"الركوب مجانًا للمعاشات".. سائق ميكروباص ينقل كبار السن مجانًا فى السويس

“معناش فلوس نركب” عبارة قصيرة خرجت من فم سيدة مسنة تصطحب زوجها الكفيف، ردًا على سؤال سائق ميكروباص يعمل بمحافظة السويس: “نازلين الأربعين”؟.

العبارة القصيرة لكن أثرها امتد مفعوله لسنوات قضاها السائق سيد رزق، ينقل المسنين وأصحاب المعاشات من مكان إلى آخر مجاناً دون مقابل.

البداية

يقول سيد رزق، من أبناء محافظة السويس، إن موقف عدم إقدام سيدة مسنة وزوجها الكفيف على ركوب الميكروباص من أمام مستشفى التأمين الصحي بسبب عدم امتلاكهما قيمة الأجرة أثر فيه إلى درجة دفعته إلى أن كتب على الزجاج الأمامي والخلفي لسيارته الميكروباص عبارة “الركوب مجانا للمعاشات عظماء مصر”.

ويروي السائق صاحب المبادرة التي أطلقها ونفذها بمفرده أنه أصبح معروفا لدى أغلب كبار السن.

وأشار إلى أن غير القادرين ينتظرون بموقف السيارات المتجهة من الأربعين إلى حوض الدرس حتى يأتي دور سيارته لتحميل الركاب.

ويقول سيد رزق إنه على رغم من أن سيارته قديمة ولكن بركة ما يفعله من خير جعلتها سيارة “مرزقة” قليلة الأعطال.

ويشير إلى أن بركة فعل الخير لم تقتصر على السيارة بل امتدت لحياته، حيث نجح في تربية بناته تربية حسنة وتعليمهن حتى حصلن على شهادات جامعية بتفوق.

ومن المواقف التي يتذكرها سيد رزق، سائق ميكروباصات المعاشات، كما اعتاد الركاب على وصفه، أنه ذات مرة وكان يقف إلى جوار سيارته في انتظار دوره في التحميل، لاحظ سائق السيارة التي تسبقه في الدور أن رجلين مسننين امتنعا عن ركوب السيارة التي ستتحرك أولاً منتظرين سيارة عم سيد، فناداهما السائق فبادر عم سيد بشرح الموقف للسائق فما كان به إلا أن نادى كل كبار السن لركوب سيارة عم سيد حتى يتحرك بالسيارة دون أجرة، فامتلأت السيارة إلا من الكرسي الأمامي، ركب شاب ودفع 200 جنيه وقال: "أجرة الكرسي اللي قدام، فقال عم سيد: خلي لأني معيش فكة عشان الباقي، فأجاب الشاب: “مش عايز باقي ده أجرتك”.