رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فاينانشيال تايمز: قادة الاتحاد الأوروبى رفضوا مقترحات نتنياهو بتهجير الفلسطينيين إلى مصر

نتنياهو
نتنياهو

كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سعى إلى إقناع قادة الاتحاد الأوروبي بالضغط على مصر لقبول اللاجئين من قطاع غزة، وفقًا لأشخاص مطلعين على المناقشات.

رفض قادة الاتحاد الأوروبي مطالب نتنياهو بتهجير الفلسطينيين إلى مصر

وتابعت الصحيفة أن الفكرة طرحها نتنياهو في اجتماعات مع المسئولين الأوروبيين الأسبوع الماضي، من خلال بعض الدول من بينها جمهورية التشيك والنمسا، وتم بحث الأمر في مناقشات خاصة خلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي التي عقدت يومي الخميس والجمعة، حسبما قالت مصادر مطلعة.

وأضافت أنه بالرغم من محاولات النمسا وجمهورية التشيك لنقل مقترح نتنياهو إلى قادة الاتحاد، إلا أن الدول الأوروبية الرئيسية وخصوصًا فرنسا وألمانيا وبريطانيا، رفضت الاقتراح بالكامل، واصفة إياه بغير الواقعي.

وأشارت إلى أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا أكدت أن مصر رفضت الفكرة بالكامل ولا تقبل أي نقاش فيها، ولن تقبل أي لاجئين من غزة حتى لو على أساس مؤقت، وقد أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار المسئولين في مصر عن رفضهم المقترح بشكل كامل في كل المحافل الدولية، معبرين عن مخاوفهم من سعي إسرائيل إلى استخدام الأزمة لفرض مشاكلها مع الفلسطينيين على مصر، وتفريغ القضية الفلسطينية من جوهرها والاستيلاء على قطاع غزة بالكامل وتكرار نكبة 1948.

وقال الرئيس السيسي، في وقت السابق خلال الشهر الحالي، إن بلاده ترفض أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية بالوسائل العسكرية أو عبر تهجير الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم، وهو ما سيأتي على حساب دول المنطقة.

دور محوري لمصر كوسيط لحل الأزمة

وأكدت الصحيفة أن دور مصر المحوري تمت مناقشته في قمة الاتحاد الأوروبي، وفقًا لما كشف عنه بعض المطلعين، واتفق الزعماء الأوروبيون في نهاية المطاف على أن مصر يجب أن تلعب دورًا في تقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق لغزة، ولكن دون الضغط عليها لقبول اللاجئين.

وقال دبلوماسي غربي: "لقد أكد نتنياهو بقوة أن الحل هو أن يأخذ المصريون سكان غزة على الأقل خلال الصراع، لكننا لم نأخذ الأمر على محمل الجد، لأن الموقف المصري كان ولا يزال واضحًا للغاية وهم لن يفعلوا ذلك".

بينما قال دبلوماسي غربي ثان إن الإسرائيليين يعتقدون أن الضغط الناجم عن الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة قد يؤدي إلى تغيير في موقف مصر، مطالبًا بممارسة المزيد من الضغوط على القاهرة للموافقة باستقبال 2 مليون فلسطيني.

وأكدت الصحيفة أن العدوان الإسرائيلي على غزة أسفر عن استشهاد 8 آلاف شخص حتى الآن، وحذرت منظمات الإغاثة من الظروف الإنسانية في القطاع، حيث فرضت إسرائيل قيودًا شديدة على إمدادات الكهرباء والمياه والوقود والغذاء.

ودعا إعلان مشترك اتفق عليه زعماء الاتحاد الأوروبي وصدر بعد قمة الأسبوع الماضي إلى "مواصلة وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستمر وسريع وآمن ودون عوائق، للوصول إلى المحتاجين من خلال جميع التدابير الضرورية بما في ذلك الممرات الإنسانية والتوقف مؤقتًا لتلبية الاحتياجات الإنسانية".

وقال شخصان آخران مطلعان على المباحثات الأوروبية إن القادة الآن قد يناقشون مع مصر إمكانية نقل المصابين ذوي الحالات الحرجة إلى مصر لتلقي العلاج، ولكن ليس هناك يقين من شكل الاتفاق المقرر إبرامه مع مصر في هذه الحالة.

وتابع: "عرض الأتراك إنشاء مستشفى ميداني لعلاج المصابين والجرحى ولكن ليس في شمال سيناء، وإنما الاكتفاء بتقديم الدعم الفني وتعزيز مسار إنشاء المستشفيات الميدانية في غزة".

وأكدت الصحيفة أن مصر اعتادت على استقبال الجرحى الفلسطينيين خلال الصراعات السابقة في غزة، وتعمل مصر حاليًا على ضمان حصول المستشفيات في شمال سيناء على الموارد اللازمة إذا سمح للجرحى من غزة بالدخول.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تدعم المرور الآمن للمدنيين الراغبين في مغادرة غزة، لكنها لا تدعم "أي نقل قسري للفلسطينيين خارج قطاع غزة".