رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما دلالات "تفتيش حرب" الفرقة الرابعة المدرعة بحضور السيسى وقادة الجيش؟ (تحليل إخبارى)

تفتيش حرب
تفتيش حرب

على مرمى البصر كان سرب دبابات الـM1A1 أبرامز وناقلات الجنود المجنزرة M113، إضافة لعناصر المدفعية المجهزة براجمات الصواريخ M270 ميلرز وصقر المحلية الصنع إلى جانب المدفعية المجنزرة ذاتية الحركة M109، تصطف ببريق تعكسه أشعة الشمس الصفراء لتظهر قوام وعتاد تشكيلات تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة التابعة للجيش الثالث الميداني في السويس، فى مشهد عظيم يخطف النظر من قوته وفخره ويعود بالزمن لأكثر من 50 عامًا بأن لمصر "درعًا وسيفًا".

دلالات كثيرة، يكشفها "الدستور" حول تفتيش حرب الفرقة الرابعة، تمتد للحديث عن سبب اختيار الفرقة الرابعة المدرعة على وجه التحديد لاستعراض تفتيش الحرب، وكذلك المقصود بـ"تفتيش الحرب" في الأبجديات العسكرية، والعروج إلى الأسلحة التى تعلن عنها مصر للمرة الأولى، إضافة للتوقيت الذي يأتي في وقت تشتعل الحرائق على حدود مصر الشرقية.

"تفتيش الحرب" - لمن لا يعرف - هو مصطلح عسكري يقوم به الجيش من حين لآخر، للتأكد من جاهزية القوات وقدرتها القتالية وكفاءتها لتنفيذ الخطط العسكرية والمهام المكلفة بها، وعقب انتهاء التفتيش تكون تلك القوات جاهزة فورًا لدخول وخوض أي حرب أو معركة قد تطلب منها، ولا بد هنا من الإشارة أن ذلك وغيره من التدريبات والمناورات تتم وفق خطة ثابتة سنويًا للقوات المسلحة، والتى في معظم الأوقات تتناسب زمنيًا مع أحداث كبيرة فى المنطقة.

لماذا الفرقة الرابعة المدرعة؟

لأنها الفرقة الأقدم فى الجيش المصري، وخاضت معظم حروب مصر، خاصة أنها تأسست عام 1956، وشاركت في العديد من الحروب مثل 1956 و1967 و1973 وحرب تحرير الكويت، وكانت في مقدمة الصفوف هناك، كما أن لها الدور الأبرز في تأمين عبور القوات المسلحة في حرب السادس من أكتوبر، وكان من بين أبرز مهامها القتال في ثغرة الدفرسوار وصد محاولة دخول العدو الإسرائيلي للسويس والإسماعيلية.

لا يذهب عن البال البعد التاريخي بأن أي استعداد أو تأهب للفرقة الرابعة يحدث زلزالًا كبيرًا في الجوار لدرجة أنه يتم رفع الاستعداد واستعداد الاحتياط من بعض الجيوش لأهمية وقوة تلك الفرقة.

الرجل الذي هدد بطي الأرض لحماية مصر

أعرف اللواء أركان حرب شريف جودة العرايشي قائد الجيش الثالث الميداني، التقينا منذ سنوات حينما كان قائدًا للفرقة 18 بالجيش الثاني الميداني، عسكري بالمعنى الحرفي للكلمة، لا أنسى الموقف حينها خلال إعداده لطلاب شمال سيناء والمحافظات المجاورة المتقدمين للكلية الحربية لزيادة وعيهم عما يقدمون عليه من مهمة وطنية واختيار مصيري، وبالتالي ليس غريبًا عليه الحديث بحسم خلال تفتيش حرب الفرقة الرابعة بمقولته الذي تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي كونها حاسمة "جاهزون لطى الأرض في نطاق مسئوليتنا أو أي مكان آخر يتم تكليفنا بالانطلاق إليه".

غواصة القوات الخاصة ومدفع الهاوتزر.. ماذا نعرف عن أسلحتنا الجديدة؟

لفت انتباهي، ضمن الأسلحة التى تظهر للمرة الأولى فى عرض عسكري للجيش المصري أو حتى فى أحداث مشابهة، عدد من القطع الحربية التى يجب الالتفات لها والتعرف على إمكانياتها الكبيرة، حيث جاء على رأسها الظهور الأول لمنظومة المدفعية ذاتية الحركة/ الهاوتزر الكوري K9A1 EGY عيار 155 ملم مع عربة الإمداد بالذخائر من طراز K10 بعد انضمامها للخدمة رسميًا في صفوف القوات المسلحة، وهو الذي يجري حاليًا العمل بالتعاون مع كوريا الجنوبية علي إنتاج منظومات المدفعية الـK9A1 EGY محليًا بمصانع الإنتاج الحربي المصري، بنسبة إنتاج محلي تصل إلى قرابة 70% من إجمالي مكونات المنظومة.

إضافة إلى بعض المعدات الحديثة المنضمة للعمل ضمن تشكيلات القوات المسلحة، والتى تشمل "محطة العقدة التكتيكية المجهزة ضد تأثير قنبلة النبضة الكهرومغناطيسية"، و"المحطة المتنقلة لتحقيق الاتصال عبر الأقمار الصناعية"، "محطات الاستطلاع والإعاقة الرادارية المتطورة"، "منظومات الطائرات الموجهة بدون طيار من طراز Puma/Raven/WASP A"، و"منظومة التأمين الكهروبصري ومراقبة الحدود المتنقلة MS"، وأخيرًا "غواصة نقل عناصر القوات الخاصة SDV".

القوة العاقلة والغاشمة!

البارز أيضًا هو حديث الرئيس السيسي حول استخدام قوة الجيش المصري بتعقل  حينما قال إن "مصر تستخدم القوة والقدرة التي تمتلكها بتعقل ورشد دون طغيان أو أوهام"، وبذلك ندرك استخدام الرئيس للكلمات بدقة حول استخدام القوة الحاسمة والغاشمة فى الأوقات التى نحتاجها فيها فقط، كما حدث في نوفمر 2017 حينما وجه رئيس أركان القوات المسلحة ووزير الداخلية باستخدام "كل القوة الغاشمة" لاقتلاع الإرهاب من جذوره في شمال سيناء، وحينها أشار الخبراء إلى أن المقصود بالقوة الغاشمة هي القوة الضاربة للقوات المسلحة بكافة قطاعاتها "الجوية - البحرية - المشاة- المظلات- الدفاع الجوي- والمدفعية" وكل ما يمكن للجيش استخدامه.