رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصحة العالمية: المصابون بالسكرى أكثر عُرضة للنوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوى

الصحة العالمية
الصحة العالمية

قال الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إن تشخيص السكري والتدبير العلاجي له على مستوى الرعاية الصحية الأولية أمرٌ بالغ الأهمية من أجل التدخل المبكر والتدبير العلاجي الفعَّال، لضمان تحقيق حصائل صحية أفضل، وللحد من عبء المضاعفات على المدى البعيد، والرعاية الخاصة بالسكري تمدُّ المرضى بدعم شامل، فتُحسِّن التدبير العلاجي للسكري والعافية بوجه عام».

وقال إن التشخيص المبكر للسكري من خلال اختبارات بسيطة يسمح بالتدبير العلاجي لآثاره والوقاية منها في الوقت المناسب، ويُمكِّن الأفراد من التحكم في صحتهم، ويتطلب التدبير العلاجي للسكري الحصول على رعاية متعددة التخصصات، فلا يحتاج المرضى إلى ممارسين عامِّين فحسب، بل يحتاجون أيضًا إلى ممرضين وإخصائيين وخبراء تغذية ومُثقِّفين صحيين، فضلًا عن الدعم الصحي النفسي.

 

النوبات القلبية والسكتات الدماغية

وبدورها أكدت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية، أن المصابين بالسكري أكثر عُرضة للنوبات القلبية والسكتات الدماغية، بمقدار يتراوح من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف، وقالت إنه يزيد معدل انتشار الفشل الكلوي المتأخر الناجم عن السكري بمقدار يصل إلى 10 أضعاف لدى المصابين بالسكري مقارنةً بغير المصابين به، ويُعد اعتلال الشبكية الناجم عن السكري أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالعمى، إذ يتسبب في 2.6% من حالات العمى على مستوى العالم، ويؤدي الاعتلال العصبي إلى زيادة خطر الإصابة بقرحة القدم، والعدوى، واحتمالية الاضطرار إلى بتر الأطراف.

وقالت إن منظمة الصحة العالمية تسعى إلى تعزيز ودعم اعتماد تدابير فعالة تهدف إلى ترصُّد السكري ومضاعفاته والوقاية منهما ومكافحتهما، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

وأضافت الدكتورة رنا الحجة أن «المتعايشين مع السكري يحتاجون إلى رعاية طويلة الأمد تراعي احتياجاتهم الخاصة، وتكون استباقية ومستدامة، وحين نعطي الأولوية للتدخل المبكر، نستطيع التخفيف من أثر السكري على الأفراد وتعزيز أثر الصحة العامة بوجه عام».

وأضافت أن الرعاية الصحية الأولية لها دور حاسم في تنظيم وتقديم خدمات الرعاية الصحية اللازمة لاكتشاف السكري ومضاعفاته وعلاجهما في مراحل مبكرة.

 

الرعاية الجيدة لمرضى السكري
 

وشدَّد الدكتور أحمد المنظري على أن الرعاية الجيدة لمرضى السكري حقٌّ، لا امتياز، فجميع المصابين بالسكري يستحقون الحصول على ما يحتاجون إليه من خدمات وأدوية بتكلفة ميسورة. وحصول مريض السكري على الرعاية يؤدي إلى تمتُّعه بحياة أطول وصحة أوفر. ومن خلال تقديم الرعاية المناسبة، يمكن أن يتحول السكري إلى حالة قابلة للعلاج، بدلًا من أن يؤدي إلى الإصابة بالعمى، وبتر الأطراف، والفشل الكلوي وغيرها من المضاعفات الخطيرة. وضمان إتاحة الرعاية لمرضى السكري أمر بالغ الأهمية لتحقيق رؤيتنا الإقليمية: الصحة للجميع وبالجميع».

وأكد إنه من أجل مساعدة البُلدان على التصدي للسكري، يُركِّز المكتب الإقليمي على دعمها لتنفيذ الحزمة التقنية لمبادرة هارتس، وقد وضعت المنظمة هذه الحزمة الشاملة لتعزيز الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري ومكافحتها من خلال العلاج المُسنَد بالبيِّنات، وإدارة المخاطر، وتعزيز النُّظُم الصحية. وتعكف حاليًّا عدة بلدان في الإقليم على تنفيذ هذه الحزمة التقنية.