رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شعب مصر العظيم.. كن مطمئنًا آمنًا بفضل الله

مصر تعيش في بؤرة مشتعلة بالأحداث، ولا سيما الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.. هذا قدرنا وقدر المنطقة العربية.. حين يقولها القائد الأعلى للقوات المسلحة "لاتقلقوا بفضل الله"، علينا أن نطمئن على أمن مصر القومي وعلى حدودها بعظمة الله، ثم بقوة جيشها القادر على حماية الوطن.. الرئيس عبدالفتاح السيسي دائما ما يخرج علينا يحكي لنا بكلماته الرصينة والمباشرة مؤكدا أن الحكمة تقتضي التصرف بعقلانية، وأن مصر ذات سيادة ويجب احترامها، ونحن دولة لا تعرف الغدر ولا الخسة ولا التآمر.. هذه هي مبادئ الدولة المصرية الثابتة التي تستند إليها في كل مواقفها وسياستها الخارجية. 

في لقاء اليوم أثناء افتتاح الملتقى والمعرض الدولي للصناعة كانت كلمات الرئيس السيسي رسائل أجابت عن أسئلة ومخاوف الشعب المصري الذي يصطف خلف القيادة المصرية.. إن ما يشغل الشارع المصري كيف تسير الأحداث، وكيف يكون الرد على المناوشات الحادثة على الحدود المصرية، ما هي نتائج التحقيقات التي توصلت إليها الجهات المختصة بشأن الطائرت المسيّرة التي استهدفت طابا ونويبع؟.. ما هو دور مصر في مساندة قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية وحصارها؟، كيف تكون الأوضاع في سيناء؟.. الحقيقة أن الشعب المصري يقدم ملحمة سياسية وطنية في ظل مؤثرات خارجية تستهدف الشعب المصري، هذا ما أيقنه الجميع، أن الهدف مصر وأمنها واستقرارها، الهدف العودة بنا إلى الوراء وتدمير بنية الاقتصاد المصري الذي حقق طفرات غير مسبوقة.. الشعب المصري العظيم قرر أن يكون على قلب رجل واحد يستمع إلى القيادة المصرية ويرسل إليها برسائل اطمئنان متبادلة بين القيادة والشعب، الاصطفاف في مثل هذه الظروف هو القرار الأمثل الذي بموجبه نحمي به الوطن من الداخل ونواجه به كل التحديات التي تستهدف مصر.. إنه شعب مصر العظيم الذي يعرف معنى وقيمة الوطن في الشدائد والظروف الاستثنائية، كما أن القيادة المصرية تقدّر تحمّل هذا الشعب لكل مجريات الأمور.. لقد منّ الله علينا بقيادة مصرية حكيمة تتابع عن كثب تفاعل الشعب مع الأحداث الجارية، سواء من واقع تقارير تقدم له أو من خلال متابعته وسائل التواصل الاجتماعي.. يعرف كيف يعبر شعب مصر العظيم عن القلق الذي يعيشه الجميع، كما أن الرئيس يشاركنا ذات القلق، وإن كان يرى الرئيس أن هذا القلق ظاهرة إيجابية يشارك الشعب الدولة همومها الثقال في وقت تتعرض فيه مصر لهجمات الخارج.. ثم يخرج الرئيس ليطمئن شعبه قائلا: "إن الله معنا"، ما دامت مصر لا تعتدي على أحد، ومن ثم لزاما على الجميع احترام السيادة المصرية، وإلا أن تكشر مصر عن أنيابها.. كما أن القيادة المصرية ترى أن اتساع رقعة الصراع في المنطقة ليس من مصلحة أحد، وفي حال اشتعال المنطقة سينال الضرر الجميع، كما أن الرئيس لا يخفي عن شعبه كل التحركات المصرية على الصعيد الدبلوماسي والاستراتيجي، مشيرا إلى أنه ليس كل ما يُعرف يُقال، ونتائج التحقيقات سيعرفها الجميع في الوقت المناسب، ونحن نقول للقيادة المصرية: نثق في قراراتكم وعلى أهبة الاستعداد لكل الأوامر التي في الصالح العام.

ليلة الأمس الدامية التي عاشتها غزة كان وقعها حزينا على شعب مصر، عشنا معهم بالدعاء أن ينصرهم الله، أن تمضي عليهم الساعات بردا وسلاما، كم كان مؤلما لنا أن نعيش الحرب الباطشة على الهواء مباشرة من خلال الشاشات، مؤلم أن يعيش شعب غزة بلا كهرباء ولا شبكة إنترنت، مؤلم أن تنقطع أخبارهم ولا نستمع إلا لصوت الانفجارت والحرب البرية البربرية على شمال القطاع، ليلة حزينة أبكت الجميع، في وقت كانت تجتمع فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة تناقش المشروع العربي الذي يدعو إلى هدنة إنسانية ووقف إطلاق النيران وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة وحماية المدنيين، التصويت جاء بموافقة 120 دولة لصالح القرار العربى، بينما صوتت 14 دولة ضد القرار، وامتنعت 45 دولة عن التصويت.. رغم أن قرار الجمعية العامة غير ملزم، إلا أنه ملزم للضمائر الإنسانية ومحرك لوجدان الشعوب، هذا التصويت من أهم نتائجه هو إحراج المجتمع الدولي أمام عملية إبادة للشعب الفلسطيني تقوم بها إسرائيل التي قررت محاربة قطاع غزة بحجة البحث عن قيادات حماس، وهو الأمر الذي يذكرنا بحرب الولايات المتحدة الأمريكية على العراق عام 2003 بحجة تدمير بنية المفاعل النووي الذي تمتلكه، وما كان لهذه الحرب إلا تدمير العراق وانتشار الفوضى في الداخل العراقي والإقليم بأسره.. ليلة الأمس الدامية كان لها نهار كشف أن خفافيش الظلام الإسرائيلي لن تنتصر على المقاومة الفلسطينية.. نهار السبت أعلن أن إسرائيل تلقت هزيمة تلو الأخرى، هزيمة 7 أكتوبر يوم إعلان المقاومة الفلسطينية عن موقعة "طوفان الأقصى"، والهزيمة الثانية عشية 27 أكتوبر حين قرر الجيش الإسرائيلي الدخول البري لشمال غزة، أشرقت شمس النهار بهزيمة الجيش الإسرائيلي. 

من شعب مصر إلى "شعب غزة" الصامد، نقولها لكم: نحن معكم نساندكم على المستوى السياسي والشعبي ولن نتخلى عنكم أبدا.. كما نقولها ونكررها دائما: مصر الأبية لا أحد يقدرعلى استفزازها أو جرجرتها إلى حرب وقتما يشاء.. مصر الكبيرة القوية تعرف كيف تدافع عن نفسها وتحمي حدودها كما قال لنا رئيس جمهوية مصر العربية الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونحن له مصدقون.