من الشرق الأوسط للولايات المتحدة.. كيف تزايدت الاحتجاجات ضد إسرائيل عبر العالم؟
تدفق آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين إلى معظم دول العالم وخصوصًا بروكلين في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أكبر مدن نيويورك، والتي تضم أكبر جالية يهودية في العالم مرورًا بالشرق الأوسط وأوروبا، منذ مطلع الأسبوع للتعبير عن معارضتهم للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي دخلت أسبوعها الرابع، لترتفع مستويات الغضب ضد إسرائيل في كل أنحاء العالم بشكل غير مسبوق.
التظاهرات تهز نيويورك دعمًا لفلسطين وتنديدًا بالعدوان الإسرائيلي
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" فإن مدينة نيويورك، التي تضم ما بين 1.6 مليون و2 مليون يهودي ومئات الآلاف من المسلمين، على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية شهدت مظاهرات ومسيرات ووقفات احتجاجية دعمًا لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضافت الصحيفة أنه في مسيرة بروكلين، احتشد الناشطون اليهود الأمريكيون اليساريون يحتجون على الإجراءات الإسرائيلية في غزة.
وقال المتظاهر عبدالله عقل، البالغ من العمر 21 عامًا، في احتجاج في بروكلين: "نحن هنا كسكان نيويورك لنقول إننا ضد هذا، ونحن ضد الساسة الدوليين، والسياسيين المحليين أيضًا، مثل عمدة مدينة نيويورك إريك آدامز، وحاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول، الذين تعهدوا بتقديم الدعم غير المشروط إلى إسرائيل".
وأضاف: "موقفهم يعني أنهم يقدمون الدعم غير المشروط لقتل أبناء شعبنا".
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن نيويورك، التي تشهد وجود أكبر جالية يهودية في العالم خارج إسرائيل، شهدت المظاهرات الأكبر الداعمة لفلسطين في العالم.
وقدرت وسائل الإعلام في نيويورك ووكالة الصحافة الفرنسية الحشد بآلاف المتظاهرين الذين لوحوا بلافتات "فلسطين حرة".
وأغلقت الشرطة الأمريكية مؤقتًا جميع ممرات جسر بروكلين في مانهاتن يوم السبت، بعد أن بدأت مجموعة كبيرة من المتظاهرين الذين احتشدوا لدعم الفلسطينيين في التوجه في هذا الاتجاه.
بدأت المظاهرة، التي حملت عنوان "طوفان بروكلين على غزة"، في منشور على "إنستجرام"، في متحف بروكلين في الساعة الثالثة بعد الظهر، واستمرت حتى أمام مركز باركليز في الساعة الرابعة بعد الظهر أمس الأحد، وانتهت عند جسر بروكلين.
مسيرات حاشدة في أوروبا
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن في أوروبا احتشد قرابة 35 ألف متظاهر مؤيد للفلسطينيين في شوارع مدريد، هاتفين "الحرية لفلسطين"، بينما أفادت وكالة "فرانس برس" أن عشرات الآلاف من المغاربة تظاهروا يوم الأحد في مدينة الدار البيضاء تضامنًا مع الفلسطينيين، كما نظمت مظاهرات كبيرة في اليونان وباكستان.
وتابعت أن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين استمرت في أوروبا والشرق الأوسط في جذب حشود كبيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث قالت الشرطة اليونانية إن أكثر من 5 آلاف شخص تظاهروا في أثينا باليونان، أمس الأحد، مطالبين بوقف "المذبحة" التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة.
ونقلت وكالة أنباء أثينا عن المتظاهرين وهم يهتفون عبر مكبرات الصوت: "نحن نقاتل من أجل السلام"، وهتفوا:"أوقفوا المذبحة بحق الشعب الفلسطيني في غزة".
ووصف المتظاهرون في أثينا إسرائيل بأنها دولة قاتلة، ونددوا أيضًا بالحكومة اليونانية، لامتناعها عن التصويت في تصويت الأمم المتحدة يوم الجمعة على وقف فوري لإطلاق النار الإنساني في غزة.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن الاحتجاج حضره السفير الفلسطيني يوسف دورتشوم، بالإضافة إلى وفد كبير من الحزب الشيوعي اليوناني.
وتأتي التظاهرات بعد إعلان وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن استشهاد أكثر من 8 آلاف شخص منذ 7 أكتوبر حتى الآن، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء.
وأضافت أنه في بريطانيا، سار عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين للمطالبة بوقف إطلاق النار، في الوقت الذي وسعت فيه إسرائيل نطاق عمليتها البرية، بينما شارك آلاف آخرون في احتجاجات في فرنسا وسويسرا، وكذلك في بولندا وإسبانيا.
وتابعت أنه في باكستان، احتشد الآلاف من أنصار الحزب الرئيسي في البلاد في العاصمة إسلام آباد يوم الأحد، مرددين شعارات مناهضة للولايات المتحدة، واتهموا الولايات المتحدة بـ"دعم المعتدي".
وكان حزب الجماعة الإسلامية اليميني قد أعلن عن مسيرة من تقاطع أبارا الشهير في إسلام آباد إلى السفارة الأمريكية في الجيب الدبلوماسي شديد الحراسة.
انتفاضة عالمية كبرى بعد توسيع إسرائيل حربها
بينما أكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن مدن العالم الكبرى، بما في ذلك لندن وإسطنبول ونيويورك وبغداد وروما، شهدت خروج مئات الآلاف من المحتجين، حيث شهدت غزة قصفًا مكثفًا وانقطاع التيار الكهربائي والاتصالات.
وتابعت أنه في لندن، قال المنظمون إن مئات الآلاف من المتظاهرين شاركوا في الاحتجاجات، وشهدت مسيرة الأسبوع الماضي خروج 100 ألف إلى الشوارع.
وأضافت أن نفس المشهد تكرر في روما، حيث قالت امرأة إيطالية: "أريد وقف إطلاق النار، أريد السلام لأهل غزة، على مدار الأيام القليلة الماضية، أو الأسابيع القليلة الماضية، شاهدت الكثير من الرضع والأطفال يموتون".
وتابعت المرأة: "أشعر بالعجز الشديد الآن، كل ما شعرت أنه يمكنني فعله هو المجيء إلى هنا للتظاهر، لأكون مع أشخاص في مكان مماثل، أحاول فقط أن أرفع صوتي وأحاول فقط إرسال رسالة إلى الناس لإحلال السلام، كما تعلمون، قلبي ينكسر في الواقع الآن أنا فقط أشعر بهذه الخسارة".
وأضافت أنه في الشرق الأوسط وآسيا، شوهدت آلاف العروض المتكررة للاحتجاجات الأسبوعية، وكانت التظاهرات الأكثر كثافة في مصر، تلتها الأردن ولبنان والعراق واليمن والضفة الغربية.
