رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا تعرف عن إعداد الذبيحة المقدسة غير الدموية؟ .. الأنبا نيقولا يجيب

القداس الالهي
القداس الالهي

أطلق الأنبا نيقولا أنطونيو مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، نشرة تعريفية حول إعداد الذبيحة المقدسة غير الدموية، وقال خلالها إنه "أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ، وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ، خُذُوا كُلُوا، هذَا هُوَ جَسَدِي" .."ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ، فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ. وَقَالَ لَهُمْ، هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ، الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ"

المصطلحات اللغوية

في خدمة قداس باسيليوس الكبير وقداس يوحنا الذهبي الفم، قبل بدء القداس الإلهي عند إعداد الذبيحة المقدسة غير الدموية في المذبح المقدس الموجود على يسار المائدة المقدسة. يرفع الكاهن، من الطابع المطبوعة به القربانة، الحَمَل الموجود في وسطها المرسوم عليه الأحرف اليونانية التالية: الأول الحرفان ΙΣ، وهما مختصر لاسم "يسوع" (ΙΗΣΟΥΣ باليونانية). والثاني الحرفان ΧΣ، وهما مختصر لاسم "المسيح" (ΧΡΙΣΤΟΣ باليونانية)، والثالث والرابع بالتوالي الأحرف NI KA وهم مختصر لكلمة "منتصر" (ΝΙΚΑΟ باليونانية)، ويضعه في الصينية المقدسة.

بعد ذلك يقلب الحَمَل بحيث يكون طابع الحَمَل على الصينية المقدسة ويذبح بالحربة المقدسة الطبقى السفلى التي تكون إلى أعلى، وهو يقول: "يُذبح حَمَل الله الرافع خطيئة العالم من أجل حياة العالم وخلاصه"، ثم يقلب الحَمَل مرة أخرى ويجعل الطابع إلى فوق كما كان، ويطعن الحَمَل بالحربة المقدسة فوق الحرف N قائلاً: "وأن واحدًا من الجند طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج من جنبه المقدس دم وماء". 

ويتناول بيمينه قارورة النبيذ وبيساره قارورة الماء ويصب منهما معًا في الكأس المقدسة قائلاً: "والذي عاين شهد وشهادته هي حق"، ويضيف قائلاً: "مبارك اتحاد قدساتك".

في القداس الإلهي بالدورة الكبرى يَنقل الكاهن كل من الصينية المقدسة بما عليها والكأس المقدسة بما تحويه من المذبح المقدس إلى المائدة المقدسة التي في وسط الهيكل ويضعهما عليها، ثم يُردد كلمات تأسيس السر للرب يسوع المسيح في يوم الخميس العظيم. ويطلب من الله الآب أن يرسل روحه القدوس على القرابين الموضوعة (الخبز والنبيذ). 

ثم يبارك الخبز المقدس راسمًا عليه علامة الصليب وطالبًا من الله الآب، بقوله: "واصنع أما هذا الخبز فجسد مسيحك المُكرم". وكذلك الكأس المقدسة، بقولهً: "وأما ما في هذه الكأس فدم مسيحك المُكرم". مضيف قائلاً: "محولاً إياهما بروحك القدوس". 

عند وقت التناول في القداس الإلهي يُفَصِّل الكاهن الخبز المقدس المُستحيل بالروح القدس إلى جسد يسوع المسيح أربعة أجزاء ويضعها في الصينية بشكل صليب، بحيث يكون الجزء المرسوم عليه الحرفان ΙΣ أعلى الصينية، والجزء المرسوم عليه الحرفان ΧΣ أسفل الصينية، والجزء المرسوم عليه الحرفان NI عن يسار الصينية، والجزء المرسوم عليه الحرفان KA عن يمين الصينية. قائلاً: "يُفَصَّل ويُجَزَّأ حمل الله الذي يُفَصَّل ولا يُقَسَّم الذي يؤكل منه دائمًا ولا يفرغ أبدًا، لكنه يُقَدِّس المشتركين به".

ثم يتناول الكاهن الجزء الأعلى من الخبز المقدس المُستحيل بالروح القدس إلى جسد يسوع المسيح المرسوم عليه الحرفان ΙΣ ويرسم به علامة الصليب على الكأس المقدسة التي تحوي النبيذ المقدس المُستحيل بالروح القدس إلى دم يسوع المسيح، ويضعه فيها قائلاً: "كمال كأس الإيمان بالروح القدس. آمين". بعد ذلك يأتي الشماس بإناء الماء الحار (الزاون) ويباركه الكاهن قائلاً: "مباركةٌ حرارة قُدُساتك كل حين. الآن وكل أوانٍ وإلى دهر الداهرين. آمين". ثم يسكب الماء الحار في الكأس المقدسة على شكل صليب، قائلاً: "حرارة إيمان مُسْتَوْعِبة روحَ قدسٍ. آمين".

في إضافة الكاهن الماء الحار إلى الكأس المقدسة التي تحوي جسد يسوع المسيح (الخبز المقدس) ودمه المقدس (النبيذ المقدس) معًا؛ لأن الماء الحار يعطي الدفىء إلى جسد ودم يسوع المسيح الموضوعان في الكأس، في إشارة إلى أن إلوهية يسوع المسيح لم تنفصل قط لا من نفسه البشرية التي فارقت جسده البشري ولا من جسده المائت. كما يرمز إلى دفىء الدم والماء اللذين تدفقا من جنب الرب هو على الصليب (الرمز في مفهوم الكنيسة الأصلي له والتقليد الأرثوذكسي، هو أن الرمز يشرح حقيقة ما يحدث، وليس إنه يرمز مجازًا إلى ما يحدث، كما أن ما بين الرمز والحقيقة التي يُرمز إليها هو تواصل أكثر منه تشابه).

كما أن دفىء المناولة المقدسة وتناول المؤمنون منها يمنحهم الشعور بتناول الدم والماء اللذين تدفقا من جنب الرب هو على الصليب.