رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد مار يعقوب.. "البيزنطية": والدته أعادته بعدما أنكر المسيح

 جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس العظيم في الشهداء يعقوب الفارسي المقطّع.

وولد القدّيس يعقوب في بيت لباد من أعمال سوس في بلاد فارس. وكان من أشراف قومه وصديقاً ليزدجرد الأوّل، ملك فارس (399-425) واذ كان مسيحيّ المولد، أنكر المسيح، وقد اعمته صداقة الملك الوثني وتملّقاته. إلا أنّ والدته وزوجته أعلمتاه كتابة أنهما قطعتا أيّة علاقة معه، لأنه فضّل المجد الزمنيّ على محبة المسيح. فعاد يعقوب إلى صوابه وبكى ندمًا على جحوده. وإذ علم الملك بذلك إشتعل غضباً وأمر بأن يذاق أمرَّ ألوان العذاب. فبترت أعضاؤه الواحد تلو الآخر، إلى أن قطع رأسه. ولهذا السبب لقّب بالمقطّع

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها:ليحلّ "السَّلامُ في أَسوارِكِ والسَّكينَةُ في قُصورِكِ!". يا "أورَشَليمُ المَبنِيَّةُ كَمدينةٍ في وَحدَةٍ مُتَماسِكة" ، سلامٌ في قوّتك، وسلامٌ في حبّك! لأنّ قوّتك هي حبّك. اسمعي نشيد الإنشاد: "إِنَّ الحُبَّ قَوِيٌّ كالمَوت"  يا لهذه الكلمات الرائعة، إخوتي!... من يقاوم الموت؟ قد نقاوم النيران، السيول، الحديد، أو قد نقاوم المستبدين والملوك؛ لكن متى يأتي الموت، من يستطيع مقاومته؟ ليس شيئًا أقوى منه. وحده الحبّ يستطيع أن يُقاس بقوّته؛ نستطيع أن نقول أنّ الحبّ قويّ كالموت؛ لأنّ الحبّ يقتل ما كنّا عليه كي يجعلنا نصبح ما لم نكن عليه بعد. إنّه يكمّل فينا عمل الموت. 

لقد مات القدّيس بولس من هذا الموت، هو الّذي قال: "وفيه أَصبَحَ العالَمُ مَصْلوبًا عِنْدي، وأَصبَحتُ أَنا مَصْلوبًا عِندَ العالَم"، ومن هذا الموت مات اولئك الّذين قال لهم: "لأَنَّكم قد مُتُّم وحَياتُكم مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله".

"إِنَّ الحُبَّ قَوِيٌّ كالمَوت"... ليكن السلام في قوّتكِ يا اورشليم؛ ليكن السلام في حبّكِ. وبهذه القوّة، بهذا الحبّ، بهذا السلام، فلتكن "السَّكينَةُ في قُصورِكِ"، ما يعني في ارتفاعاتك... وفرة الملذّات، الغنى ألّا محدود، هذا هو الله، الّذي هو واحد؛ هذا هو الّذي يتناوله كلّ سكّان هذه المدينة. هو الّذي يصير زادنا في مدينة اورشليم.