رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسى فلسطينى لـ"الدستور": الفلسطينيون يرفضون إدارة دولية لغزة ويتمسكون برفض الانقسام

عبد المهدي مطاوع
عبد المهدي مطاوع

قال د.عبدالمهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، إن الفلسطينيين يرفضون وجود إدارة دولية تتولى إدارة قطاع غزة؛ لأن هذا يعني عمليًا إنهاء القضية الفلسطينية وفضل الضفة الغربية عن غزة والقدس.

أضاف مطاوع، لـ"الدستور" أن ما أصاب غزة يعتبر كارثة إنسانية بكل المقاييس وبشكل غير مسبوق فقد أصاب كل مناحي الحياة وأصبحت غزة في نكبة ويتجاوز ما أصابها جراء الاحتلال قدرة أي طرف على تجاوزها، لذا إدارة القطاع ستكون مسئولية كبيرة على من يتولاها، لكن إسرائيل عمدت إلى هذا القصف غير المسبوق لتحويله إلى قطاع غير صالح للحياة، لأنها لا تستطيع تنفيذ التهجير القسري بسبب الرفض الفلسطيني للنزوح وكذلك الرفض المصري والأردني وكذلك السلطة الفلسطينية لمثل هذا الأمر.

أوضح السياسي الفلسطيني أن إسرائيل تعتقد أنه حينما تحول قطاع غزة لمكان غير صالح للحياة، فإن الأهالي سيندفعون مستقبلًا للتفكير في الهجرة الطوعية بحثًا عن فرص عمل في ظل هذا القطاع المنكوب الذي لم يبق فيه أمل للمستقبل بسبب ما قامت به إسرائيل.

مستقبل حماس في غزة

وعن مصير حكم حركة حماس للقطاع، قال مطاوع إن "حكم حماس للقطاع أصبح خلفنا، لأنه ليس قرارًا إسرائيليًا، فقط، بل قرار أمريكي تتزعمه واشنطن وحلفاؤها دوليًا وجزء من هذا الاستبعاد سيكون من خلال محاكمات في المحكمة الجنائية الدولية، كما صرح كريم خان، المدعي العام للمحكمة، عندما تحدث عن خطف المحتجزين من بيوتهم والقتل الذي حدث فهو جرائم حرب، على حد وصفه، لذلك هناك مستويات للتعامل سياسيًا مع حماس وتفكيك حكمها، لذا لن تقدم أي دولة مساعدات لإعادة الإعمار في غزة طالما بقيت حماس في الحكم".

وأوضح مطاوع أن السلطة الوطنية الفلسطينية كانت في قطاع غزة قبل وجود حماس ثم انقلابها عام 2007 على السلطة، الأمر الذي أثار الانقسام وندفع ثمنه الآن، لذلك عودة السلطة للقطاع هو الطريق الصحيح لإنقاذ القضية الفلسطينية، لكن يجب النظر في طريقة عودتها، حيث كانت إسرائيل حريصة على إبقاء الانقسام وتعزيزه من خلال حماس، لذا لا يمكن الحديث عن عودة السلطة على دبابة إسرائيلية.

وتابع "لكن يجب استثمار التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني في غزة، سواء على المستوى البشري أو المادي، ويجب بلورة مشروع سياسي واضح يضم الضفة والقدس وغزة في إطار ما يرغب به شعبنا وأن يكون له دولة مستقلة، فهو الحل الجذري للمشكلة على ألا تتكرر هذه الحروب في الفترات المقبلة".

موقف الفلسطينيين من مستقبل إدارة قطاع غزة

وشدد مطاوع على أن أي إدارة لا يشترك فيها الفلسطينيون أو يكونوا أصحاب حق تقرير المصير ستفشل، لأن أي إدارة ستكون أمامها مهام لإعادة البناء التي تحتاج لجهد وطني قبل أن تكون جهدًا دوليًا، لذا الحديث عن وجود إدارة دولية لقطاع غزة يضر القضيىة الفلسطينية، لأنه يعزل الضفة عن غزة وهذا ما تريده إسرائيل ولهذا الدول العربية لن تشارك في هذا الأمر إلا في حال وجود تمثيل فلسطيني، أي السلطة الفلسطينية فهي من ستضمن بقاء الرابط بين الضفة وغزة.

وأضاف "تابعنا في الأيام الماضية أن ما تحوله إسرائيل لرام الله من الضرائب قامت بخصم ما يتم تحويله إلى غزة من قبل السلطة، لكن السلطة رفضت تمامًا استلامها لأن هذا يعني قبولها بالانقسام وقالت لن تتسلم هذه المقاصة بدون حصة غزة نهائيًا ويجب أن تأتي حصة غزة قبل أي شيء آخر".

وشدد السياسي الفلسطيني على أن الأفكار المطروحة لإدارة غزة دوليًا مرفوضة شعبيًا، لأنها تأتي بعيدًا عن السلطة الفلسطينية ومنظمة حركة التحرير الفلسطينية "فتح" لأن هذا يعني ترسيخ حالة الانقسام وهو فعليًا سيكون إنهاءً للقضية الفلسطينية لأنها تنهي الرابط بين غزة والضفة والقدس الشرقية.