رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. الكنيسة البيزنطية تحتفل بتذكار القديسة مطرونة

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم الخميس، بتذكار القديسة مطرونة.

وعاشت البارة مطرونة في القسطنطينيّة، عيشة الزهد وقهر الجسد والانقطاع إلى الله، في عهد الامبراطور لاون الكبير (457-474).

 

عظة احتفالية في تذكار القديسة مطرونة 

 

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: 

الربّ الذي تكرّم علينا وولد بيننا وتأنّس بجسد ملموس، أراد عبر تعاليمه في الهيكل أن يبحث عن ثمرة الإيمان لكنّه لم يجدها في قلوب الفرّيسيّين: "فجاءَ يَطلُبُ ثَمَراً علَيها فلَم يَجِدْ". بحث المعلّم عن الثمر، ليس لأنّه كان يجهل أنّ التينة لا تحمل ثمرًا بل ليبرهن عبر هذه الصورة أنّ على المجمع أن يحمل ثمرًا. إضافة إلى أنّه يُذكر فيما بعد في النصّ أنّ الربّ لم يمرّ بالتينة قبل الأوان. فقال للكرّام: "إنِّي آتي مُنذُ ثَلاثِ سَنَواتٍ إِلى التِّينَةِ هذه أَطُلبُ ثَمَرًا علَيها فلا أَجِد". لقد لمّح هنا إلى العهد مع إبراهيم ثمّ مع موسى ومريم، إشارة منه إلى الختان وإلى الشريعة وإلى الجسد الذي اتّخذه من أحشاء مريم العذراء. 

ونحن نعترف بفوائد مجيئه أي التطهّر من جهة والتقديس من جهة أخرى وكذلك التبرير. فالختان يطهّر والشريعة تقدّس والنعمة تبرّر. فالشعب اليهوديّ لم يستطع أن يتطهّر لأنّه نفّذ الختان الخارجيّ ولكنّه أهمل ختان الروح، ولم يتقدّس لأنّه كان يجهل فضل الشريعة ولم يتثبّت كونه لم يتلقّ أيّ عقاب على أخطائه، إنّما لأنّه لم يكن يعرف نعمة الله. فكان مستحيلاً إذًا أن يجد ثمرًا في الهيكل، وأمر أيضًا أن تُقطع. 

"فَاقطَعْها! لِماذا تُعَطِّلُ الأَرض؟" إلاّ أنّ الكرّام الصالح الذي تنبّأ بأنّ آخر سيذهب ليبشّر الوثنيّين فيما سيُرسل هو نفسه إلى شعب الختان، فقد تمنّى عدم قطع الأوصال مع الله مستمدًّا ثقته بأنّ الكنيسة مدعوّة لتخلّص الشعب اليهوديّ.

"سيِّدي، دَعْها هذِه السَّنَةَ أَيضًا". كان يعرف أيضًا أنّ صلابة اليهود وتعجرفهم هما سبب عقمهم. وهو كان يدرك تمامًا كيف يربّيهم. "حتّى أقلب الأرض من حولها". لقد وعد بأن يحرث قلوبهم الشديدة القساوة بعمق مستعينًا بالمجرفة الرسوليّة لئلاّ تختنق جذور الحكمة أو تختبئ في باطن الأرض.

"وألقي سمادًا"، ويعني بذلك التواضع الذي يُنتِج في اليهود أنفسهم ثمارًا تليق بإنجيل يسوع المسيح. وأضاف أخيرًا: "فلربّما تثمر في العام المقبل وإلاّ فتقطعها". وهذا ما تمّ عندما دمّر الرومانيّون الأمّة اليهوديّة وطردوها من أرض الميعاد