رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنائس تبدأ صوم الميلاد: «صلُّوا لأجل السلام»

الكنائس
الكنائس

يستعد أبناء الطوائف المسيحية المختلفة حول العالم لبدء صوم الميلاد المجيد، فى الفترة التى تسبق الاحتفال بميلاد السيد المسيح، لتذكر ما كانت عليه الحياة قبل مولده من الظلام والجهل، قبل أن يحل نوره على البشر، ويحل الفرح والسلام محل الألم والمعاناة. 

وتختلف مدة صوم الميلاد، حسب كل كنيسة، وإن كانت تتراوح مدته بين ١٥ و٤٢ يومًا، وهو صوم من الدرجة الثانية، يمتنع فيه أبناء الكنيسة عن تناول اللحوم، بينما يسمح لهم بتناول الأطعمة النباتية، إلى جانب إمكانية تناول الأسماك فى أيام محددة.

وتنتهى فترة صوم الميلاد باحتفالات ليلة عيد الميلاد المجيد، التى تحل فى ٢٥ ديسمبر بالنسبة للكنائس الغربية، و٧ يناير بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الشرقية. 

وتأتى ذكرى ميلاد المسيح هذا العام وسط دعوات بأن يحل السلام فى أرض ميلاده، التى تعانى استمرار العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين فى قطاع غزة والضفة الغربية، ما دفع بطاركة ورؤساء الكنائس فى القدس لإعلان إلغاء جميع الاحتفالات بالعيد، وقصرها على الصلوات والطقوس الكنسية.

«الأرثوذكسية» تبدأه غدًا حتى 6 يناير.. والأديرة تغلق أبوابها للصلاة والعبادة

تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا الأحد ٢٦ نوفمبر، صوم الميلاد المجيد لعام ٢٠٢٣، الذى ينتهى فى ليلة عيد الميلاد، ٦ يناير ٢٠٢٤، ليستمر الصوم بذلك لمدة ٤٢ يومًا بدلًا من ٤٣، نظرًا لأن السنة «كبيسة».

ويعد صوم الميلاد لدى الكنيسة القبطية «انقطاعيًا من الدرجة الثانية»، يمتنع فيه الصائمون عن تناول أى شىء لمدة من الوقت ثم يفطرون على أطعمة نباتية، ويمتنعون تمامًا عن أكل اللحوم، فيما يسمح بأكل الأسماك- كنوع من التخفيف لكثرة الأصوام خلال السنة- فى كل أيام الأسبوع، ما عدا الأربعاء والجمعة.

وخلال فترة الصوم، يترأس أساقفة الكنيسة القبطية فى مصر وبلاد المهجر قداسات صوم الميلاد، مع إقامة أكثر من قداس خلال اليوم، للسماح بمشاركة أكبر عدد من الأشخاص فى القداسات.

ومن المقرر أن يقضى البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، خلوته خلال أيام الصوم بين دير «الأنبا بيشوى» بوادى النطرون، والكاتدرائية المرقسية بالعباسية، كعادة البابوات والطقوس الرهبانية المتبعة، مع متابعة شئون الكنيسة فى مصر وبلاد المهجر.

وتغلق أبواب أديرة الرهبان والراهبات بجميع المحافظات أبوابها، طوال مدة الصوم، وتتوقف عن استقبال الزوار، لتكريس الوقت للصوم والصلاة وأداء الخلوات الروحية، على أن تفتح أبوابها عقب انتهاء فترة الصوم، بالتزامن مع احتفالات الكنائس بعيد الميلاد.

وعن تاريخ صوم الميلاد فى الكنيسة الأرثوذكسية، قال الباحث القبطى مرقس ميلاد إن هذا الصوم، كما فسره آباء الكنيسة، يأتى ليذكر بصيام النبى موسى لمدة ٤٠ يومًا على جبل سيناء لتسلم ألواح الشريعة، لذا يصوم أبناء الكنيسة أيضًا لمدة ٤٠ يومًا لاستقبال المسيح، مضيفًا: «يعد من أصوام الدرجة الثانية فى الكنيسة القبطية، التى تنقسم فيها الأصوام إلى ثلاث درجات».

