط المصرية نجحت في أن تعيد إدخال الوقود إلى القطاع بدءًا من 18 نوفمبر 2023، ليصل إجمالي عدد شاحنات الوقود التي دخلت القطاع حتى 23 نوفمبر 17 شاحنة بحجم مئات الآلاف من الوقود لخدمة المرافق الحيوية المهمة في القطاع وخاصة المرافق الصحية.

وأخيرًا وصلت مصر برفقة أمريكا وقطر إلى إتفاق الهدنة ووقف إطلاق النيران وتبادل الأسرى  بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل وفرض هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام قابلة للتمديد. 

كل تلك الأمور وضعت القضية الفلسطينية على أجندة المجتمع الدولي أسهمت الجهود المصرية في إعادة وضع القضية الفلسطينية من جديد على أجندة المجتمع الدولي وفقا لرؤية شاملة لا تقتصر فقط على إدارة القضية أو إدارة جولات الصراع.

والسعي نحو تحقيق حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي أكدته مصر من خلال قمة القاهرة للسلام وكذلك في كلمات الرئيس السيسي، في القمم الإقليمية والدولية المتعلقة بالصراع.