رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير دولي: مخاوف في جنوب لبنان من اشتعال الحرب "رغم التهدئة"

جنوب لبنان
جنوب لبنان

رغم التهدئة، يشهد جنوب لبنان نزوح مستمر للآلاف من المواطنين، تاركين ورائهم منازلهم خاوية وأراضيهم بدون جمع المحصول، ومدارس فارغة وسط مخاوف من اندلاع الحرب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل رغم التهدئةالمؤقتة الحاليةفي قطاع غزة. 

وفي تقرير نشرته وكالة الإغاثة التابع للأمم المتحدة “ريليف ويب” فإن جنوب لبنان يشهد حرب غير رسمية مع دولة الاحتلال إذ أن التصعيد الكبير بين حزب الله اللبناني وإسرائيل مع تبادل إطلاق النار والصواريخ من الجانبين قاد إلى عملية نزوح هي الأكبر في جنوب لبنان منذ عام 2006.

 وبينت الوكالة أن الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل أصبحت بشكل يومي وتزداد حدتها بشكل كبير، وهو ما أجبر إسرائيل أيضا على إجلاء مواطنيها من المدن القريبة من الحدود.

لكن الخوف الاكبر كان لدى سكان جنوب لبنان الذين يغادرون منازلهم بحثا عن مأمن بعيدا عن متناول الصواريخ والضربات الجوية الإسرائيلية ردا على رشقات صاروخية يطلقها حزب الله اللبناني وحركة حماس المتمركزة في جنوب لبنان. 

ترك اكثر من 50 الف لبناني 

وحتى الآن، ترك أكثر من 50 ألف لبناني منازله وأراضيه ومعيشته وبات يبحث عن ملاذ له في الشمال بعيدا عن الحدود، بدون عمل أو حتى تعليم لأطفالهم. وتسببت الاشتباكات بين الطرفين في سقوط ما لا يقل عن 14 مدني لبناني وعشرات القتلى من مقاتلي حزب الله. 

غير ان هؤلاء النازحون يعانون من وضع صعب في دولة هشة اقتصادية، بحسب وكالة غوث للاجئين، فهؤلاء النازحون بدون عمل وبدون دخل، واضطروا للعيش في مراكز نزوح تفتقر للمواد الأساسية، أو البحث عن أقارب يسمحون لهم بالسكن لديهم، رغم الظروف المالية والاقتصادية القاسية، مما يعني ضغطا أكبر على النازحين والمستضيفين. 

ويشير الموقع إلى أن لبنان تواجه انهيار اقتصادي وأن حرب جديدة يعني مجاعة كبيرة خاصة لأهالي الجنوب الذين يفتقرون الخدمات الأساسية في الأساس مثل المياه والكهرباء، لذا فإن ما يحدث قد يقود إلى أزمة غير مسبوقة سيدفع ثمنها المواطنون المدنيون في هذه المنطقة. 

في بعض القرى يشعل المواطنون بمرارة أكبر ومخاوف من مصير سيء مثل السابق، ففي بلدة قانا القريبة من الحدود مع إسرائيل، حيث قتل في عام مائة شخص جراء غارات إسرائيلية عام 1996 كما لقى 28 أخرين حتفهم في عام 2006، يراقب المواطنون بخشية كبيرة هذا التصعيد الحدودي بين حزب الله وإسرائيل بحالة من الرعب والخوف. 

هذا الماضي الصعب جعل الكثير من أهالي هذه البلدة يفرون، بينما الآخرين يصلون على أمل أن تحدث معجزة وتتوقف طاحونة الحرب، كونهم الضحية الرئيسية لأي تصعيد.

 تعلق أحدى السيدات من البلدة أنهم يراقبون الوضع مع تصاعد التوتر باتجاه حرب محتملة، كل ما يفعلونه هو الانتظار والدعاء ألا تقع، مضيفة، “في كل مرة يخلقون حرب جديدة نفقد أفراد من أسرتنا، نحن نولد أطفالا ولا نعلم هل سيبقون بجانبنا أم تلتهمهم نيران الحرب”. 

ومنذ يوم السابع من أكتوبر، انخرط حزب الله، في حرب حدودية مع إسرائيل قادت إلى تبادل النيران. 

تقول سيدة أخرى من بلدة قانا، معبرة عن خوفها من الحرب، “نحن خائفون، نشعر أنهم يعطونا الوقت كي نهرب ونترك كل شيء، لكن نحن أمام أزمة اقتصادية ولا يمكن العيش”.

 تدعي السيدة وتجري الصلوات على أن تتوقف الوتيرة وألا تقع هجمات جوية تقضي عل أسرهم ودخلهم، في ظل عدم رغبة من حزب الله في وقف هذا التصعيد.