رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القديس الصعلوك عبد الرحمن الخميسي.. عاش وحيدا في طفولته وأنجب 13 ولدا وبنتا

عبد الرحمن الخميسي
عبد الرحمن الخميسي

كتاب القديس الصعلوك للكاتب الصحفي يوسف الشريف، يعد أحد أبرز الكتب في السيرة الغيرية، والتي تناولت رحلة الكاتب الموسوعي عبد الرحمن الخميسي من الميلاد في نوفمبر 1920 وحتى الرحيل في الأول من أبريل 1978.

يشير كتاب القديس الصعلوك عبد الرحمن الخميسي إلى السيرة الأولى له فقد ولد بالمنصورة وكان مثواه الأخير فيها، فقد جاءت والدته من بورسعيد ووالده من ريف مصر، ويقول الخميسي عبر مذكراته: “كانت والدتي حضرية من بورسعيد، وكان والدي قرويا بسيطا يعبر عن أفكارة وعواطفة الريفية بأسلوب خشن، كانت هي تمثل المدينة الساحلية  المصقولة المضاءة بالكهرباء، وكان هو يمثل الحقل عير المهذبة حواشية، ولكنه يفوح برائحة النمو، ويشرب أضواء الشمس، ويتدثر برداء الفضاء”.

تبدو السيرة الأولى القاسية فقد بدأ رحلة ميلاده الأولى بفرح مختلط بالحزن فكانت شهادة الميلاد تقاسمه شهادة طلاق والدته السيدة عائشة في نفس اليوم.

كما يشير الكاتب يوسف الشريف إلى ما أوضح إليه الكاتب محمد عودة حينما قرر الكاتب عبد الرحمن الخميسي أن يكتب سيرة حياته والتي جاءت إحدى محاولاته عام 1967: “توجسنا خيفة، لأن حياته قصة فاقعة، وهي صفحة عاصفة من حياة جيل بأكملة، وقلق واستقرار وهزيمة وانتصار فنان كبير، ولم نتصور أن لدى الخميسي الشجاعة ليكتب حياته عارية وكاملة وكما يجب أن تكتب، ولكنه بدد هذه المخاوف في الفصل الأول وتطلعنا لعمل يبشر يأن يكون جميلا وفريدا، وان يكون مزيجا  من شقاء مكسيم جوركي وإنسانيته، ومن صراحة هنري ميللر وصدقه لوحشي”.

 الوحدة التي صنعت  الخميسي 

كانت الوحدة هي الباب الأول لمدينة الخميسي وموسوعيته ورهافة حسه، وانفتاحه على عوالم أخرى، ويقول “أرسلني والدي إلى مدرسة ابتدائية في قرية الزرقا واستأجر لي هناك غرفة صغيرة لأقيم فيها ن ومن ثم خلوت إلى نفسي وأنا في السابعة تقريبا.. وكنت أطوف على شاطئ النيل في كل مساء، واحلم بوجه أمي وحنانها المفقود، وأغني أي كلام يعبر عن حنيني ووحدتي وأكتشفت أن جموعي تسيل على وجنتي!”. فهذا ما جعله في حالة إدراك مبكر للحياة، وبأن حيان الإنسان بين يديه وحده، وأن عليه أن يصنعها بنفسه.

عن بدايات مشواره الإبداعي 

يشير الشريف إلى أن من  الطريف أن أولى شرارات العطاء فى مشوار الخميسي الإبداعي كانت عبر نظم المواويل الشعبية التى حاكى بها مواويل المطربين في الريف وعمره لم يتجاوز الثامنة بعد فقد جرب فى البداية ترديد تلك المواويل أمام أنه سمعها وحفظها خلال تجواله فى الموالد، فما أن اطمأن إلى قبولها واستحسانها حتى تشجع على تأليف المواويل في اللحظة، ثم تشجع أكثر وبدأ يعرض إنتاجه على بعض المطربين الشعبيين بالمجان، وكم كانت سعادته مفعمة بالنشوى والثقة أن مواويله تنتشر من قرية إلى قرية. 

واستكلمل: قال لى الخميسى أنه شاعرًا فحلًا اسمه محمد بيومى كان له الفضل في تشجيعه على تأليف الشعر وتصحيح بحوره،وأوزانه، فما أن استوى عوده ونضج إبداعه الشعرى حتى دله على وسيلة لنشره في مجلات الأدب التي كانت تصدر القاهرة آنذاك.

عن أبناء الخميسي ال 13 

يلفت الكاتب يوسف الشريف إلى أن الخميسي لم يكن له أخا ذكرا، وكان كثيرا ما يكرر فيما يعد أنه يريد أطفالا ذكورا كثيرين جدا، لكي يحفظوا اسم الخميسي، وأنه يريد أينما ذهب في شوارع القاهرة أن يرى يافطات بلا نهاية “الطبيب.. والمهندس. والمحامي.. والفنان.. والأديب” كله الخميسي، إلخ  ولهذا السبب أنجب 13 ولدا وبنتا، وكان يقول: “أنا أفرح بالعزوة. لأنني لم يكن لي أخوة ذكور، وكان يسعد حين يجتمع حوله أكبر عدد من أبنائه وبناته، ويعاملهم كإخوة وأخوات، ثم يضحك ساخرا وهو يسألهم أنت ابن مين في زوجاتي، وأنت أمك اسمها أيه”.