رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاعرات فلسطين.. كيف يدعمن القضية وعبرن عنها فى قصائدهن؟

الشاعرة فدوى طوقان
الشاعرة فدوى طوقان

ساندت الشاعرات الفلسطينيات، المقاومة، وأبناء وطنهن، في ساحة النضال الشعبي، فقدمن أشعار وقصائد من قلب المعاناة، تنبض بعشق القضية الفلسطينية، وحب الوطن الذي لا حدود له.

ونستعرض في السطور التالية، كيف عبرت شاعرات فلسطين عن قضية وطنهن في قصائدهن.

فكتبت الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان قصيدة "مدينتي الحزينة":

تراجع المدُّ

وأُغلقت نوافذُ السماءْ

وأمسكتْ أنفاسها المدينهْ

يوم اندحار الموج، يوم أسلمتْ

بشاعة القيعانِ للضياءِ وجهَها

ترمد الرجاءْ

واختنقتْ بغصَّة البلاءْ

مدينتي الحزينهْ

اختفت الأطفال والأغاني

لا ظلَّ، لا صدى

والحزن في مدينتي يدبُّ عاريًا

مخضَّب الخطى

والصمتُ في مدينتي

الصمتُ كالجبال رابضٌ

كالليل غامضٌ، الصمت فاجعٌ -

محمّلٌ

بوطأة الموت وبالهزيمهْ

أواه يا مدينتي الصامتة الحزينهْ

أهكذا في موسم القطافْ

تحترق الغلال والثـّمار؟

أوّاه يا نهاية المطاف!

وفي قصيدة أخرى للشاعرة فدوى طوقان تقول:

حريتي!

حريتي!

حريتي!

صوتٌ أردده بملء فم الغضب

تحت الرصاص وفي اللهب

وأظل رغم القيد أعدو خلفها

وأظل رغم الليل أقفو خطوها

وأظل محمولًا على مدّ الغضب

وأنا أناضل داعيًا حريتي!

حريتي!

حريتي!

ويردد النهر المقدس والجسور

حريتي!

والضفتان ترددان: حريتي!

ومعابر الريح الغضوب

والرعد والإعصار والأمطار في وطني

ترددها معي:

حريتي! حريتي! حريتي!

 

أما الشاعرة الفلسطينية رحاب كنعان، فكتبت عن فلسطين من ديوانها البسمة المجروحة، تقول:

وانتفضت النسور

عادت الى دفاتر الأحزان 

تحمل حلم السنابل

كنجمة تحلق في الأفق 

تحطم الصمت والسكون

تكتب باشلائها المتناثرة

عن حبات التراب

كيف امتزجت بالدم والحرف

انتفضت.. لتقتحم محافل الأفراح 

تنثر عطرا.. ترسم رغبة العشق

على خدود الزنبق.. ليبقى الصباح

لتضمد بقايا الوجع المقطر بين الضلوع

لتكفكف دمعة زهرة تائهة 

بين محافل الاقحوان

فزغردي يا أماه

دون القاء النظرة الأخيرة 

لم يبق لنا سوى عينيه

تعتليان شجرة الصنوبر 

لتبقيا نافذتين للتاريخ المسلوب

لتضيئا للتائهين الدروب

فانهضي رافعة الرأس يا أختاه

لوحي بمنديل أيوب 

لا للحزن.. يا أبتاه..

قم صافح نسائم الغروب

رتل سورة الضحى

لم يودعك للحرية سجى

ودعوني.. دعوني ابكيه بقلمي

انقش له جنازة 

من أجمل حروف انشدتها الأجداث 

لن يغيب ذا القمر 

سينبت على كف الحجر

عندما يعزف المطر

لحن انبلاج الفجر.

 

الشاعرة الفلسطينية رفيف زيادة

فيما كتبت الشاعرة رفيف زيادة قصيدتها المؤثرة عن فلسطين "نحن نعلمكم الحياة سيدي"  بالإنجليزية وتقول ترجمتها:

نحن نعلمكم الحياة، سيدي

نحن الفلسطينين نعلم الحياة

بعد أن احتلوا آخر السماء

نحن الفلسطينين نعلم الحياة

بعد أن بنوا مستوطناتهم 

وجدارهم الفاصل آخر السماوات

نحن نعلمكم الحياة، سيدي

وإلى القصيدة:

https://www.youtube.com/watch?v=oXcZEpSwdTo

 

وكتبت الشاعرة والباحثة الفلسطينية رقية زيدان قصيدتها "سنابل القمح" في حب فلسطين:

 

لا تمش  متثاقلًا

لا ترجع القهقرى 

سارع الخطى

أقف مع العدل

مع المظلومين

في وجه الظلم

لا تقف 

فبعد فوات الأوان

تصبح الشاة بيد الجزّار.

 

كل العيون محدّقة

في الغروب

أعشق الغروب

كعشقي للشروق.

 

في الغابة الحيوانيّة،

غزالة تُرضع طفلًا بشريًّا

في الغابة الحيوانيّة،

قردة تُرضع طفلًا بشريًّا

هذه غابة حيوانية، تتجلّى فيها إنسانية

الانسان.

في الغابة الانسانيّة،

طفل جائع،

طفل مشرّد،

أخ يقتل أخاه

وجار يقتل جاره

هذه الغابة الانسانيّة،

فيها حيوانية الانسان.

أليس الله بقائل: " مَنْ قتلَ نفسًا بغير نفسٍ

أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها 

فكأنما أحيا الناس جميعًا ".