رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغم أنف الاحتلال.. قصة شابين انتصر حبهما بشكل استثنائى فى غزة

الشابين
الشابين

ماجد الدرة وسارة أبو توهة، شابان فلسطينيان يعيشان في منطقة تتعرض لصراعات مستمرة واستيطان متواصل، وُلِدَت قصة حبهما وازدهرت في أوقات صعبة، حيث تحولت حياتهما إلى رحلة مليئة بالصمود والقوة، وتجمعت قصة زواجهما في مدرسة تابعة للأونروا شرقي المغازي، ولم يكن زفافهما مأمونًا من أعين الاحتلال الذي نسف بيتهما وقاعة الزفاف، ورغم هذا الظلم الكبير، استمرا في بناء حياتهما سويًا.

ففي مدرسة تابعة للأونروا شرقي المغازي، حيث كانت الملاجئ والأنقاض تعكس معاناة الشعب الفلسطيني، جمعت هذه المدرسة شابًا وفتاة في لحظة استثنائية، بعد أن نسف الاحتلال بيت الزوجية وقصف قاعة الزفاف، زُفَّت العروس، سارة، بثوب الصلاة الأسود بدلًا من الفستان الأبيض. في ذلك اليوم، تم تجاوز الدمار والخراب، وتأكيد أن الحب يستطيع أن يبني أملًا جديدًا حتى في أكثر الظروف قسوة.

وفي ظل الهجمات العنيفة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تروي قصة زفاف مؤثرة تحمل رسالة الأمل والصمود، بعد أن دمرت قوات الاحتلال بيت الزوجية وقصفت قاعة الزفاف المخطط لإقامة حفل الزفاف فيها، قرر شابان فلسطينيان أن يحولا مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إلى مكان لإقامة حفل زفافهما ومسكن لهما ولعائلتيهما.

وبعد أن تعرض بيت الزوجية وقاعة الزفاف للتدمير، كان الشابان يواجهان تحديًا كبيرًا في إيجاد مكان مناسب لإقامة حفل زفافهما وبدء حياة زوجية جديدة، وفي هذا السياق جاءت فكرة تحويل إحدى مدارس الأونروا إلى مكان للزفاف والإقامة.

وبعد الحصول على الموافقة من إدارة المدرسة والأونروا، تم تجهيز صف دراسي بشكل رمزي لإقامة حفل الزفاف، احتشدت العائلات والأصدقاء والجيران للاحتفال بهذه المناسبة المهمة في حياة الشابين بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشونها، حيث انبثقت الابتسامات على وجوه العروسين وسط أجواء من الأمل والتضامن.

وبعد اكتمال مراسم الزفاف، قرر العروسان وعائلتاهما أن يستقروا في نفس المدرسة التي تزوجا فيها، وتم تجهيز صف دراسي آخر ليصبح مسكنًا مؤقتًا للعائلتين، حيث نصبوا خيامًا وأعدوا المكان ليكون مريحًا وآمنًا.

إن قصة زفاف في مدرسة الأونروا تجسد رغبة الشابين في مواصلة حياتهما وبناء مستقبلٍ أفضل رغم التحديات التي يواجهانها. تعكس هذه القصة قوة إرادة الشعب الفلسطيني وقدرته على استعادة الأمل والابتسامة في ظل الدمار، إنها رسالة من فلسطين، تذكر العالم بأهمية التضامن والتعاون في مواجهة الصعاب.