وأوضح أن الدرجة الأولى من الأصوام تتضمن الصوم الكبير، الذى يستمر لمدة ٥٥ يومًا، وأيضًا صوم يومى الأربعاء والجمعة على مدار السنة، باستثناء فترة الخمسين المقدسة التى تلى عيد القيامة وصيام البرامون، وهى درجة من الصوم تتسم بالامتناع عن تناول اللحوم الحيوانية ومشتقاتها تمامًا، وأيضًا الألبان والبيض.

وأشار إلى أن صوم الدرجة الثانية، التى تضم صوم الميلاد وصوم الرسل، تسمح فيها الكنيسة بأكل الأسماك مع الأطعمة النباتية، دون اللحوم، فيما يكون صوم الدرجة الثالثة، مثل صوم العذراء.

وأضاف: «صوم الميلاد، الذى يبدأ غدًا، يعد من أصوام الدرجة الثانية، التى تسمح فيها الكنيسة بأكل الأسماك تخفيفًا عن الشعب، وهو يستمر هذا العام لمدة ٤٢ يومًا، من ٢٦ نوفمبر حتى ليلة عيد الميلاد المجيد فى ٧ يناير المقبل».

وواصل: «بالرجوع إلى التاريخ الكنسى، نجد أن عيد الميلاد لم يبدأ كعيد مستقل قبل القرن الرابع الميلادى، وكان يسبقه صوم البرامون، ومن الغرب انتشر الاحتفال بعيد الميلاد إلى الكنائس الأخرى فى الغرب والشرق».

وأكمل: «البابا خرستوذولوس، البطريرك رقم ٦٦ للكنيسة القبطية فى القرن الـ١١، هو من رتب هذا الصوم فى الكنيسة، بعد أن كتب فى قوانينه (وكذلك صوم الميلاد المقدس يكون من عيد مار مينا خمسة عشر يومًا من هاتور إلى سبعة وعشرين يومًا من كيهك)، وذلك على اعتبار أن الصوم الذى يسبق العيد هو البرامون».

وأتم «أما البابا كيرلس الثانى، البابا رقم ٦٧، فقال فى قوانينه: (يجب على جماعة النصارى أن يصوموا الأربعين المقدسة وهى الصوم الكبير، وصوما الحواريين وهم الرسل، والميلاد، وقتهما دون تأخير). وقد ذكر ذلك العلامة ابن كبر وأيضًا ابن العسال فى قوانينهما، وقد حاول البابا غبريال الثامن جعل الصيام فى قوانينه لمدة شهر كيهك فقط، وذلك فى سنة ١٦٠٢، لكن بعد نياحته رجع الصوم إلى وضعه الحالى، والذى يستمر لمدة ٤٣ يومًا».

ويتخلل صوم الميلاد المجيد شهر «كيهك»، أو ما يعرف بـ«الشهر المريمى»، الذى يبدأ فى ٩ ديسمبر المقبل، وتستعد له الكنيسة القبطية الأرثوذكسية استعدادًا خاصًا، لأنه الشهر الذى شهد ميلاد المسيح، انتظارًا للاحتفال بعيد الميلاد يوم ٢٩ «كيهك»، الموافق ٧ يناير من كل عام.

ويعد «كيهك» الشهر الرابع من الأشهر القبطية، ويعد الأكثر روحانية وتقديسًا لدى الأقباط، ويسمى بـ«الشهر المريمى» نظرًا لكثرة صلوات التسبحة والتراتيل الخاصة بالسيدة العذراء مريم خلاله، لذا خصصت الكنيسة له كتابًا خاصًا لتسابيحه يسمى «الإبصلمودية الكيهكية».

كما يسمى هذا الشهر بـ«سبعة وأربعة»، نسبة إلى صلوات التسبحة التى تقيمها الكنيسة بهذا الاسم، فى التاسعة مساءً حتى السادسة صباح اليوم التالى، بشكل يومى، انتهاءً بصلاة القداس.

