رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملصقات "المحتجزين" الإسرائيليين لدى حماس تثير غضبًا واسعًا فى أمريكا وأوروبا

ملصقات ممزقة للمختطفيين
ملصقات ممزقة للمختطفيين الإسرائيليين لدى حماس

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الملصقات الحمراء والبيضاء المنتشرة في كل مكان بالولايات المتحدة إلى الأرجنتين والمملكة المتحدة ومختلف أنحاء أوروبا، للإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في هجوم 7 أكتوبر، باتت متورطة فيما وصفته بـ"المعركة التي لا نهاية لها" حول السرد في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

وقالت الصحيفة، في تقرير مطول لها بعنوان "إنه مثل نار في العالم: كيف أثارت ملصقات المحتجزين الإسرائيليين ظاهرة ورد فعل عنيفا"، إن هذه المنشورات التي ساعدت الجماعات المؤيدة لإسرائيل في إغراق المدن بها، استفزت مشاعر الناس بشدة، وقوبلت باتهام بأنها "جزء من حملة دعائية لتبرير قتل إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في غزة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الزوجين الإسرائيليين نيتسان مينتز، وديدي باندايد، لم يتوقعا أبدًا أن تثير منشورات المحتجزين التي شاركاها عبر الإنترنت ثم لصقها وتمزيقها على مستوى العالم وسط الحرب في غزة "ظاهرة عالمية ثم ردة فعل غاضبة".

ولفتت إلى أن الملصقات لم تتلق رد الفعل الذي كان الزوجان يأملان فيه؛ حيث حاولا تسليمها إلى المارة، ولكن تم تجاهلهما من قبل سكان نيويورك، بل وصل الأمر إلى الاستخفاف بهما وبالملصقات من قبل المارة باعتبارها "دعاية موجهة لإيذاء الفلسطينيين، ولتحويل المحادثة إلى وجهة نظر العالم سياسيًا ضد الفلسطينيين".

وقال مينتز، وفق الصحيفة: "الناس لا يحبوننا، ولا يهتمون حقًا بحياة اليهود، أو حياة الإسرائيليين على وجه التحديد".

وذكرت الصحيفة أن أغلب الملصقات تم تمزيقها من قبل طلاب جامعة نيويورك، ناقلة عن إحدى الطالبات التي تم تصويرها وهي تمزق الملصقات، قولها: إنها تفعل ذلك "بسبب قيام إسرائيل بقتل المدنيين في غزة، وإن لم تكن هناك ملصقات لضحايا فلسطينيين".

وقالت الطالبة أيضا: "إن الأطفال الأبرياء والمراهقين والبالغين وكبار السن في غزة يُقتلون أيضًا، وهم أيضًا فلسطينيون ليسوا من حماس، والعديد من الفلسطينيين لا علاقة لهم بحماس، لقد شعرت بالإحباط لأن كلا الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، لم يتم تمثيلهما في الملصقات".

قيل لنا إن الأطفال الفلسطينيين أيضًا إرهابيون

كما نقلت الصحيفة عن منظم للجماعات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعة قوله: "إنه بغض النظر عن أصولهم، أصبحت المنشورات الآن جزءًا من حملة دعائية مؤيدة لإسرائيل لتبرير قتل المدنيين الفلسطينيين في غزة".

وأضاف: "هناك شعور بأن الضحايا الإسرائيليين هم دائما في المقدمة، لا أعتقد أنه ينبغي على الناس تمزيق الملصقات، وأعتقد أنهم أناس حقيقيون تحتجزهم حماس، إنه أمر مأساوي، لكنني أعتقد أن هذا انعكاس لغضب طويل الأمد من الشعور بأن حياة اليهود فقط هي التي تهم، وأن الوفيات الإسرائيلية هي وحدها التي تحسب وتحظى بالاهتمام".

وتابع: "يُقتل الفلسطينيون طوال الوقت على يد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، ولا يتم حتى تسجيل وفاتهم في الصحافة، وحتى الآن، ومع مقتل عشرة آلاف شخص في غزة- أكثر من أربعة آلاف منهم من الأطفال- فإن التركيز لا يزال منصبًا على هؤلاء الإسرائيليين فقط، لقد قيل لنا حتى إن الأطفال القتلى إرهابيون".

ونوهت الصحيفة في السياق إلى أن العديد من الموظفين تم تسريحهم وإجبارهم على ترك وظائفهم بسبب إزالتهم تلك الملصقات، التي كتب على أغلبها بخط اليد كلمات تبرر قصف الفلسطينيين.

 

يستهدفون المساجد والمواقع الإسلامية بالمنشورات لترهيبنا

وتقول الجماعات المؤيدة للفلسطينيين إنه يبدو أن بعض الأشخاص يستهدفون المساجد وغيرها من المواقع الإسلامية أو الفلسطينية لنشر المنشورات بأعداد كبيرة. 

وقال مدير المركز الإسلامي في سان دييغو، تزهين نظام، لصحيفة "سان دييغو تريبيون"، إنه يعتبر الظهور المفاجئ للملصقات خارج مسجده بمثابة ترهيب.

وقال: "إن هذه الأفعال تخلق شعورًا بالخوف والقلق بين مرتادي المسجد والمجتمع المجاور. خاصة في وقت شديد الحساسية، فإن عملًا كهذا يبعث برسالة واضحة لغرس الكراهية والخوف".

وقال رافائيل شيمونوف، وصفته الصحيفة بأنه ناشط سلام يهودي بارز، بعد تصويره بضع عشرات من الملصقات أمام مطعم فلسطيني معروف في بروكلين: إن "الأشخاص الذين نشروا هذه الملصقات تخطوا الحي بأكمله ووجدوا المطعم الفلسطيني الوحيد"، مضيفا: "يتم استخدام هذه الملصقات لاستهداف الفلسطينيين في مجتمعنا".

وفي 7 أكتوبر الماضي، شنت حركة حماس الفلسطينية هجومًا مفاجئًا على إسرائيل من غزة عن طريق البر والبحر والجو، مما أسفر وفق الرواية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 1200 شخص وإصابة الآلاف، كما قامت حماس باحتجاز جنود ومدنيين إسرائيليين كرهائن ونقلهم إلى غزة. 

ودفع الهجوم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى إعلان الحرب، مع استمرار الغارات الجوية في غزة، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة وفقد الآلاف، معظمهم من الأطفال والنساء.