رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انهيار مقومات الحياة في غزة: لا خدمات صحية.. ونفاد المياه والوقود

غزة
غزة

«لا مكان آمنًا فى غزة».. هكذا وصفت الأمم المتحدة الأوضاع داخل القطاع المحاصر، فى أحدث تقرير صدر عنها، جراء التصعيد العسكرى الإسرائيلى العنيف والغارات الجوية الغاشمة ضد الفلسطينيين هناك.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة عن الانهيار الكامل لكل الخدمات الصحية داخل مستشفيات القطاع، حيث نفدت غالبية المستلزمات الطبية والأدوية، بالإضافة إلى عدم وجود وقود كافٍ من أجل تشغيل مرافق المستشفيات، خاصة غرف العناية المركز والعمليات، وغيرها من الخدمات الحيوية، بخلاف العجز فى تقديم الأدوية وجلسات العلاج الكيماوى إلى مرضى السرطان.

وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة فى قطاع غزة، إن المستشفيات لا تستطيع تقديم أى خدمات إلى الجرحى الذين يتدفقون إليها جراء عمليات القصف الإسرائيلى العشوائى. وأعلن عن خروج ١٢ مستشفى من الخدمة، من إجمالى ٣٥ مستشفى، وكذلك ٣٢ مركزًا صحيًا، بالإضافة إلى تدمير ٢٥ سيارة إسعاف.

من جانبها، أكدت مى الكيلة، وزيرة الصحة الفلسطينية، أن مستشفيات القطاع غير قادرة على تقديم أى مساعدة للمرضى.

وتعانى غزة انقطاع الكهرباء بشكل شبه دائم، بعد قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلى بقطع الإمدادات عنها كليًا، ما أثر بشكل واضح على عمل المستشفيات، وبلغ عجز إمداد الكهرباء ٨٠٪، ما يعنى أن التيار الكهربائى لن يكون متوافرًا للفلسطينيين إلا ٤ ساعات فقط كحد أقصى يوميًا.

كما توقفت العمليات التى تقوم بها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، بسبب نقص الوقود اللازم لمرافقها من أجل تقديم المساعدات إلى الفلسطينيين داخل غزة. وأعلنت «أونروا» عن أن الغارات الإسرائيلية أدت إلى مقتل ٣٥ من موظفيها العاملين فى تقديم المساعدات إلى القطاع المحاصر منذ بداية موجة التصعيد الحالى.

ويعانى أهالى القطاع من عدم وجود مياه صالحة للشرب أيضًا، حيث توقف خط «ماكروت» الرئيسى لإمداد السكان بالمياه، وكذلك تعطلت محطة التحلية الرئيسية، بجانب عدم تشغيل الآبار نظرًا لنقص الوقود، كما تضر نحو ١٠ آبار بشكل كبير بفعل الغارات الإسرائيلية.

وعملت طواقم الهلال الأحمر الدولى، بالتعاون مع طوارئ بلدية غزة، على ملء خزانات المياه فى بعض المناطق الأكثر اكتظاظًا بالسكان، حيث وزعت نحو ٥٠ برميلًا بسعة ٢٠٠٠ لتر.

ويعانى فلسطينيو غزة من أزمة غذاء طاحنة، لا سيما فى ظل تضاؤل فرص الحصول على الخبز جراء استهداف الغارات الإسرائيلية للمخابز، بالإضافة إلى قطع إمدادات الوقود الذى يؤثر على عمل المرافق التى يمكنها توفير طعام لآلاف الأسر النازحة.

فى ذلك السياق، أكد سامر عبدالجابر، ممثل برنامج الأغذية العالمى فى فلسطين، أن غزة تشهد نقصًا حادًا فى الوقود، محذرًا من أن استمرار ذلك يجعل البرنامج عاجزًا عن تقديم أى مساعدات غذائية للأسر النازحة داخل القطاع المحاصر.

واستهدفت غارات الاحتلال الإسرائيلى عشرات المخابز داخل غزة، ما أسفر عن خروج ١٢ مخبزًا من الخدمة كليًا، أو جراء عدم قدرتها على العمل لعدم وجود وقود.