رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واشنطن بوست: دائرة الأزمة فى الضفة الغريبة تتسع.. والقصف متواصل على غزة

غزة
غزة

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر صباح اليوم الثلاثاء الضوء على اتساع نطاق الأزمة وتفاقم أحداث العنف بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة بينما تتواصل أعمال القصف الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.
وذكرت الصحيفة في مستهل تقرير لها، نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أن المحللين كانوا يشعرون، قبل اندلاع أحداث السابع من أكتوبر، بالقلق أكثر بشأن أن تصبح الضفة الغربية، وليس غزة، الشرارة المحتملة لانفجار العنف الإسرائيلي والفلسطيني. كما أن العام الجاري شهد تصاعدا في أعمال العنف التي شارك فيها الفلسطينيون والمستوطنون الإسرائيليون بما شجع زمرة من الوزراء اليمينيين المتطرفين ذوي النفوذ الذين يشغلون مناصب عليا في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على اتخاذ قرارات عدائية ضد الفلسطينيين.


ورصدت جماعات حقوق الإنسان تصاعدا في هجمات المستوطنين المسلحين، الذين اقتحموا القرى الفلسطينية وخربوا الممتلكات الفلسطينية ودمروا المحاصيل في حين شهدت البيئة الأمنية المتوترة تصاعدا في توجهات عدد من الفلسطينيين، خاصة بعدما قام الجيش الإسرائيلي بنشر الجزء الأكبر من قوته البشرية لمواجهة التهديدات المتصورة في الضفة الغربية.
وأضافت الصحيفة أنه حتى قبل هجمات حماس في بلدات وكيبوتزات جنوب إسرائيل قبل ثلاثة أسابيع، والتي أدت إلى رد فعل إسرائيلي وحشي، كان عام 2023 هو العام الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ عقدين من الزمن. ولكن في أعقاب اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل، انقلبت الموازين إلى أبعد من ذلك. وفي ظل احتدام الحرب في غزة، كثف المستوطنون الإسرائيليون هجماتهم على المجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية. وقامت مجموعات من حراس المستوطنين، بعضهم يتجول على مركبات رباعية الدفع، بإشعال النار في منازل الفلسطينيين وقُتل رجل فلسطيني أثناء قطف الزيتون برصاص مستوطن يهودي في نهاية هذا الأسبوع.


وتقول منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية (بتسيلم) -في بيان نقلته الصحيفة- إن سبعة فلسطينيين على الأقل قتلوا على يد المستوطنين الإسرائيليين منذ بدء الحرب في غزة؛ وقُتل أكثر من 100 فلسطيني في الضفة الغربية على يد القوات الإسرائيلية خلال الفترة الزمنية نفسها، وفقًا للأمم المتحدة، مع تصاعد التوترات، في حين كشفت الصحيفة أن مئات الفلسطينيين طُردوا من منازلهم على يد المستوطنين، الذين يبدو أنهم يتصرفون مع قدر من الحصانة من العقاب. وقد أثارت مخاوف الفلسطينيين في الضفة الغربية من أن تكون اللحظة المحمومة الحالية مقدمة لحملة أوسع من أعمال العنف والطرد.
وقال طارق مصطفى، الذي فر من منزله في تجمع وادي السيق البدوي قرب قرية دير دبوان شرق رام الله، بعد تهديدات من المستوطنين المسلحين، لزملائه: "إن الحرب في غزة أعطت للمستوطنين الضوء الأخضر. ففي السابق، كانوا يصرخون علينا للذهاب إلى رام الله. الآن يطلبون منا أن نذهب إلى الأردن".
وتابعت "واشنطن بوست" أنه من المفهوم أن الحملة الإسرائيلية ضد حماس، المتحصنة في قطاع غزة، تهيمن على الاهتمام الدولي. لكنها سمحت للوضع المتدهور بالفعل في الضفة الغربية بالانجراف في اتجاه مثير للقلق.. واستشهدت بقول الصحفية أميرة هاس في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الأحداث الراهنة وما صاحبها من انشغال الجهات الرسمية والأجهزة التنفيذية وشبه الرسمية سمحت للمستوطنين بتصعيد هجماتهم ضد الفلسطينيين.
ووفقًا لمنظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "ييش دين"، هاجم المستوطنون العديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية في 100 مناسبة مختلفة وفي 62 موقعًا على الأقل في الفترة من 7 إلى 22 أكتوبر - ومن المؤكد أن هذا الرقم قفز الأسبوع الجاري بنحو قد يدفع العنف إلى اتجاه أعمق. ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة الصادرة في شهر سبتمبر الماضي، أُجبر 12 بالمائة من المجتمعات الرعوية الفلسطينية في الضفة الغربية على ترك منازلهم بسبب ترهيب المستوطنين وعنفهم.
وأشار بيان صدر مؤخرًا عن 30 منظمة إسرائيلية لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني إلى أن "الحكومة الإسرائيلية تدعم هذه الهجمات ولا تفعل شيئًا لوقف هذا العنف. بل على العكس من ذلك أبدى عدد من وزراء الحكومة ومسئولون آخرون دعمهم لهذا العنف، وفي كثير من الحالات يكون الجيش حاضرا أو حتى يشارك في أعمال العنف، بما في ذلك الحوادث التي قتل فيها المستوطنون فلسطينيين"!.