ما تبقى من الأحبّة.. خبز نجلاء للنازحين فى غزة (صور)

في فلسطين بين دقيقة وأخرى، تتبدل الطبول من الاحتفالات إلى حروب ومن الألعاب النارية إلى قذائف فسفورية، ومن أمسيات شعرية إلى قصائد رثائية، ومن نزهات عائلية إلى إبادات عِرقيّة.

منذ نحو أقل من عام أسست نجلاء أبونحلة جمعية خيرية باسم "مياسم للثقافة والفنون"، والتي كان من المقرر أن تنظم وتقيم الاحتفالات والمهرجانات الفنية، إلاّ أن الفلسطينيين لا يعرف قدرهم الفرح.

فجر السابع من أكتوبر 2023، تحول هدف المؤسسة الخيرية من تنظيم الأمسيات الفنية والثقافية إلى استقبال النازحين. تستقبل المؤسسة الأطفال الذين قُصفت مدارسهم، السيدات اللائي فقدن أزواجهن وأبناءهن، الرجال الذين أجبرهم الاحتلال على العيش دون وظيفة أو عمل آمن.

أصحاب الأرض

"طوفان الأقصى" هو أكبر هجوم بشري تشنه حماس على إسرائيل منذ تأسيس الحركة 1987، ويقدر عدد العناصر التي وصلت للعمق الإسرائيلي أكثر من ألف عنصر.

نجلاء أبونحلة وُلدت ونشأت في منطقة القرارة بمدينة خانيونس في الأراضي الفلسطينية، فهي واحدة من أصحاب الأرض التي عاش فيها أجدادها وآباؤها، ويريد جيش الاحتلال الآن أن يهجرهم قسرًا من وطنهم.

نجلاء صاحبة الـ31 عامًا، قررت ألا تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى كم الانتهاكات والمجازر التي يتعرض لها شعبها في كافة بقاع فلسطين وتحديدًا غزة.

تقول نجلاء لـ"الدستور": "الموت قصفًا أو جوعًا.. إن الاحتلال فرض علينا الإبادة الجماعية منتهكًا جميع الحقوق الإنسانية ومرتكبًا جرائم وحشية لا يستطيع أحد معاقبته عليها، فقط الفلسطينيون من يرفضون هذا".

حصار إسرائيلي

ردًا على المقاومة الفلسطينية أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل قصف مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006. 

وأمام الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال على الفلسطينيين، يستخدام أسلحة محرمة دوليًا، ويرفض دخول المواد والأغذية لتجويع الكبار والصغار والأطفال، أطلقت نجلاء مبادرة العونة المجتمعية؛ لإنقاذ ما تبقى من الأهل والأحبة.

أمل المقاومة

تقول نجلاء: "فجرًا عندما يشق أول شعاع للشمس سماء الأراضي الفلسطينية ويجدد أمل المقاومة في قلوبنا مرة أخرى، أستعد لخبز أكبر كمية من الطحين -الدقيق- محاولة أن أسابق الزمن والانتهاء عصرًا لأستطيع توزيع الخبز على أهلي وأحبائي ممن نزحوا من بيوتهم".

تواصل المقاومة وسننتصر، تقولها نجلاء التي أقبلت عليها الفلسطينيات بمنطقة القرارة، للتعاون معها على إنتاج أكبر كمية من الخبز لإطعام أكبر عدد ممكن. ويزداد إصرارهن مع سماع صوت كل قذيفة إسرائيلية.

ووفق الهلال الأحمر الفلسطيني، فإن عدد النازحين ارتفع إلى أكثر من مليون و400 ألف شخص إلى عدة مناطق بفلسطين.

"تأمين كميات الطحين هو أكبر تحدٍ يواجهنا. وأشعر أنا والفلسطينيات المتطوعات معى أن ينتهى آخر أمل أمامنا وينفد الطحين، الذي نستخدمه في الخبيز، أما عن الطاقة فلا نحتاجها فنحن نخبز على فرن الطينة"، بحسب نجلاء.

"في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها أطفال ونساء فلسطين، الذين يعيشون تجارب الصدمات والتشرد والمواقف الصعبة التي أثرت بشكل كبير على رفاهيتهم وصحتهم النفسية، فإن مهمتنا هي خلق مكان آمن ومساند لهم"، نجلاء أبونحلة تختتم.

جهز التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي 60 شاحنة محملة بكل ما تحتاجه غزة، وعبرت من معبر رفح البري حتى يوم 25 أكتوبر، ويجرى إعداد قافلة ثانية أكبر من الأولى التي بلغت 109 شاحنات.