وتعتبر «تسبحة الأحد» التى تقام مساء السبت هى التسبحة الرئيسية طوال الأسبوع، ولها قراءات مميزة عن بقية الأيام.

وقال ماركو الأمين، الباحث فى التراث الكنسى، إن العامة يعرفون فترة صوم الميلاد بـ«كيهك»، وهو اسم الشهر القبطى الذى يقع فيه صوم الميلاد.

وأضاف «الأمين»: «مر صوم الميلاد بتطورات عدة حتى وصل إلى عدد الأيام الحالية، وكان معتادًا من قبل صوم شهر كيهك فقط استعدادًا لحدث ميلاد المسيح»، مشيرًا إلى تخصيص الكنيسة سهرات تسبيح للتذكير بحدث التجسد، وأهميته الخلاصية للبشر.

واختتم بقوله: «فى الفترة من القرن السادس عشر الميلادى حتى القرن التاسع عشر، نظم بعض المداحين الأقباط مدائح شعبية، مثل (يا مريم) وغيرها، تتلى زيادة عن طقس السهرة الأساسى، قبل أن تثبت حاليًا فى الكنيسة وتدخل ضمن التقليد الأساسى».

اختلاف فى المواعيد بين «الكاثوليكية» و«الروم الأرثوذكس» و«السريانية»

تبدأ الكنيسة الكاثوليكية فى مصر صوم الميلاد المجيد يوم الجمعة الموافق ٩ ديسمبر المقبل، لمدة ١٥ يومًا، تنتهى فى ليلة العيد، التى توافق ٢٤ من نفس الشهر.

ويترأس الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك فى مصر، قداس ليلة عيد الميلاد مساء ٢٤ ديسمبر المقبل، فى كاتدرائية السيدة العذراء مريم بمدينة نصر، بمشاركة أساقفة الكنيسة، وعدد من النواب والمسئولين.

أما كنيسة الروم الأرثوذكس فى مصر فبدأت صيام الميلاد المجيد فى ١٥ نوفمبر الجارى، وتستمر فيه حتى ٢٤ ديسمبر المقبل، قبل أن تحتفل بالعيد، صباح ٢٥ من الشهر نفسه.

ويترأس البابا ثيؤدوروس الثانى، بطريرك الروم الأرثوذكس، قداس عيد الميلاد صباح ٢٥ ديسمبر، وينتظر أن يستقبل البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، على رأس وفد من الكنيسة الأرثوذكسية، لتقديم التهنئة بالعيد. 

وبالنسبة للكنيسة السريانية فى مصر، فإنها تبدأ صوم الميلاد المجيد يوم ١٥ ديسمبر، لمدة ١٠ أيام، والذى ينتهى فى عيد الميلاد، يوم ٢٥ من الشهر نفسه، وفقًا للتقويم الغربى.

وقال الأب فيلبس عيسى، ربان الكنيسة السريانية فى مصر، إنه خلال هذا الموسم الروحى الغنى، تعيش الكنيسة المقدسة أفراحًا ومناسبات متعددة، وتتهيأ لاستقبال الرب يسوع فى قلبها المتعب من ظروف الحياة المضنية. 

وأضاف: «نؤدى هذا الصوم استعدادًا لاستقبال ذكرى ميلاد الرب يسوع بالجسد. وتذكارًا لما كنا عليه قبل الميلاد من العيش فى حزن الخطية، وظلام الجهل، وعبودية إبليس، وتذلل الخليقة بانتظار الخلاص، فولد المخلص وفدانا بتجسّده- فنصوم هذا الصوم لنتنقى نفسًا وجسدًا، فنستحق استقبال ذكرى ميلاد الفادى».

