رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لبنانى يكشف تداعيات تهجير الفلسطينيين.. ودور "السيسى" للتصدى للمخطط الإسرائيلى

غزة
غزة

كشف  الكاتب والمحلل اللبناني محمد الرز عن مخاطر وتداعيات خطة تهجير الفلسطينيين على المنطقة، عارضًا خارطة زمنية لبداية الخطة الإسرائيلية، وعلاقتها بمحاولة التخلص من فشل الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973.

 

في هذا السياق، قال محمد الرز إن ما قامت به دولة الاحتلال الإسرائيلي من سلب حق الفلسطينيين، ووضع خطة لتهجيرهم وتدميرهم، وفرض حصار عليهم، وممارسة أبشع الجرائم ضدهم، والتنصل من كل معاهدة، على امتداد 75 عامًا، كان سببًا رئيسيًا في أي عنف يتم اتهام الفلسطينيين به.

ما علاقة خطة التهجير بحرب 6 أكتوبر؟

وقال الرز، في تصريحات لـ"الدستور"، إن مخطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم يندرج تحت استراتيجية إسرائيلية ثابتة، خاصة بعد حرب أكتوبر عام 1973، حينما انكبت معاهد الدراسات الاستراتيجية في إسرائيل والولايات المتحدة على دراسة الخطط التي تضمن عدم تكرار هذه الحرب، التي أحدثت زلزالًا في الكيان الإسرائيلي.

 

أردف المحلل اللبناني: "وتوصلت هذه الدراسات إلى نتيجة أعلن عنها أوديد بينون، باسم مشروع إسرائيل لما بعد الثمانينات، خلاصتها في أمرين: أولهما إحداث أوسع حالة تصادم وخلافات ونزاعات بين العرب، وثانيهما تهجير أكبر عدد من الفلسطينيين لتفريغ الأرض أمام أكثر عدد ممكن من المستوطنين".

 

التسلسل الزمني لظهور مخطط تهجير الفلسطينيين

وأشار الرز، خلال حديثه، إلى التسلسل الزمني لظهور خطة التهجير الإسرائيلية، قائلًا: الحاخام "مئير كهانا"، كان أول من دعا إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء عام 1980 على مساحة 750 كيلومترًا مربعًا، بعده جاء "برنارد لويس" صاحب نظرية الفوضى الخلاقة، ليتبنى نفس الدعوة، وهي التي عرضها بعد ذلك "دنيس روس"، مبعوث أمريكا للسلام على الرئيس حسني مبارك، الذي رفضها بشكل حاسم.

 

فيما لفت إلى أن الولايات المتحدة عرضت هذا المشروع على الرئيس "محمد مرسي" عام 2012، وكان شبه متجاوب معها.

 

محمد مرسي وافق على تهجير الفلسطينيين

يقول المفكر والباحث اللبناني: "مرسي أوعز بنصب 10 آلاف خيمة قرب معبر رفح لاستقبال مهجري غزة، لكن ثورة 30 يونيو قطعت الطريق على المشروع وأصحابه".

وأكمل الرز: "وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عرض المشروع على الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي اتخذ موقفًا تاريخيًا صلبًا ضده رغم ما كان في حقيبة بلينكن من إغراءات"، مردفًا: "هذا الموقف المصري الشجاع في مثل هذه الظروف أسقط خطة التهجير، ولم يكتف بذلك بل جعل هذا الرفض موقفًا عربيًا جامعًا".

 

تابع: "وفي مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية بتهجير أهلها كانت مصر تعيد إحياء المشروع العربي للسلام بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967"، لافتًا إلى أنه تظهر مخاطر مشروع التهجير الإسرائيلي للفلسطينيين، وأبرزها نقل مليوني إنسان تسببت مجازر إسرائيل في شحنهم بأقصى حالات الغضب والعنف إلى مصر، وجزء منهم إلى الأردن.

 

تصفية القضية لتدمير الوحدة العربية

كما أكد أن ما سبق يعني خلق بؤرة نزاع واسعة ويومية وتصفية القضية الفلسطينية، ليس بإعطاء الفلسطينيين حقهم، وإنما بسلب حقوق الآخرين في سيادة دولهم الوطنية، مضيفًا: "مما يعني تحويل مساحة الـ750 كيلومترًا مربعًا في سيناء إلى حقل ألغام".

 

كما قال أيضًا إن من تداعيات مشروع تهجير الفلسطينيين أنه يسهم في تفجير الوحدة الوطنية للدول العربية، معتبرًا أن هذا ما تسعى إليه إسرائيل لضمان عدم تكرار حرب أكتوبر حسبما تعتقد.

من جانبه، اعتبر المفكر اللبناني ما جرى في 7 أكتوبر نسف كل مشاريع إسرائيل خلال خمسين عامًا، فهو كرر حرب أكتوبر بشكل مصغر، وأعاد إبراز القضية الفلسطينية بعدما كانت إسرائيل تخطط لدفنها، لتعود إلى صدارة الاهتمام العالمي حتى إنها طغت على أحداث أوكرانيا.

 

أردف: "ثم قامت القاهرة بتجديد أواصر التضامن العربي خاصة حول قضيتين، هما فتح الممرات الإنسانية الإغاثية لأبناء غزة الصامدين على أرضهم وحقهم، وإعادة الالتفاف حول حل الدولتين كطريق وحيد لحل أزمة الصراع العربي الإسرائيلي، وبتحقيق ذلك يكون المشروع الإسرائيلي قد انكسر وانحسر بنسبة كبيرة".