وأكمل: «الصوم هو دلالة على طاعة الله وشرائعه، بالانقطاع الإرادى عن تناول أى طعام أو شراب مدة معينة من الزمن، وعن أنواع ثابتة حددتها الكنيسة منذ زمن بعيد»، مشيرًا إلى أن «الصوم ٣ درجات، فهو عام وخاص وخاص للغاية».

وأوضح أن الصوم العام هو أن يمتنع الإنسان قطعيًا عن الأكل والشرب النهار كله، ويأكل الحبوب والبقول مساءً، ويمسك عن أكل لحوم الحيوانات ومنتجاتها، والصوم الخاص فهو صوم المتوحدين.

أما الصوم الخاص للغاية، فهو صوم الكاملين الذين يقرنون الصوم عن الطعام، وصوم الحواس، بصوم النفس عن الأفكار الرديئة، وفق الأب فيلبس، مشيرًا إلى أن الشرط الوحيد لهذه الأصوام هو استئصال كل فكر دنيوى من أعماق القلب، والابتعاد عن كل ما يضر النفس من نميمة وكذب وطمع واستغلال وغيرها.

واختتم بقوله: «الصوم والصلاة هما الأسلحة المتينة، نواجه بها الشرير، فيخرج من وسط البيت والكنيسة والمجتمع، لذا تخصص الكنيسة هذه الصلوات والأدعية والصوم لرفع الحروب عن الشعوب، ولكى يحل الله بسلامه الذى يفوق العقل على الأرض كلها». 

النمسا.. «تسبحة» خاصة فى نصف الليل

قال القمص إبراهيم حنا، راعى كنيسة «القديس مار مرقس» فى النمسا، إن العالم يحتاج إلى الصوم بنية صادقة وقلب سليم، من أجل أن يسود السلام بين الجميع.

وأضاف «حنا»: «الكنائس فى النمسا تمتلئ منذ بداية الصوم بالقداسات اليومية فى مواعيدها المتنوعة، وما يميز الخدمة هو التفاعل الروحى الرائع من الشباب والأطفال فى القداسات، وتسبيحة نصف الليل مع الأنبا جابرييل، أسقف النمسا، والآباء كهنة الإيبارشية، كل فى كنيسته».

الولايات المتحدة.. الطقوس لا تختلف عن الكنيسة الأم فى مصر

قال القمص ميخائيل إدوارد، كاهن كنيسة «مارمرقس الرسول» فى «كليفلاند» بالولايات المتحدة الأمريكية، إن طقوس الكنائس فى الولايات المتحدة خلال الصوم، مثل الكنيسة الأم فى مصر.

وأضاف: «الكنائس هنا تستقبل الطقس بكل فرح وخشوع، ونصوم لمدة ٤٣ يومًا، ثم نحتفل بميلاد رب المجد يسوع المسيح عند انتهاء الصوم».

وواصل: «فى أثناء الصوم نزيد من صلواتنا وتسبيحنا، ونطلب من المسيح أن يحل السلام على الأرض، ونقول المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة».

القدس والأردن.. إلغاء الاحتفالات وعروض الكشافة فى كنائس القدس والأردن حدادًا على غزة

أعلن بطاركة ورؤساء الكنائس فى القدس عن إلغاء جميع الفعاليات الاحتفالية لعيد الميلاد المجيد لهذا العام، وقرروا اقتصار الاحتفالات على الصلوات والطقوس الكنسية والدينية، حدادًا على ضحايا العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة. وذكر البطاركة ورؤساء الكنائس، فى بيان: «فى كل عام خلال موسم أعياد الميلاد يعيش المسيحيون فى جميع أنحاء الأرض فرحًا كبيرًا أثناء استعدادهم للاحتفال بذكرى ميلاد المسيح، من خلال الطقوس الدينية، والمشاركة فى العديد من الاحتفالات الشعبية، لكن منذ بدء الحرب على غزة نعيش أجواءً حزينة، بعد أن ارتقى آلاف الأبرياء الذين فقدوا حياتهم، وأضعاف عددهم تعرضوا لإصابات خطيرة». وأضافوا: «الناس يعيشون حالة حزن على فقدان أحبابهم، وقلقون على من لم يعرف مصيرهم، وفى منطقتنا فقد العديد من الناس أعمالهم، وباتوا يعانون تحديات اقتصادية خطيرة، على الرغم من نداءاتنا المتكررة لوقف إطلاق النار». وواصلوا: «نحن بطاركة ورؤساء الكنائس فى القدس ندعو رعايانا إلى الوقوف فى هذه الظروف بصلابة، والتخلى عن أى فعاليات احتفالية غير ضرورية، كما نشجع كهنتنا والمؤمنين للتركيز أكثر على المعنى الروحى لعيد الميلاد، فى أنشطتهم الرعوية وشعائرهم الدينية خلال هذه الفترة، وأن نركز فى كل أفكارنا على إخواننا المتضررين من هذه الحرب وعراقيلها، مع صلواتنا القلبية من أجل السلام العادل على أرضنا المقدسة».

واستكملوا: «فى موسم العطاء ندعو المؤمنين بأن يصلوا ويساندوا ويتبرعوا لمساعدة ضحايا الحرب الذين فى حاجة ماسة إلى ذلك، وتشجيع الآخرين على الانضمام إليهم فى هذا العمل الرحيم».

وقال أديب جودة الحسينى، أمين مفتاح كنيسة القيامة فى الأراضى المقدسة، إن التحضيرات لعيد الميلاد المجيد فى القدس تبدأ قبل أشهر من العيد، مشيرًا إلى أنه يتم التنسيق بين البطاركة والكنائس فى بيت لحم، والكشافة، ويكون احتفال العيد فى كنيسة المهد ببيت لحم مسقط رأس المسيح عليه السلام، وتقام الصلوات فى ٢٤ ديسمبر.

وأضاف «الحسينى»: «يصوم أبناء الطوائف المختلفة ١٥ يومًا قبل الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، ويعد الصوم من الدرجة الثانية، بحيث يمتنع فيه المسيحيون عن تناول اللحوم، ويسمح فقط بتناول الأطعمة النباتية، وفى أيام محددة يسمح لهم بتناول الأسماك فقط».

وواصل: «القدس فى هذه الأيام العصيبة، أيام الحرب على غزة، يكسوها السواد، وهى فى حداد على أرواح شهداء غزة الذين قضوا نحبهم فى الاجتياح الآثم على القطاع، لذلك ستقتصر على الصلوات الليلية، ولن تكون هناك عروض للكشافة فى شوارع القدس وبيت لحم، كما هو المعتاد فى كل عام».

كما أعلن مجلس رؤساء الكنائس فى الأردن عن إلغاء جميع فعاليات وأنشطة مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد لهذا العام، احترامًا لدماء الضحايا من الأبرياء فى غزة وعموم فلسطين، بحيث تقتصر الاحتفالات على الصلوات والطقوس الكنسية. وأوضح المجلس، فى بيان عن اجتماعه فى دار مطرانيّة الأردن للروم الأرثوذكس، أنه بحث العديد من القضايا، وأهمها ما يجرى على الساحة الفلسطينية، حيث سفك الدماء البريئة والعويل والتجويع والتعطيش، ونسف الأبنية السكنية والمدارس والمستشفيات والكنائس والمساجد، والتهجير المقصود لأهلنا الغزاويين، أمام أنظار المجتمع الدولى العاجز. وأضافوا: «نستنكر بأقسى العبارات وأشدها ما يرتكبه العدوان الإسرائيلى من أعمال بربرية ضد الإنسانيّة، مخالفة كل الأعراف الدولية، وعليه نتوحد خلف الرأى المستقيم الذى تمثله المملكة الأردنية الهاشمية، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثانى المفدى، الصوت الصادح بالحق فى هذا العالم، مثمنين كل الجهود الأردنية الدءوبة غير المنقطعة لإخراس صوت الحرب، كما نحيى جميع المواقف الحرة العربية والدولية التى لم تنخرط فى معايير إنسانية وسياسية مزدوجة».